التربح من اقتصاد الحرب.. إرهاب حوثي يفسد روحانية شهر رمضان
تصعيد حوثي على الأرض، يواكبه تصعيد في التربح من جيوب اليمنيين، يستغل حاجات الناس ولا يراعي روحانية شهر رمضان.
وتمارس مليشيات الحوثي حربا مزدوجة اقتصادية وطائفية ضد الشعب اليمني تتعدى من تفجير المنازل، ومصادرة الممتلكات، إلى القيود على تداول الطبعة الجديدة من العملة، والاستفادة من فوارق تحويلات العملة ما انعكس على لقمة العيش ومصادر رزق المواطنين، إضافة إلى قطع رواتب الموظفين والتربح من ميناء الحديدة.
- "الحوثي" تزحف نحو "حريب".. "مفتاح" حسم معركة مأرب
- استهداف الموانئ وقطع الطرق.. حكومة اليمن تكشف الوجه الآخر لحرب الحوثي
تربح فاسد لم يغب عن خطاب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي الذي دعا المليشيات الحوثية إلى استلهام قيم الشهر الفضيل والتخلي عن اقتصاد الحرب وفوارق تحويلات العملة على حساب لقمة العيش.
العليمي أشار في خطابه بمناسبة حلول شهر رمضان إلى ما تجنيه المليشيات الحوثية الإرهابية من عوائد ميناء الحديدة، والجبايات الأخرى، دون القيام بأي التزامات تجاه ملايين المواطنين الخاضعين بالقوة لآلتها القمعية.
وأكد احتواء تداعيات هجمات الحوثي على موانئ النفط ضمن حربها الاقتصادية والاستمرار بصرف المرتبات والوفاء بالنفقات الحتمية، والخدمات الاساسية، بما فيها الاعتمادات التي يؤمنها البنك المركزي لتغطية احتياجات شعبنا من واردات الغذاء والدواء في عموم البلاد، رغم توقف نحو 65 بالمائة من الايرادات العامة.
وقال إنه "ليس هناك أصدق تجسيدا لهذه المبادئ والقيم الرمضانية من أن تشرع المليشيات الحوثية بإلغاء القيود على تداول الطبعة الجديدة من العملة، وتخليها عن وهم الاستقرار الخادع لأسعار الصرف في مناطق سيطرتها، ودفع رواتب الموظفين، واستكمال إطلاق سراح المحتجزين، والمحتجزات، والمختطفين والمختطفات، ولم شملهم بذويهم".
وتعهد العليمي للشعب اليمني باتخاذ مزيد الإجراءات لإحباط مخططات مليشيات الحوثي التخريبية التي لا تستهدف كما يزعمون المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية، وإنما الاضرار بمصالح الشعب ومصادر عيشه في كل أرجاء البلاد.
ذكرى عاصفة الحزم
وأشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى دور تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية ودولة الإمارات في إفشال كل المخططات لاختطاف اليمن من نسيجه العربي، منوها بذكرى عاصفة الحزم التي تحل مع استهلالة الشهر الفضيل.
وقال إن "عاصفة الحزم ستبقى يوما خالداً في تاريخ شعبنا والأمة العربية جمعاء، حيث استجاب فيه الأشقاء بقيادة السعودية لنداء الواجب عملاً بما أرشدنا إليه نبي الأمة، واستنادا إلى المادة 51، من ميثاق الأمم المتحدة التي تخول دول العالم الحر بالدفاع عن النفس، ومد يد العون لردع أي اعتداء مسلح، واتخاذ كل التدابير لحفظ السلم والأمن الدوليين".
وجدد العليمي ترحيبه بكل الجهود الرامية لاستمرار الهدنة الانسانية وتثبيت وقف شامل لاطلاق النار بدءا من شهر رمضان المبارك.
وقال: "على مدى السنوات الماضية قدمنا وأشقاؤنا في التحالف التنازلات تلو التنازلات، ومبادرات تلو مبادرات من أجل استعادة مسار السلام، وإنهاء معاناة شعبنا، وصولاً إلى إعلان الهدنة التي ترفضها المليشيات، وملف المحتجزين الذي كنا نأمل أن تتسع فرحة العائلات بإطلاقهم جميعاً في هذا الشهر الكريم، وفقاً لمبدأ الكل مقابل الكل".
وأشاد بتماسك الجبهة الداخلية، ووحدة المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى حول قضية الشعب اليمني، وتطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة، وانهاء انقلاب المليشيات الحوثية الإرهابية.
تذكير بمأساة الانقلاب
وقال إن "التذكير بانقلاب المليشيات على التوافق الوطني في سبتمبر/أيلول 2014، وآثاره المدمرة، هو واجب جماعي لمواجهة تضليلها المستمر، الذي يتناقض ومقاصد الشهر العظيم كفرصة سانحة للصدق مع النفس، وإخلاص النوايا ورعاية مصالح الأمة والاستماع إلى آلامها ومعاناتها".
وأكد العليمي أن مصلحة إيران، تتمثل في الشراكة مع جيرانها، والأسرة الدولية، والتركيز على خدمة ورفاه مواطنيها، وكف نظامها عن تبديد مواردها ومقدراتها فيما يزعزع أمن واستقرار، وسيادة شعوب وبلدان المنطقة.
يأتي ذلك في وقت تشهد جبهات القتال تصعيدا حوثيا غير مسبوق لا سيما في جبهات مأرب الرئيسية ما يهدد بتقويض التهدئة المدعومة من الأمم المتحدة.
ويهدد تصعيد المليشيات الإرهابية المدعومة إيرانيا بعودة القتال بشكل كبير لليمن، وسط تحذيرات مراقبين من أن هذه الخطوات التصعيدية الحوثية تهدد أي مساع أو جهود أممية ودولية لتحقيق أي تقدم في الملف اليمني.