قمع الأقليات مستمر.. حملة اعتقالات حوثية تطال 17 بهائيا
في جريمة تعكس نهج وثقافة وسلوك المليشيات تجاه الأقليات والحريات الدينية، اعتقل الحوثيون المدعومون من إيران 17 شخصا
من أتباع الطائفية البهائية باليمن.
وقال مصدر حقوقي لـ"العين الإخبارية"، إن "عناصر مسلحة ملثمة لمليشيات الحوثي اقتحمت، الخميس، اجتماعا سنويا سلميا للطائفية البهائية في اليمن قبل أن تعتقل 17 شخصا من المشاركين بينهم نساء وتزجهم في معتقلاتها".
- اضطهاد الأقليات.. مرشد إيران يصادر ممتلكات "بهائيين"
- جرائم الحوثيين تطال الأقليات الدينية.. اعتقال 27 بهائيا في صنعاء
وذكر المصدر أن "المسلحين الحوثيين اقتحموا العديد من منازل الطائفة التي يقدر أعداد أعضائها بألفي شخص في اليمن ويواجهون اضطهادا حقيقيا من قبل المليشيات الإرهابية".
ما قاله المصدر أكده بيان مقتضب لمنظمة "الجامعة البهائيّة العالميّة" والتي بثت مقطعا مصورا يظهر لحظة اقتحام مسلحين حوثيين وإشهارهم السلاح على المجتمعين أمام كاميرا زوم.
ويظهر الفيديو توسل نساء باكيات لعناصر مليشيات الحوثي بعدم اعتقالهن إلا أن عناصر المليشيات وجهوا الأسلحة في وجوه الجميع قبل اعتقالهم لمواجهة مصيرهم المحتوم.
وكانت مليشيات الحوثي وضعت الطائفة البهائية على اللائحة السوداء عام 2021 ضمن جرائم ارتكبتها بناء على أساس الفكر والمعتقد والدين.
وبين أغسطس/آب 2016 وأكتوبر/تشرين الأول 2017، تعرض أعضاء الطائفة البهائية لأكبر عملية اعتقال من قبل مليشيات الحوثي ضمن جرائم حوثية ترقى إلى جرائم اضطهاد على أساس المعتقد.
وعمدت المليشيات الإرهابية إلى تلفيق تهم كيدية لأعضاء الطائفة البهائية بادعاء التجسس والتخابر مع "أمريكا وإسرائيل" وأصدرت أحكام الإعدام بحق البعض منهم.
وكانت مليشيات الحوثي اعتقلت 24 شخصا من أعضاء الطائفة البهائية، وأخضعتهم لسلسلة من الجلسات من قبل ما يسمى "محكمة أمن الدولة المتخصصة بجرائم الإرهاب بصنعاء وذلك بشكل تعسفي قائم على أساس الدين".
وبعد سنوات من المحاكمة، أفرجت مليشيات الحوثي 2020 عن 6 بهائيين بعد مصادرة أملاكهم ونفتهم خارج اليمن وذلك تحت ضغط حقوقي ودولي فيما لا يعرف مصير 18 آخرون واجهوا نفس المصير.
وبهائیو اليمن، أقلية يقدر عددهم وفقا لتقديرات دولية بنحو ألفي شخص يتوزعون على مناطق عدة شمالا وجنوبا، وقامت المليشيات الإرهابية بشن حملات قمع واختطاف للقاطنين تحت سيطرتها، ونفت بعضهم قسريا وقامت بالسطو على ممتلكاتهم وأموالهم.
وليست الأقلية البهائية فقط ممن طالهم الإرهاب الحوثي الممنهج، إذ أجبرت المليشيات الانقلابية المئات من اليهود والمسيحيين أيضا على مغادرة شمال اليمن، وزجت بآخرين في سجونها منذ 9 أعوام.
واعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أن استهداف مليشيات الحوثي للأقليات الدينية "يعكس محاولات مليشيات الحوثي الخطيرة للنيل من النسيج الاجتماعي وقيم العيش المشترك بين اليمنيين والتي سادت لآلاف السنين".