صفقة على كرسي متحرك.. الحوثي يسلم الأسرى "أشلاء"
الحكومة الشرعية دفعت بعدد من الفرق الصحية إلى مطار سيئون لاستقبال الأسرى المفرج عنهم، وتقديم الرعاية الطبية لهم.
كشفت الحكومة اليمنية الشرعية، الخميس، أن العشرات من المحتجزين المفرج عنهم من سجون الانقلاب الحوثي، وصلوا إلى مطار سيئون بمحافظة حضرموت وهم في حالة جسدية ونفسية سيئة للغاية جراء التعذيب الذي تعرضوا له طيلة سنوات ماضية.
وكما لو أنهم قد قدموا من معركة حديثة، نزل العشرات من الأسرى التابعين للحكومة الشرعية من سلم الطائرة بمساعدة عكازات وكراسي متحركة، في مشهد يعكس حجم التعذيب الوحشي بسجون الانقلاب الذي حوّلهم إلى أجساد مشلولة.
ودفعت الحكومة الشرعية، بعدد من الفرق الصحية إلى مطار سيئون لاستقبال الأسرى المفرج عنهم، وتقديم الرعاية الطبية لهم بعد المعاناة التي تعرضوا لها بالسجون الحوثية، بالإضافة إلى إجراء فحوصات خاصة بفيروس كورونا.
وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان، وعضو الوفد الحكومي بملف الأسرى، ماجد فضايل، إن غالبية المفرج عنهم تعرضوا للتعذيب الوحشي وسوء المعاملة بسجون الانقلاب.
وذكر المسؤول اليمني، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن جميع الأسرى والمختطفين في ظروف صحية حرجة، وهناك من يعاني من عاهات مستدامة ويعانون من حالات نفسية جراء ما تعرضوا له من تعذيب قاسٍ.
وأضاف: "جميع الأسرى والمختطفين بحاجة إلى عناية طبية مركزة وتأهيل نفسي للعودة إلى حالتهم الطبية، فيما هناك حالات حرجة متوقع عدم تماثلها للشفاء كونهم فقدوا ذاكرتهم".
وكانت تقارير حقوقية، قد كشفت عن عديد من الانتهاكات الممارسة بحق الأسرى من قبل المليشيات الحوثية، جراء عمليات التعذيب المنتظمة و الممنهجة في سجون الحوثيين.
ووثقت منظمات معنية بالأسرى والمختطفين، ممارسات الحوثيين، مؤكدة أن الآلاف من القابعين في معتقلات الإنقلابيين، تعرضوا للتعذيب النفسي والبدني، والحرمان من حقوقهم الأساسية، بطريقة مخالفة لأدنى حقوق الإنسان.
وقالت التقارير إن مليشيات الحوثي، عمدت إلى الزج بالمحتجزين والأسرى في معتقلات غير صالحة إنسانيًا، وبعضهم تم وضعهم في مخازن الأسلحة والذخائر، مما يهدد حياتهم.
وأشارت التقارير إلى أن بعضاً ممن أُفرج عنهم، مختطفون، وتم اعتقالهم من منازلهم أو مقرات أعمالهم، وليسوا أسرى حرب كما يدّعي الحوثيون، بالإضافة إلى أن عددًا منهم ليسوا من ضمن قوائم اتفاق السويد.
استقبال رسمي وشعبي
وشهد مطار سيئون، الخميس، مراسيم استقبال حاشد نظمته الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا للأسرى والمختطفين والمخفيين المدنيين المفرج عنهم من سجون مليشيا الحوثي خلال أكبر عملية تبادل منذ الانقلاب الحوثي، 21 سبتمبر/أيلول 2014.
ودفعت الحكومة الشرعية، بقيادات رفيعة لاستقبال المحررين، يتقدمهم نائب رئيس الوزراء، سالم الخنبشي، ووزير الثروة السمكية فهد كفاين، وقائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء ركن صالح طميس، حيث تم استقبال 231 أسيرا ومخفيا وصلوا على متن طائرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
كما تجمع العشرات من أهالي وذوي المختطفين والأسرى أمام مطار سيئون الدولي رافعين الأعلام الوطنية في استقبال حاشد للمفرج عنهم من سجون مليشيا الحوثي.
مباركة حكومية
وبارك رئيس الحكومة اليمنية المكلف، معين عبدالملك، للمفرج عنهم عودة إلى أهاليهم وخروجهم إلى الحرية، بعد سنوات من الاختطاف والتعذيب في سجون المليشيات الحوثية الانقلابية، مشيرا إلى أنه ستتم متابعة الإفراج عن بقية المختطفين.
وقال عبدالملك، خلال اتصالات هاتفية مع نائب رئيس الحكومة الموجود بسيئون سالم الخنبشي، ورئيس الوفد الحكومي بلجنة الأسرى هادي هيج، إن الشرعية "لن تكتفي بهذه الدفعة المفرج عنها من المختطفين والمعتقلين في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية، ولكنها ستواصل جهودها حتى يتم الإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً وضمان حريتهم وعودتهم إلى أهاليهم".
وجدد عبدالملك حرص الحكومة على الالتزام بمقتضيات اتفاق ستوكهولم الخاص بتبادل الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرا، وفق مبدأ الكل مقابل الكل بمن فيهم الأربعة المشمولين في قرارات مجلس الأمن، والصحفيين المختطفين، وفقا لوكالة "سبأ" الرسمية.
وطالب عبدالملك، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على مليشيا الحوثي لتنفيذ الاتفاقات بشكل كامل وعدم المراوغة والوقف الفوري لتعذيب المختطفين والمحاكمات غير القانونية التي تقوم بها ضدهم لأغراض سياسية، داعيا إلى إيقاف الاعتقالات التعسفية للمواطنين الأبرياء في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز