بغطاء «نصرة فلسطين».. حشود وهجمات حوثية داخلية والقوات اليمنية تتأهب
انتقل استثمار مليشيات الحوثي للقضية الفلسطينية إلى مربع آخر في اليمن، وذلك من خلال حشد عشرات المقاتلين إلى الجبهات الداخلية وشن هجمات برية للتقدم الميداني.
حشود الحوثي وهجماته في الجبهات لا سيما جبهات الساحل الغربي لليمن، كشفت عن نوايا المليشيات الإرهابية بأنها تتجه إلى خوض جولة حرب دامية في الداخل اليمني هذه المرة بغطاء "الحرب على إسرائيل ونصرة فلسطين"، بحسب مسؤولين عسكريين.
- استهداف سفن إسرائيل بالبحر الأحمر.. زعيم الحوثيين ينفذ توصيات حزب الله
- «العين الإخبارية» تكشف.. لماذا غير الحوثي خطته لاستهداف إسرائيل؟
وأبدى المسؤولون العسكريون استعداد القوات اليمنية بمختلف هيئاتها لكل خيارات المواجهة مع مليشيات الحوثي والتي تتذرع من خلال تحركاتها العسكرية في الداخل اليمني بأن "هناك دولا إقليمية تحرك الأطراف الداخلية المناهضة لها لإشغالها عن مهاجمة إسرائيل"، على حد زعمها.
تحركات بعدة مناطق
وكان آخر تحركات مليشيات الحوثي على الأرض، اليوم الثلاثاء، عقب صد القوات المشتركة والجنوبية هجمات للحوثيين في الساحل الغربي وجبهات محافظة الضالع.
ففي الساحل الغربي، أعلنت القوات المشتركة إحباط محاولات عسكرية للانقلابيين "استهدفت تشيد مواقع عسكرية في جبهات البرح غربي محافظة تعز".
وقالت القوات المشتركة في بيان تلقته "العين الإخبارية"، إن "وحدات الاستطلاع في محور البرح رصدت تحركات لمليشيات الحوثي ومحاولات تشيد مواقع في تلال مرتفعة قريبة من خطوط التماس في "قطاع الكدحة" وتم التعامل معها بحزم".
وأكدت القوات المشتركة في بيانها أن وحداتها المرابطة في خطوط النار "حققت إصابات مباشرة أجبرت عناصر المليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً على الفرار".
كما أكدت أن "كل تحركات مليشيا الحوثي على طول خطوط التماس مرصودة بدقة، ولن تتمكن من تحقيق أدنى اختراق" بحثا عن انتصار معنوي لعناصرها الإرهابية.
في السياق، قالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، إن تعزيزات حوثية وصلت مما يسمى "المنطقة العسكرية الخامسة" بقيادة الإرهابي يوسف المداني بالإضافة لتعزيزات دفعت بها "المنطقة العسكرية الرابعة" بقيادة الإرهابي أبو نصر الشعف إلى جبهات الساحل الغربي لليمن.
وكشفت المصادر عن تحركات حوثية واسعة على امتداد مشارف جبهات الساحل الغربي لليمن بالتزامن مع تعزيزات بشرية كبيرة وصلت إلى جبهات "البرح" و"الكدحة"، و"جبل راس" و"الجراحي" وعلى امتداد الشريط الساحلي من مشارف الخوخة ما بعد مدينة الحديدة، غربي اليمن.
وتزامنت تحركات مليشيات الحوثي على الأرض مع نقل المليشيات صواريخ باليستية وطائرات مسيرة الى مناطق مختلفة في محافظة تعز وتقع على التماس المباشر مع جبهات الساحل الغربي، وذلك خلال الأيام الماضية.
وتسعى مليشيات الحوثي للسيطرة على مرتفعات استراتيجية مطلة على الساحل الغربي لا سيما في محوري "البرح" و"الكدحة"، غربي تعز وذلك بهدف استهداف الملاحة الدولية والسفن في باب المندب وقبالة ميناء المخا الاستراتيجي، وفقا للمصادر.
في الضالع، أعلنت القوات الجنوبية في بيان إفشال هجوم بري للمليشيات الحوثي الإرهابية، وذلك في قطاع "الثوخب" شمال غرب المحافظة الجنوبية.
