«تنحي» آدم بوهلر بعد لقاءاته مع حماس.. مناورة أم ثمن للتفاوض؟

أثار إعلان الإدارة الأمريكية سحب المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن آدم بوهلر ترشحه للمنصب، تكهنات حول أسباب تلك الخطوة.
وأتى قرار بوهلر في أعقاب الكشف عن لقاءاته مع مسؤولين في حماس، وإشرافه على مفاوضات مباشرة غير مسبوقة مع الحركة الفلسطينية، ما أثار غضبا عارما في إسرائيل، خصوصا أن تلك المباحثات تمت دون علمها.
وفيما ألمحت وسائل إعلام عبرية إلى أن تنحي بوهلر سببه الغضب الإسرائيلي، عزاه مسؤولون أمريكيون إلى رغبة في منحه منصبا يسمح له بالتحرك في ملف الرهائن بلا قيود بيروقراطية.
غضب إسرائيلي
وأشار موقع "أكسيوس" إلى أن بوهلر هو أول مسؤول أمريكي يلتقي بشكل مباشر مع قيادات في حماس، ورغم موافقة ترامب على هذه المحادثات، فإنها "أثارت غضب بعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ، حيث تناول بعضهم القضية بشكل خاص مع البيت الأبيض، وكان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى جعل موافقة مجلس الشيوخ على التعيين أمرا صعبا".
وأثارت محادثات بوهلر وحماس انتقادات في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خصوصا من وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
ونقل موقع "i24" العبري عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "المحادثات التي أجراها بوهلر مع حماس لم تتحد فقط القاعدة التي تحظر في معظم الحالات إجراء محادثات مباشرة مع المنظمات المتطرفة، ولكنها جرت دون إشعار مسبق لإسرائيل".
وقالت صحيفة "تايمز أف إسرائيل" إن "تنحي بوهلر أتي في الوقت الذي لا تزال فيه إسرائيل غاضبة من محادثاته المباشرة مع حماس"، لافتة إلى أن ديرمر، ضغط على المسؤولين الأمريكيين لتهميش بوهلر، كما تم التعبير عن الإحباط الإسرائيلي أيضاً للجمهوريين في مجلس الشيوخ، حيث انحاز بعضهم إلى جانب تل أبيب وأعربوا بدورهم عن مخاوفهم للبيت الأبيض.
لسنا عملاء
ورد بوهلر على تلك الحملة، قائلا: "لم أفاجأ بالانتقادات. هي جزء من وظيفتي، لقد فعلت الشيء الصحيح. من حق الولايات المتحدة تحقيق أهدافها".
وأضاف: "نحن الولايات المتحدة. لسنا عملاء لإسرائيل. لدينا مصالح محددة. والحقيقة هي أن ما أردت القيام به هو تحريك المفاوضات التي كانت في مكان هش للغاية".
وسعى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى تهدئة مخاوف تل أبيب، فأكد أن المفاوضات مع حماس كانت "مجرد نقاش"، لافتا إلى أن مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف هو "القناة الرئيسية للمفاوضات بشأن صفقة الرهائن في غزة".
مناورة سياسية
في المقابل، قالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض: "سيواصل آدم بوهلر خدمة الرئيس ترامب كموظف حكومي خاص يركز على مفاوضات الرهائن. سيواصل العمل المهم لإعادة الأفراد المحتجزين ظلماً حول العالم إلى ديارهم".
من جانبه، قال بوهلر في بيان مقتضب لـ"رويترز": "هذا يعزز من قدرتي على مساعدة الأمريكيين المحتجزين في الخارج بأفضل شكل ممكن، وكذلك العمل عبر الوكالات لتحقيق أهداف الرئيس ترامب".
وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب، حسب موقع "أكسيوس"، إن هذه الخطوة تم التخطيط لها منذ أسبوعين، وكان هدفها نقل بوهلر إلى "منصب مختلف بتفويض أوسع، ولكن دون الحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ".
وقال مسؤول أمريكي ثان لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن بوهلر سيواصل مساعدة ويتكوف لتأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة، لافتا إلى أن ترامب طلب من بوهلر أن يقدم تقاريره إليه بصفته موظفا حكوميا خاصا في البيت الأبيض بدلا من منصب المبعوث الرئاسي؛ لأن الأخير يتطلب "التعامل مع بيروقراطية تفضل الإدارة تجنبها".
وبحسب المسؤول الأمريكي، فإن "بوهلر استعد لسحب ترشيحه حتى قبل الكشف عن المحادثات السرية مع حماس. الدور الجديد سيضيف ولن يقلل من العمل الذي يقوم به لإعادة الأمريكيين إلى الوطن".
من جهتها، قدمت صحيفة "واشنطن بوست" رواية أخرى عن القرار، ونقلت عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن "بوهلر سحب الترشيح حتى لا يُطلب منه التخارج من استثمارات في مجال الرعاية الصحية".
aXA6IDE4LjIxNy41My4xMzMg جزيرة ام اند امز