بعد «الوداع الحار».. هل أصيب الرهائن في غزة بمتلازمة ستوكهولم؟ (خاص)
تساؤلات كبيرة يطرحها الشارع الإسرائيلي والعربي عقب كل دفعة من تبادل الرهائن مع حركة حماس.
ويرجع السبب في ذلك إلى حالة الألفة بين الرهائن المفرج عنهم ومقاتلي حركة حماس الذين يقومون بتسليمهم إلى الصليب الأحمر الدولي.
وتظهر المقاطع المصورة والفيديوهات الأسرى وهم يلوحون بالسلام والابتسامات للمقاتلين المرافقين لهم.
مواقف سابقة
المسنّة حنّا كتسير من كيبوتس نيرعور، التي تم الإفراج عنها في الدفعة الأولى، قالت في فيديو نشرته حركة الجهاد الإسلامي، إن "مقاتلي الجهاد تعاملوا معنا بشكل جيّد وفعلوا كل شيء لنبقى بخير ومن الناحية الصحية والطعام".
كما قال الفتى يجيل يعقوب وعمره 13 سنة، في نفس الفيديو، "أشكر مقاتلي الجهاد الإسلامي الذين قدّموا لنا الماء والدواء وكل شيء وهم يعملون كل شيء للحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين".
فيما صافحت يوشيفيد ليفشيتز، 85 عامًا، وهي رهينة تم إطلاق سراحها في وقت مبكر من الحرب، أحد مقاتلي حماس ونطقت بإحدى الكلمات قائلة "شالوم" وهي تحية عبرية تعني "سلام".
وقالت ليفشيتز في مستشفى في تل أبيب، إنها عرضت المصافحة لأن مقاتلي حماس "كانوا لطيفين معنا"، مضيفة "اعتنوا بجميع احتياجاتنا” – بدءًا من التأكد من حصولهم على تغذية جيدة وحتى تنظيف المراحيض والاعتناء بأطفالهم".
وبدورها قالت رونجارون ويتشانجوين، شقيقة الرهينة فيتون فوم البالغ من العمر 33 عاما، لوكالة فرانس برس "إنه لم يتعرض للتعذيب أو الاعتداء، وتم إطعامه طعامًا جيدًا. وقد تم الاعتناء به جيدًا. ويبدو أنه بقي في منزل، وليس في نفق".
ماذا يقول الطب النفسي عن هذه الحالة؟
هذه الحالة تسمى في علم النفس، متلازمة ستوكهولم، وهي استجابة نفسية يبدأ فيها الرهينة أو المخطوف أو الضحية بالتعاطف مع خاطفيه، وكذلك مع أجندتهم ومطالبهم.
وتم إطلاق التسمية من قبل نيلس بيجرو عالم الجريمة في ستوكهولم، والذي استخدم المصطلح لشرح رد الفعل غير المتوقع للرهائن، فعلى الرغم من احتجازهم ضد إرادتهم في وضع يهدد حياتهم فإن هؤلاء الأفراد أقاموا علاقات إيجابية مع خاطفيهم.
أستاذ الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، يقول إن هناك علاقة تنشأ بين الأسير ومن يأسره، وبعد فترة تتحول هذه العلاقة إلى علاقة إنسانية، والأسرى الإسرائيليون يمكثون في الأسر منذ أكثر من شهر، وهناك تبادل أطراف حديث يتم بشكل يومي بين مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي من جهة والإسرائيليين من جهة أخرى، وهو ما يؤدي إلى خلق روابط إنسانية بينهم.
وأضاف فرويز لـ"العين الإخبارية"، أنه رغم العلاقات السياسية المضطربة بين الطرفين، إلى أن الحديث يدور حول البحث عن مشتركات بين الطرفين، حيث التعرف على متطلبات الأسرى ومن منهم يعاني من أمراض معينة فيتم توفير الأدوية اللازمة لها، أو توفير نوع معين من الطعام، أو الحديث عن الفرق الرياضية المفضلة لدى الأشخاص، وربما هي أمور لم يتوقع المخطوفون أن تقوم الجماعات الفلسطينية بتوفيرها لهم.
وتابع "أنه بمرور الوقت تتزايد العلاقة الإنسانية بين الطرفين، وبالتالي يحدث نوع من التآلف مع الوضع في الاعتبار أن هناك أسرى وخاطفين، ويتم تبادل الحديث حول مبررات كل شخص للأفعال التي يقدمون عليها".
aXA6IDMuMTQ1LjExMi4yMyA= جزيرة ام اند امز