الانقلاب الحوثي بعد 5 سنوات.. حكومة غير معترف بها وسفارة وحيدة لطهران
خلال سنوات الانقلاب الـ5 أخفق الحوثي في إثبات شرعيته للداخل اليمني والخارج بعد الإعلان عن حكومة تم منح بعض مقاعدها لحزب المؤتمر.
5 سنوات مضت، ومليشيا الحوثي عاجزة خلالها عن إضفاء أي شرعية لانقلابها المشؤوم عقب اجتياح العاصمة اليمنية (صنعاء)؛ فمنذ 2014 يدير الانقلابيون حكومة غير معترف بها دوليا، فيما توجد بمناطقهم سفارة دولية وحيدة هي لحليفتهم إيران.
وعقب اجتياح صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، كانت 40 بعثة دبلوماسية عربية وأجنبية تغادر العاصمة اليمنية بعد سقوطها في أيدي مليشيا الحوثي، في تنديد جماعي بالانقلاب المسلح المدعوم من طهران.
وفي محاولة منها للبحث عن شرعية زائفة، لجأت المليشيا الانقلابية إلى تشكيل ما أُطلق عليها "حكومة الإنقاذ"، بالشراكة مع حزب المؤتمر، لكنها على مدار السنوات الماضية لم تحظَ بأي اعتراف دولي سوى من حلفائها الإيرانيين.
وفيما أبقت طهران على سفارتها مفتوحة داخل صنعاء، لأغراض عسكرية واستخباراتية بالدرجة الأولى وفقا لمراقبين، قامت المليشيا الحوثية، خلال منتصف العام الجاري، بتعيين سفير لها لدى إيران، في محاولة لكسر العزلة الدولية.
حكومة صورية
خلال سنوات الانقلاب الـ5، أخفقت المليشيا الحوثية في إثبات شرعيتها للداخل اليمني والخارج، وبعد الإعلان عن حكومة تم منح بعض مقاعدها لحزب المؤتمر الشعبي العام، قبل فض الشراكة بينهما في ديسمبر/كانون الأول 2017، والاستيلاء على تلك الوزارات بالقوة بعد إخضاع وزراء المؤتمر للإقامة الجبرية.
وظلت حكومة الانقلاب تعمل كسلطة محلية للعاصمة صنعاء فقط، فيما عجزت عن تنفيذ قراراتها حتى داخل المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة الانقلاب، وسط وغرب اليمن.
وأكدت مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" أن ما تسمى بحكومة الحوثي، والتي تم إيكال رئاستها لشخصية جنوبية، لا تعد أكثر من مجرد ديكور، ولا تمتلك أي سلطة لاتخاذ القرارات سواء بالجانب العسكري أو السياسي.
وأوضحت المصادر أن زعيم الانقلاب، عبدالملك الحوثي، لا يزال هو المتحكم الأول في جميع القرارات الاقتصادية والسياسية، وكذلك فيما يخص مشاورات السلام وأي اتفاقات مع المبعوث الأممي، مارتن جريفيث.
وتعيش حكومة الانقلاب صراعات داخلية عميقة بين قيادات الحوثي التي تلهث خلف النفوذ والمال، مع وجود أطراف تقوم بالاستحواذ على جميع موارد المؤسسات الحكومية المنهوبة، وخصوصا ميناء الحديدة.
ووفقا للمصادر، فلا يزال ما يسمى بوزير السياحة في حكومة الانقلاب، ناصر باقزقوز، تحت الإقامة الجبرية منذ مطلع العام الجاري، وذلك جراء خلافات مع قيادي بارز في مليشيا الحوثي، يدعى أحمد الحامد.
وتخشى المليشيا الحوثية من هرب باقزقوز المنحدر من محافظة حضرموت، إلى مناطق الشرعية والانشقاق عنهم، كما حدث مع وزير الإعلام المنشق، عبدالسلام جابر، الذي التحق بالشرعية الأشهر الماضية.
وخلافا للمجتمع الدولي الذي لا يعترف بحكومة الانقلاب، تداركت المنظمات الدولية أخطاء بعض ممثليها، وتراجعت عن تقديم أوراق اعتماد ممثليها إلى الانقلابيين، والاكتفاء بالتقديم إلى الحكومة الشرعية المعترف بها.
وطيلة السنوات الماضية، تحولت حكومة الانقلابيين إلى مادة للتهكم في أوساط اليمنيين، وكتب ناشطون أن وزير خارجية الحوثي هشام شرف استقبل سفراء "صعدة" و"عمران"، وهي محافظات شمالي صنعاء، في إشارة إلى العزلة الدولية على خارجية الانقلاب.