قمع الحوثي لـ"البهائيين".. أمريكا وفرنسا على الخط بتنديد ومطالب
بين الاعتقال والاقتحامات، انحصرت مواقف المليشيات الحوثية مؤخرًا ضد أتباع الطائفة البهائية، مما أثار موجة إدانات محلية ودولية.
آخر تلك الإدانات، ما صدر عن الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا اليوم، في بيان أكدتا فيه دعمهما الكامل للشعب اليمني في حقه في حرية التعبير.
وكانت مليشيات الحوثي اقتحمت قبل أيام اجتماعًا سلميًا سنويًا للبهائيين في صنعاء، واعتقلت 17 شخصًا؛ بينهم 5 نساء، وزجت بهم في معتقلاتها، في جريمة عكست نهج وثقافة وسلوك المليشيات تجاه الأقليات والحريات الدينية.
ودانت الحكومة الفرنسية في بيان ما وصفته بـ"الاعتقالات التعسفية"، قائلة: "تدين فرنسا الاعتقال التعسفي لـ17 شخصاً من الطائفة البهائية الذين تجمعوا سلمياً في 25 مايو/أيار في صنعاء"، مطالبة بالإفراج الفوري عنهم.
وأضاف البيان الذي نشرته السفارة الفرنسية في اليمن: "ندين الانتهاكات السافرة لحرية الفكر والحرية الدينية في مناطق سيطرة الحوثيين" مؤكدا دعم باريس الكامل للشعب اليمني في حقه في حرية التعبير.
تنديد ومؤازرة
من جهته، دانت واشنطن ما وصفته بـ"الهجوم" الذي شنه الحوثيون على تجمع سلمي للبهائيين، في إشارة إلى اعتقال وإخفاء 17 شخصا من أبناء الأقلية المضطهدة من قبل المليشيات المدعومة إيرانيا.
وقال السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاغن في بيان: "ندين الهجوم الذي شنه الحوثيون على تجمع سلمي للبهائيين في مدينة صنعاء في 25 مايو/أيار الجاري، والذي أسفر عن الإخفاء القسري لما لا يقل عن 17 شخصا"، مضيفًا: "نحن نقف إلى جانب الشعب اليمني وحقه في حرية الدين والتعبير والانتماء".
في السياق، نددت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، وهي ائتلاف حقوقي عريض، بأشد العبارات بما وصفته بـ"العمل الإرهابي" الذي تمارسه مليشيات الحوثي بحق الطائفة البهائية في اليمن.
وقالت الشبكة اليمنية الحقوقية في بيان إن "مليشيات الحوثي اقتحمت منزل المرجعية عبدالله العلفي، وعددًا من منازل منتسبي الطائفة إلى جانب اختطاف 17 شخصا بينهم 5 نساء"، مشيرة إلى أن "هذه الجريمة الشنعاء تتنافى كليا مع القيم الإسلامية وديننا الحنيف وعادات وتقاليد الشعب اليمني المؤمن بثقافة التسامح والتعايش مع الجميع واحترام حرية الدين أو المعتقد".
وحمل البيان الحوثيين كافة المسؤولية عن سلامة وصحة المختطفين وسرعة إطلاقهم، ورد الاعتبار لمن لحق بهم الضرر المادي والنفسي.
والخميس الماضي، قال مصدر حقوقي لـ"العين الإخبارية"، إن عناصر مسلحة ملثمة لمليشيات الحوثي اقتحمت اجتماعا سنويا سلميا للطائفية البهائية في اليمن قبل أن تعتقل 17 شخصا من المشاركين بينهم نساء وتزجهم في معتقلاتها.
انتهاكات حقوقية
واعتبرت الجامعة البهائية العالمية ذلك انتهاكًا واضحًا لحرية الدين أو المعتقد وحق التجمع وإدارة الشؤون الدينية والمجتمعية كأحد حقوق الإنسان بموجب المواثيق الدولية.
وكان أعضاء الطائفة البهائية تعرضوا بين أغسطس/آب 2016 وأكتوبر/تشرين الأول 2017، لأكبر عملية اعتقال من قبل مليشيات الحوثي ضمن جرائم حوثية ترقى إلى جرائم اضطهاد على أساس المعتقد.
وعمدت المليشيات الحوثية إلى تلفيق تهم كيدية لأعضاء الطائفة البهائية بادعاء التجسس والتخابر مع أمريكا وإسرائيل، وأصدرت أحكام إعدام بحق البعض منهم.
ويخضع 24 بهائيا لمحاكمة حوثية؛ بينهم 6 أشخاص أفرجت عنهم المليشيات في 2020، بعد مصادرة أملاكهم ونفيهم خارج اليمن، بعد ضغط حقوقي ودولي.
وبهائیو اليمن، أقلية يقدر عددهم وفقا لتقديرات دولية بنحو ألفي شخص يتوزعون على مناطق عدة شمالا وجنوبا. ورغم أعدادهم القليلة إلا أن المليشيات الحوثية شنت حملات قمع واختطاف للقاطنين تحت سيطرتها، ونفت بعضهم قسريا وقامت بالسطو على ممتلكاتهم وأموالهم.