تجنيد الأطفال والقرصنة وجرائم الحرب.. ثلاثية تدعم إدراج الحوثي إرهابية
بات تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية مطلبا حقوقيا وشعبيا يمنيا ودوليا، لسجلها الوحشي وجرائم الحرب التي ترتكبها باليمن وبحق دول الجوار
وصعدت مليشيات الحوثي من جرائمها، التي أحدثها الهجوم على الأعيان المدنية بدولة الإمارات في جرائم تنتهك القانون الدولي الإنساني وقرصنة السفينة "روابي" في تهديد مباشر للملاحة الدولية عوضا عن جرائم يومية في اليمن والسعودية.
هذه الجرائم دفعت منظمات حقوقية يمنية ودولية وكذا الحكومة اليمنية ونشطاء يمنيين لمطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والحكومة الأمريكية بإدراج مليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب خصوصا بعيد بروز أدلة على رفع الانقلابيين انتهاكاتهم الإنسانية.
حصار تعز أحدث الجرائم
أحدث هذه الأدلة هو ما وثقه مركز "المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان باليمن" خلال شهر ديسمبر الماضي 2021 في محافظة تعز فقط، الخاضعة لحصار مشدد منذ 7 أعوام والتي تعاني مآسي كبيرة إثر قطع المليشيات للطرقات.
وقال المركز الحقوقي اليمني (منظمة غير رسمية)، في تقريره الخميس، وحصلت "العين الإخبارية" ملخص منه، إنه وثق ارتكاب مليشيات الحوثي 118 حالة انتهاك بحق المدنيين أدت إلى مقتل وإصابة 77 مدنيا بينهم 23 طفلا وامرأة.
وأشار التقرير إلى وقوع 3 مجازر دموية ارتكبتها مليشيا الحوثي خلال ديسمبر الماضي، وراح ضحيتها 9 مدنيين بينهم طفل وأصيب آخرون بينهم 4 أطفال.
وتناول التقرير الانتهاكات التي طالت مديرية مقبنة والتي تزايدت بشكل واضح خلال شهر ديسمبر واستخدام الحوثيين لسكانها كدروع بشرية عبر وضعها لآلياتها العسكرية بجوار منازل المواطنين وفي المدارس داخل القرى السكنية وتهجير السكان وتحويل منازلهم دروع بشرية.
وتطرق أيضاً إلى تزايد هجمات الحوثيين على الأحياء السكنية وارتفاع عدد ضحايا الألغام، وتضرر أكثر من 23 منزلا جزئيا وكليا إثر أعمال التفجير بالعبوات والقصف بالصواريخ الباليستية ضد الأعيان المدنية.
وعلى مستوى الأدلة في عموما المحافظات اليمنية، شهد العام الماضي ارتكاب مليشيات الحوثي آلاف الجرائم بحق اليمنيين، وهو أمر يدعو لحمايتهم من جور هذه المليشيات بإعادة تصنيفها منظمة إرهابية.
تجنيد الأطفال
ووفقا لتقرير اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان باليمن المدعومة من الأمم المتحدة، فقد حققت بـ2842 انتهاك سقط خلالها 4096 يمنيا ضحايا بما فيهم 1237 قتيلا وجريحا.
ووثقت اللجنة اليمنية 122 واقعة تجنيد أطفال دون سن 15 سنة، من قبل مليشيات الحوثي والزج بهم في جبهات القتال وأغلب عمليات التجنيد تتم قسريا فيما قامت باستهداف 17 مدرسة للأطفال.
وحول عمليات التجنيد، سجل أحدث تقرير صادر "لجنة الحقوق والإعلام في الجوف"، وهي لجنة حكومية، أكثر من "201" حالة تجنيد لأطفال دون سنهم القانوني وزج أكثر 126 جبهات القتال دون أي تدريبات واستخدام آخرين دروع بشرية.
وتشير التقارير الحكومية إلى ارتفاع عدد الجرائم التي ارتكبتها مليشيات الحوثي بحق المدنيين في عدد من المحافظات، خلال العام 2021 قياسا بالأعوام السابقة.
ومن بين الجرائم التي لا تزال تثير الرعب لدى المسافرين بين المدن اليمنية، جرائم الاعتقالات التي تتم في حواجز التفتيش الأمنية والتي نصبتها مليشيات الحوثي في مداخل المدن حيث تعرض لها ما يقارب من 1158 مدنيا.
تصنيف الحوثي إرهابية
وأعرب نشطاء يمنيون عن مخاوفهم من استمرار تلك الجرائم، ويروا أن بقاء مليشيات الحوثي في المدن اليمنية يعرض حياة المدنيين فيها للخطر.
كما طالبوا الدول العربية والأجنبية ومجلس الأمن الدولي بتصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية بما يتيح الحسم العسكري، وتحرير المدن الواقعة تحت سيطرتها.
وأطلق نشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي هشتاق تحت وسم #تصنيف_الحوثي_إرهابي، يدعو من خلاله إلى تصنيف المليشيات ضمن قوائم الإرهاب انتصارا للضحايا المدنيين وردع المشروع الإيراني الداعم للحوثيين في البلاد.
وقال استاذ الصحافة والإعلام في جامعة عدن الدكتور صدام عبدالله، إن "الإرهاب لا دين له وتجرمه كل الشرائع والأديان السماوية والمنظمات الدولية، ويطلق على الإرهاب كل من استخدم العنف بطريقة غير مشروعة سواء كانت جسدية أو معنوية أو حتى لفظية".
وأضاف في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رصدتها "العين الإخبارية" إلى أن مليشيات الحوثي مارست كل جرائم الإرهاب بما فيه قتل النفس وإرهاب الأبرياء العزل وتفجير المساجد ما يستوجب تصنيفها منظمة إرهابية.
وعانى الشعب اليمني سنوات من إرهاب الحوثي وحان الوقت لتخليصه من شرور الحركة المرتبطة بإيران.
ولم يعد الضمن مجديا أمام جرائم الحوثي، بحسب الناشط الحقوقي اليمني همدان العلي، الذي اعتبر أن الضحايا المدنيين جديرين بأن يحظوا بالحماية.
ولفت إلى أنه لم تقتصر جرائم مليشيات الحوثي على القصف والاعتقال والتهجير وحرمانهم من مرتباتهم الشهرية، وإنما وصل حد حرمانهم من الإغاثة الإنسانية التي توزعها الأمم المتحدة وإعادة توزيعها على عناصر الحركة الإرهابية.
أما رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة أصيل السقلدي فكتب بدوره على حسابه في موقع "تويتر"، أن مليشيات الحوثي جماعة مدرجة على قائمة الإرهاب بالنسبة للشعب اليمني.
وأضاف "نحن نحاربها ونكافح إرهابها ونكبدها خسائر فادحة وطردناها مؤخرا من مناطق شاسعة في شبوة ومأرب وقواتنا تواصل التنكيل بها، لقد أصبحت عاجزة لا تقوى إلا على استهداف المدنيين والأعيان المدنية".