ونقل البيان عن القيادي في القوات الجنوبية النقيب منصور العشوي، قوله إن "المليشيات الحوثية حاولت شن هجوم باتجاه مواقع شعب أحمد والسّاحِلة والقِشاع إلا أنها أجبرت على التراجع والانكسار بعد تلقيها ضربات موجعة ودقيقة بسلاح المدفعية والاشتباك المباشر".
وأضاف: "قواتنا على أهبة الاستعداد، وفي جاهزية قتالية بشكل متواصل، وقد ألحقت بهذه المليشيات اليوم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".
وأشار إلى دك مجاميع حوثية كانت تتمركز في أطراف بلدة "الثوخب" بسلاح المدفعية والهاون إلى جانب قتل وجرح عدد من العناصر المهاجمة خلال الاشتباكات المباشرة.
وأكد أن القوات الجنوبية أجبرت من تبقى من عناصر المليشيات "على الانسحاب والعودة تاركين جثث قتلاهم"، مشيراً إلى وقوع عدد منهم في وسط حقل عبوات ناسفة كانوا قد زرعوها في وقت سابق إلا أنهم وقعوا فيها بعد أن أخطأوا طريق العودة أثناء فرارهم.
وكانت المليشيات الحوثية قد استخدمت أثناء الهجوم البري قصفا مدفعيا مكثفا لتوفير غطاء لعناصرها المهاجمة قبل أن تعود إلى أدراجها مثقلة بالخسائر دون تحقيق أي مكسب ميداني أو معنوي، وفقا للبيان.
تحشيد بغطاء نصرة فلسطين
وأكد مسؤولون عسكريون ميدانيون في اليمن أن التحشيدات الحوثية التي تتدفق للساحل الغربي بغطاء نصرة فلسطين تجري تحت الرقابة، وأنهم على جاهزية كاملة لكل الخيارات ليس فقط للدفاع، وإنما للهجوم لتأديب المليشيات الحوثية.
وبحسب قائد اللواء 12 حراس الجمهورية، العميد خالد مصلح فإن "المليشيات الحوثية الإجرامية تقوم بعمليات تحشيد للساحل الغربي تحت دعوى نصرة القضية الفلسطينية، وتستهدف حشد الشباب والأطفال من أجل خوض المعركة داخليا".
وقال المسؤول العسكري في قوات المقاومة الوطنية إن "الحوثيين يسعون جاهدين لتنفيذ الأجندة الإيرانية في الوطن العربي من خلال تدمير النسيج الاجتماعي".
وأكد أن "مليشيات الحوثي تستخدم القضية الفلسطينية كذريعة وشماعة للقضاء على الشعب اليمني لكنها مثلها مثل حزب الله الذي يستطيع مهاجمة إسرائيل لكنه لا يفعل، ويبحث له عن ذرائع واهية".
وأوضح مصلح أن "مليشيات الحوثي منذ أن تأسست على يد الهالك حسين بدر الدين الحوثي لم تدمر، ولم تقتل غير اليمنيين، وهم الآن يقومون بالتحشيد الداخلي من أجل قتال اليمنيين في تعز ومأرب والجوف وجنوب اليمن".
وفي رسالة وجهها القائد العسكري لليمنيين، دعا فيها اليمنيين للحفاظ "على أبنائهم فمليشيات الحوثي، لا تبحث عن فلسطين وإنما تقوم بالحشد من أجل تفجير الحرب في الداخل اليمني وخوض جولة جديدة من المعارك".
وبينما تعهد مصلح للشعب اليمني بأن يكون "في المكان الذي يريده الشعب، للدفاع عن الأرض والعرض والمال وسيادة الوطن واستعادة الدولة"، أكد أن تحركات مليشيات الحوثي كلها مرصودة، وأن "جميع التحركات تحت عيوننا، وسوف ترون منا في الميدان ما لم تتوقعوه ولدينا رجال لا يهابون الموت".
ويرى مراقبون أن حشود وهجمات مليشيات الحوثي في الداخل اليمني بغطاء نصرة فلسطين تستهدف السيطرة على مناطق جديدة تحت سيطرة الشرعية لا سيما في الساحل الغربي والجنوب للوصول إلى باب المندب ومأرب للوصول إلى منابع النفط الغاز لتمويل عملياتها العسكرية.