تقرير جديد: عام 2024 كان الأشد حرا على الأرض منذ 125 ألف سنة
في تحذير مناخي غير مسبوق، كشف تقرير علمي نُشر الأربعاء أن عام 2024 كان على الأرجح الأكثر سخونة على كوكب الأرض منذ 125 ألف عام.
ووصف التقرير العالم بأنه "على الحافة"، بعد أن بلغت مؤشرات صحة الكوكب مستويات قياسية تنذر بالخطر.

وأفاد التقرير، الذي أعدّه باحثون من جامعة ولاية أوريغون ونُشر في دورية "بيو ساينس"، أن 22 من أصل 34 مؤشرا بيئيا رئيسيا، تشمل تركيزات الغازات الدفيئة، وحرارة المحيطات، وذوبان الجليد، ومعدلات إزالة الغابات، سجلت جميعها مستويات غير مسبوقة خلال العام الماضي، ما يشير إلى أن الإنسانية تستهلك موارد الأرض بوتيرة أسرع من قدرتها على التجدد.
وقال البروفيسور ويليام ريبّل، الباحث الرئيس في الدراسة: "لقد دخلت أزمة المناخ مرحلة الطوارئ، وكل عُشر درجة من الاحترار يمكن أن يحدث فرقا. نحن بحاجة إلى الشجاعة والتعاون والسرعة".
عقد كامل من الحرارة القياسية
وأوضح التقرير أن عام 2024 اختتم عقدا كاملا من الحرارة القياسية التي بدأت منذ عام 2015، مدفوعة بتأثيرات التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية. وتشير البيانات إلى أن درجات الحرارة في ذلك العام تجاوزت حتى ذروة فترة الدفء الطبيعية الأخيرة التي شهدها الكوكب قبل نحو 125 ألف سنة، عندما كانت مستويات البحر أعلى بعدة أمتار من مستواها الحالي.
كما بين التقرير أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تجاوزت 430 جزءا في المليون في مايو الماضي عند مرصد “ماونا لوا” في هاواي، وهو مستوى لم يشهده الكوكب منذ ملايين السنين.
ويعزو الباحثون استمرار الاحترار إلى تراجع الجسيمات العاكسة لأشعة الشمس في الغلاف الجوي نتيجة انخفاض التلوث الصناعي، ما يسمح بتراكم مزيد من الحرارة. كما أدت ذوبان الجليد وانحسار الغطاء الثلجي إلى تقليل قدرة الأرض على عكس أشعة الشمس، ما جعلها تمتص حرارة أكبر، في ظاهرة وصفها العلماء بأنها "تعتيم متسارع" للكوكب.

ووفقا للتقرير، فقد أدى هذا الاحترار إلى موجات حر بحرية غير مسبوقة تسببت في أكبر حدث لتبييض الشعاب المرجانية على الإطلاق، إضافة إلى انخفاض قياسي في كتل الجليد في غرينلاند والقطب الجنوبي، حيث تضاعفت معدلات فقدان الجليد أربع مرات منذ تسعينيات القرن الماضي.
كما أظهر التحليل أن فقدان الغطاء الشجري العالمي بلغ 29.6 مليون هكتار عام 2024 ، ثاني أعلى رقم يُسجل على الإطلاق، بزيادة نحو 5% عن العام السابق، مدفوعًا بحرائق ارتفعت نسبتها 370% بسبب الظروف الأكثر حرارة وجفافا.
بارقة أمل من الأمازون
مع ذلك، يشير التقرير إلى بارقة أمل من الأمازون البرازيلية، حيث تراجعت معدلات إزالة الغابات بنحو 30%، لتصل إلى أدنى مستوى منذ تسع سنوات، بفضل تشديد إجراءات الحماية البيئية في عهد الرئيس لولا دا سيلفا.
ويأتي هذا التقرير بالتزامن مع تقييم مناخي دولي آخر شارك فيه 160 عالما من 23 دولة، حذّر من أن الشعاب المرجانية الاستوائية والأنهار الجليدية وغابات الأمازون والتيارات البحرية الرئيسية تقترب جميعها من نقاط تحول خطيرة قد تجعل التغيرات المناخية غير قابلة للعكس.

ومع اقتراب انعقاد قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 30) في البرازيل، دعا العلماء قادة العالم إلى التحرك العاجل لمواجهة هذه التهديدات المتصاعدة، مؤكدين أن الحلول لا تزال ممكنة عبر توسيع استخدام الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ويختم البروفيسور ريبل بتفاؤل حذر قائلاً: "الأمل يأتي من قدرة الطبيعة على التعافي ومن إبداع الإنسان، فأنظمة الأرض يمكن أن تستعيد توازنها، إذا منحناها الفرصة لذلك".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY5IA== جزيرة ام اند امز