جريمة حوثية بصنعاء.. حرمان الضحايا الأفارقة من مساعدات دولية
منعت مليشيات الحوثي المنظمات الدولية من الوصول وزيارة الضحايا المهاجرين الأفارقة المصابين في حريق سجن الهجرة والجوازات بصنعاء.
ورفضت مليشيات الحوثي الكشف عن سجلات أعداد المصابين والقتلى، كما أخفت بعض الجثامين واعتقلت اللاجئين الناجين من الحريق.
ويعتقد أن الحريق اندلع إثر رمي الانقلابيين قنابل حارقة عقب احتجاج المهاجرين رفضا لإجراءات المتمردين التعسفية.
وبحسب ناشطين يمنيين فقد قامت مليشيات الحوثي بتنفيذ حملات اعتقالات واسعة ضد المهاجرين الأفارقة في عدة مناطق تقع تحت سيطرتها.
وزعم الحوثيون أن هؤلاء اللاجئين لا يمتلكون هوية تنقل، قبل أن تودعهم في مستودع يستخدم كسجن جماعي داخل مبنى الهجرة والجوازات في صنعاء.
وحاولت مليشيات الحوثي مساومة المهاجرين بهدف تجنيدهم لجبهات القتال، فيما ذهب البعض إلى أن الانقلابيين كانوا يهدفون لاستخدامهم دروعا بشرية أثناء استهداف مقاتلات التحالف لمعسكرات وورش الصواريخ والطائرات بدون طيار في صنعاء.
وتداول ناشطون صورا تظهر جثثا متفحمة ملاقاة بعضها فوق بعض داخل مستودع جماعي اتخذه الانقلابيون كسجن لاحتجاز اللاجئين.
ووفقا للنشطاء فقد صادرت مليشيات الحوثي جميع هواتف الناجين من الحادثة واعتقلت آخرين بعد تسرب مشاهد بشعة لمجزرة جماعية ارتكبها الانقلابيون بحق أكثر من 900 لاجئ غالبيتهم من الجنسية الإثيوبية.
وحثت منظمة الهجرة الدولية، الثلاثاء، مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة للمهاجرين المصابين في حريق مركز احتجاز المهاجرين في العاصمة المختطفة صنعاء.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في بيان لها حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن العدد الإجمالي للمهاجرين الذين لقوا حتفهم في الحريق غير مؤكد، حيث لم تفرج مليشيات الحوثي عن السجلات الرسمية بعد.
وأضافت أنه تم علاج أكثر من 170 شخصًا من المصابين، وأنه لا يزال العديد منهم في حالة حرجة، موضحة أن الحريق نشب في مستودع مجاور لمبنى الهجرة والجوازات وكان يضم أكثر من 350 مهاجراً فيما كان هناك قرابة 900 مهاجر، معظمهم من الإثيوبيين، في المبنى الذي تحول إلى سجن مكتظ بالمهاجرين.
وطالبت المنظمة الدولية بإطلاق سراح جميع المهاجرين من الاحتجاز في البلاد وتجديد الالتزام بتوفير خيارات تنقل آمنة.
وأشارت منظمة الهجرة الدولية إلى أن ما يحتاجه حاليا مجتمع المهاجرين في صنعاء توفير مساحة للحزن ودفن موتاهم بطريقة كريمة.
وقالت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الدولية للهجرة، كارميلا غودو: "في حين أن سبب الحريق لا يزال غير مؤكد، إلا أن تأثيره مرعب بشكل واضح".
وتفرض مليشيات الحوثي حصارا على المستشفيات التي نقل إليها الجرحى وتمنع الوصول إلى المصابين، ما دفع المنظمة الدولية للمطالبة بمنح العاملين في المجال الإنساني والصحة إمكانية الوصول لدعم علاج المتضررين من الحريق وغيرهم ممن يتلقون رعاية طويلة الأمد من قبل المنظمة الدولية للهجرة وشركائها.
وتكتمت مليشيات الحوثي عن تفاصيل الحريق، مساء الأحد، لكن منظمة الهجرة الدولية، أعلنت عن وفاة 8 أشخاص وإصابة أكثر من 170 شخصًا من المهاجرين، قبل أن تكشف لاحقا أن الحريق نشب في مستودع لسجن الهجرة والجوازات التابع لمليشيات الحوثي.