الحوثي وهجمات السعودية.. تصاعد الإرهاب يفضح تكتيكات إيران
يعتبر التصاعد القياسي لهجمات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار نحو السعودية في صدارة تكتيكات التصعيد الإيراني عبر أدواتها باليمن.
يتجلى ذلك، في مغامرة طهران بظهور ضابطها العسكري بغطاء الدبلوماسية بصنعاء، حسن إيرلو، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تشكلت هناك نقطة تحول فاصلة لتكشف الأدوار الإيرانية في استغلال مليشيا الحوثي مجرد واجهة لعملياتها الإرهابية نحو السعودية.
وتعد نقطة تحول فاصلة في مستوى دائرة القرار الحوثية المؤلفة من أجنحة متناحرة تتسابق على إرضاء طهران دون النظر لمستقبل المليشيات سياسيا، وذلك عبر التصعيد الجنوني للهجمات الإرهابية.
وتشير حصيلة تتبعتها "العين الإخبارية" إلى أن مليشيا الحوثي أطلقت منذ الانقلاب أواخر 2014 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2020، أي خلال 6 أعوام، نحو 300 صاروخ باليستي، و413 طائرة بدون طيار مفخخة باتجاه السعودية.
وتشير التقديرات إلى أن الحوثيين نفذوا هجوما واحدا كل 3 أيام بالصواريخ الباليستية والدرونز المفخخة باتجاه السعودية خلال الفترة نفسها.
لكن منذ وصول إيرلو إلى صنعاء وحتى الشهر الجاري، شن الحوثيون نحو 385 هجوما صاروخيا باليستيا، وبالطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات باتجاه السعودية في أعلى عدد على الإطلاق خلال أقل من عام.
وتشير الأرقام التي تحققت منها "العين الإخبارية"، إلى أن الحوثيين يشنون هجوما واحدا كل يوم عبر الطائرات المفخخة أو الصواريخ الباليستية منذ أكتوبر الماضي.
وسجلت فترة الـ10 شهور بين أكتوبر 2020 وحتى سبتمبر الجاري زيادة ضعفين، حيث أطلقوا نحو 87 صاروخا باليستيا، و298 طائرة بدون طيار (أي هناك 3 هجمات إرهابية كل يومين).
وفيما يبدو فقد شكل ظهور ضابط الحرس الثوري الإيراني، بعباءة سفير، أو ما يعرف بحاكم صنعاء تتويجا للحوثيين للارتماء المطلق في حضن الوكيل الإقليمي الذي ظل لعقود يدير نشاطه سرا.
معركة مأرب.. كلمة السر
ولفهم علاقة العمليات الإرهابية لمليشيات الحوثي باتجاه السعودية ودور إيران السري، تبرز أيضا معركة مأرب كمحطة حاسمة في مسار التصعيد الحوثي.
وسعت المليشيات لتكثيف هجماتها نحو المملكة في مسعى للضغط على التحالف لوقف الغارات المساندة للجيش اليمني وقبائل مأرب، حيث تكبد الحوثيين 10 آلاف قتيل، بحسب وزارة الدفاع اليمنية.
وحتى فبراير/شباط الماضي، أي لدى بدء المليشيات الحوثية هجومها البري واسع النطاق لاجتياح مأرب، بلغت الصواريخ الباليستية التي أطلقت نحو المملكة ما يقارب 345 صاروخا و516 طائرة مفخخة، بحسب تصريحات سابقة لمتحدث التحالف العقيد تركي المالكي .
وخلال مارس/أذار وحتى يوليو/تموز ارتفع العدد إلى 383 صاروخا باليستيا و690 مسيرة، و79 زورقا مفخخا، أي أن المليشيات أطلقت 29 باليستيا و139 طائرة بدون طيار، بمايعادل 3 هجمات إرهابية كل يومين.
وكشف التحالف حينها أن إجمالي انتهاكات الميليشيا الحوثية الإرهابية بلغت 128796 انتهاكا، شملت 205 ألغام بحرية، و96912 من المقذوفات.
وتظهر الأرقام التي تتبعتها "العين الإخبارية"، أن مليشيات الحوثي نفذت أكثر من 24 هجوما إرهابيا خلال أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول الجاري، بما في ذلك هجوم اليومين الماضيين على المنطقة الشرقية.
كفاءة التحالف.. وانقياد الحوثي
وينظر إلى زيادة مليشيا الحوثي للهجمات رغم الرسائل الدولية والتطمينات لضمان تمثيلهم العادل في أي تسويات مقبلة إلى انقياد مطلق لقيادات المليشيات لطهران ورغبة لمنافسة وكلاء إيران بالمنطقة بتنفيذ ما عجز حزب الله وفيلق القدس ومليشيات إيران المتعددة الجنسيات في تقديمه لخدمتها.
فيما ينظر للدفاعات السعودية أنها أكبر بلد منذ الحرب العالمية الثانية، يتصدى لهذا الكم الهائل من الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار.
وتظهر كفاءة التحالف من تصدي دفاعاته لأوسع هجوم مزدوج ومتزامن وذلك في 13 مايو/أيار الماضي والذي تضمن 8 طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، و3 صواريخ باليستية.
ونجح في حادثة أخرى من حماية سفينة تجارية بالبحر الأحمر حاولت مليشيا الحوثي استهدافها بطائرة ملغومة وذلك في 30 يوليو/تموز الماضي.
وتقول تقارير دولية إن ضباط الحرس الثوري الإيراني هم من يطلق الصواريخ والمسيرات ويتخذ اليمن منصة لتهديد السعودية فيما يقتصر دور مليشيا الحوثي على التبني إعلاميا وتحمل المسؤولية أمام العالم ليظل دور طهران ثانويا.
aXA6IDE4LjIxOC4xOTAuMTE4IA== جزيرة ام اند امز