مسؤول يمني لـ«العين الإخبارية»: منع الحوثي للقاحات نشر أمراضا قاتلة
في وقت تسعى الحكومة اليمنية إلى حماية الأطفال من الأمراض القاتلة، تذهب مليشيات الحوثي لقتل البراءة كل يوم، مهددةً حاضر ومستقبل البلاد.
وفي خضم الجولة الثانية من حملة التحصين ضد شلل الأمراض، الجارية حاليا بالمناطق المحررة؛ ترتفع الأصوات اليمنية والدولية للتحذير من تداعيات منع مليشيات الحوثي تطعيم الأطفال في مناطق سيطرة المليشيات.
وهو ما أكدته السفارة الأمريكية لدى اليمن قبل يومين أن "المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي تشهد ارتفاعا في معدل الإصابات بمرض شلل الأطفال والأمراض التي يمكن الوقاية منها".
وأضافت على منصة إكس أن الحوثيين يمنعون "الوصول إلى خدمات التحصين المنقذة للحياة ويستمرون في منع حملات التحصين، مما يعرض المزيد من الأطفال اليمنيين للخطر".
ووفقا للمسؤول في الحكومة اليمنية فإن هذا الامتناع أدى إلى انتشار وعودة أمراض فيروسية قاتلة إلى اليمن، بعد أن كادت أن تخلو منها والقضاء عليها تماما، لولا تعمد الحوثي واستهدافه الممنهج للسياسة الصحية مما نشر أمراضا قاتلة أصبحت تهدد الطفولة.
"العين الإخبارية" أجرت مقابلة مع مدير عام المركز الوطني للتثقيف الصحي والإعلام السكاني، إحدى الوكالات الصحية التابعة للحكومة اليمنية، الدكتور عارف الحوشبي، للاطلاع على تداعيات منع الحوثي للقاحات والذي تسبب بإحالة البلد لـ"بؤرة للأمراض القاتلة"، حد قوله.
ثالوث الحوثي
يرى الدكتور عارف الحوشبي أن مليشيات الحوثي تسير على خطى الحكم الإمامي الكهنوتي، حيث قال: "كنا نسمع فيما مضى أن من أهم مظاهر الحكم الإمامي الكهنوتي، تفشي الثالوث المدمر (الجهل الفقر والمرض)، وها نحن اليوم نشاهد ذلك بأم أعيننا كيف تساعد المليشيات في انتشار الأوبئة الخطيرة القاتلة باليمن.
وأضاف المسؤول اليمني لـ"العين الإخبارية": أن الحوثي يمنع مكافحة الأمراض الفيروسية القاتلة، التي كاد اليمن أن يعلن خلوها والقضاء على الكثير منها واستئصالها، مثل شلل الأطفال والحصبة وغيرها.
وتابع: منذ أكثر من عقد لم نعد نسمع عن حالات شلل الأطفال أو الحصبة أو الخناق أو السعال ديكي، حتى قامت هذه المليشيات بانقلابها على الدولة، ومنذ ذلك الحين عاودت بعض الحالات المرضية بالظهور، وعلى رأسها تلك الأمراض المذكورة.
الحوشبي لفت إلى أن الحكومة اليمنية تنفذ حاليا حملة وطنية احترازية لمكافحة مرض شلل الأطفال، وهو مرض فيروسي خطير وقاتل، اكتشفت حالات إيجابية ثبتت مخبريا إصابتها بشلل الأطفال، وجميعها تتواجد في مناطق سيطرة الحوثي.
وأشار إلى هناك 21 حالة من الحالات المصابة بشلل الأطفال بشكل مؤكد، غير تلك الحالات التي ربما تكون قد توفيت أو أصيبت بالمرض لم يتم الإبلاغ عنها، في مناطق سيطرة الحوثي، حتى شهر يوليو/تموز الجاري.
