أطفال اليمن تحت وطأة انتهاكات الحوثي.. أرقام مفزعة
مرّ اليوم العالمي للطفولة، وأطفال اليمن يرزحون تحت كمٍ هائلٍ من الانتهاكات التي سلبتهم براءاتهم.
الانتهاكات التي أعلنت إحصائياتها لجان وطنية ومنظمات حقوقية متخصصة، رسمت ملامح سوداوية لمستقبل أطفال اليمن؛ بسبب حرب مليشيات الحوثي منذ انقلابها أواخر 2014.
الجمعة، أعلنت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، وهي آلية حكومية مدعومة أمميا، إحصائيات حول الانتهاكات الجسيمة التي طالت الأطفال ووثقتها اللجنة في مختلف المحافظات، وبلغ إجمالي ضحاياها 5700 طفل.
قتلى وجرحى من الأطفال
ووثقت اللجنة الوطنية الفترة منذ يناير/كانون الثاني 2016 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2025، والتي شهدت سقوط 3816 طفلا ما بين قتيل وجريح، في انتهاك واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني المتعلقة بحماية المدنيين.
كما وثّقت اللجنة 1368 حالة تجنيد أطفال والزجّ بهم في الأعمال القتالية، باعتبارها واحدة من أخطر الانتهاكات الستة الجسيمة التي تحظرها القوانين الدولية والوطنية.
وفيما يتعلق بمخلفات الحرب الحوثية، رصدت اللجنة 708 ضحايا من الأطفال سقطوا بين قتيل وجريح؛ نتيجة انفجار الألغام والعبوات الناسفة، إضافةً إلى تسجيل 125 حالة قتل خارج نطاق القانون.

تدمير المدارس والحرمان من التعليم
من جانبها، اتهمت منظمة "ميون" لحقوق الإنسان، مليشيات الحوثي بإلحاق الأطفال في برامج تعليمية للتعبئة الطائفية الايديولوجية.
وأكد أن العديد من الآباء عبروا للمنظمة عن خوفهم على أطفالهم من هذه الممارسات التي تسهم في تسربهم من المدارس واستغلالهم في التجنيد.
وقالت المنظمة في بيان بمناسبة اليوم العالمي للطفولة: "إنها سجلت استخدام 852 مدرسة كمراكز للتعبئة الأيديولوجية الطائفية وتجنيد الأطفال في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي".
وعلى صعيد التعليم، يحرم 3.7 مليون طفل في سن الدراسة (6-17 سنة) من حقهم الأساسي في التعليم، وفقًا لبيانات المسح العنقودي متعدد الأغراض للعام 2024.
وطالبت منظمة "ميون"، جماعة الحوثي بإنهاء استخدام المدارس والمرافق العامة لأغراض التعبئة الطائفية وتجنيد الأطفال، وإنهاء خطاب الكراهية وتسريح الأطفال المجندين واعتماد برامج لإعادة تأهيلهم.
كما سجّلت مقتل 146 طفلًا في الجبهات أثناء استخدامهم في أعمالٍ عسكرية في الفترة من يناير وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2025، ووثّقت مقتل أكثر من ألفي طفل آخرين خلال الفترة 2020-2025؛ بسبب الألغام.
ورحبت المنظمة الحقوقية بإطلاق الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا "الخطة الوطنية لحماية الطفولة 2026-2029" بالشراكة مع منظمة اليونيسف، واعتبرت الخطة إطارًا فعالًا لتعزيز حماية الأطفال من كافة أشكال العنف والإساءة والاستغلال.
ولفت تقرير منظمة "ميون" إلى أن مؤشرات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية لدى الأطفال، تُظهر ارتفاعًا مقلقًا، حيث تحتل البلاد المرتبة الثالثة عالميًا في هذا الصدد، بحسب تقرير اليونيسف الأخير.
كما يعاني 49% من الأطفال دون سن الخامسة من التقزم، ويحتاج 2.4 مليون طفل تحت عمر الخامسة إلى علاج من سوء التغذية، منهم 600,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUg جزيرة ام اند امز