تبعات الانتهاكات الحوثية
وحمّل الحوشبي مليشيات الحوثي مسؤولية انتشار هذه الأمراض في اليمن؛ نتيجة منع منظمة الصحة العالمية ومنظمات الطفولة و"اليونيسف" من تنفيذ حملات ضد هذا المرض الفيروسي الخطير والقاتل.
وقال: نحن في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية ننفذ بين الحين والآخر حملات طارئة؛ نتيجة ظهور حالات شلل الأطفال خاصة في عام 2022، ومن خلال دراسة الجينات الفيروسية المسببة لهذه الحالات تأكد ارتباطها بجينات الفيروس الذي ظهر في محافظة صعدة -معقل الحوثيين- وانتقل إلى صنعاء ثم إلى المحافظات المحررة.
وواصل الحوشبي: حينها تم تنفيذ اربع جولات طارئة وحتى اليوم لم تظهر أي حالة إيجابية في مناطق سيطرة الشرعية، ولكن في عام 2023 ظهرت ثماني حالات إيجابية في مناطق سيطرة الحوثي مصابة بشلل الأطفال، وفي يوليو/تموز الجاري ارتفعت الحالات حتى بلغت 21 حالة مصابة بالفيروس.
وهذا ما اضطر الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الصحة بضرورة تنفيذ حملات احترازية، حماية المحافظات المحررة من وصول الفيروس من مناطق سيطرة الحوثي، بحسب الحوشبي.
المسؤول في وزارة الصحة اليمنية عبر عن مشاعر الحزن الشديد التي تعتري القائمين على الصحة في الحكومة نظرا لعدم قدرتهم على حماية أطفال اليمن في مناطق سيطرة الحوثي؛ كون المليشيات تساعد في انتشار المرض وتمنع حملات التطعيم في مناطقها.
إعدام الطفولة
يشير الحوشبي إلى أن المليشيات دمرت حاضر اليمن بحربها المستمرة، وهاهي اليوم تدمر مستقبله، من خلال سعيها الى أن يصبح جيلا مشلولا ويعاني صحيا ويشعر بالعاهات الحركية والأمراض، التي تؤدي إما للوفاة أو العجز.
وناشد الحوشبي عبر "العين الإخبارية" المنظمات الصحية الدولية والمبعوث الأممي، بالضغط على هذه المليشيات، ففي الوقت الذي تدمر اليمن بالحرب، فهي تدمر الأجيال الصاعدة بالأوبئة وتقتل مستقبل اليمن، بخلق جيل مصاب بعاهات حركية لا يستطيع بناء دولته ووطنه.
وطالب بأن يكون هناك ضغط حقيقي، وقال: "أي طفل يصاب بمرض شلل الأطفال سواء كان في صعدة أو صنعاء أو ذمار ومناطق سيطرة المليشيات، يُشعرنا بالألم؛ لأنه طفل يمني بريء، كنا نتمنى أن تصل أيدينا إليه لحمايته من هذه الأمراض القاتلة".
وأضاف: مليشيات الحوثي لا هَمّ لها سوى تدمير مقدرات هذا الشعب وقتل أبنائه وأجياله الصاعدة من خلال نشر هذه الأوبئة ومنع الحكومة الشرعية من القيام بواجبها، خصوصاً بالجوانب الصحية التي لا علاقة لها بالجوانب العسكرية.
كما تمنع تنفيذ أي حملات وقائية ضد هذه الأمراض القاتلة، فهي جريمة أخرى تضاف إلى جرائمها المرتكبة في حق الشعب اليمني، وفقا للمسئول الصحي.
وقارن الحوشبي بين اهتمام الإعلام بإعدام مليشيات الحوثي مواطن أو سياسي يمني، وبين قيامها بالإعدام والقتل الجماعي للطفولة في اليمن من خلال انتشار هذه الأوبئة القاتلة في مناطق سيطرتها ومنع تنفيذ أي حملة تحصين.