ترحيل وقتل واعتقالات.. الحوثي ينكل بالمهاجرين الأفارقة
رحلت مليشيا الحوثي مئات المهاجرين الأفارقة، السبت، وذلك غداة فض اعتصام سلمي بصنعاء بقوة السلاح ما أدى إلى قتل واعتقال العديد منهم.
وتداول نشطاء يمنيون مقطعًا مصورًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لوصول عشرات اللاجئين الأثيوبيين إلى بلدة حيفان جنوبي محافظة تعز على حدود لحج وعدن المحررة، بعد أن طردتهم المليشيات الحوثية من صنعاء بالقوة.
وتظهر التسجيلات المرئية مهاجرين يحاولون مساعدة بعضهم على السير ونساء من كبار السن يسرن على عكازتهن بالقوة.
وكشفت مصادر يمنية محلية لـ"العين الإخبارية" عن أن مليشيا الحوثي رحلت المهاجرين من صنعاء، بعد أيام من اعتصام مفتوح أمام مبنى المفوضية السامية بالأمم المتحدة للمطالبة بتحقيق دولي بضحايا الحريق المروع الذي حدث الشهر الماضي.
وشنت أيضاً حملة اعتقالات واسعة وأخذت منهم تعهدات في مدينة ذمار (وسط اليمن)، بعدم العودة إلى مناطق سيطرة المليشيات الانقلابية، شمالي البلاد.
وأكدت المصادر فعلياً وصول الدفعة الأولى من المهاجرين إلى مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في حيفان، وهم الآن في طريقهم باتجاه العاصمة المؤقتة عدن.
ومن بين المرحلين نساء، إحداهنّ تركت أطفالها بالمنزل وحيدين، وخرجت لمشاركة رفاقها الاعتصام، لكن تم اعتقالها وترحيلها، وفق معلومات من مصادر حقوقية يمنية.
وأكدت المصادر أن مليشيا الحوثي لم تكتفِ بطرد مئات اللاجئين الأفارقة، بل عمدت إلى نهب مستلزماتهم الشخصية.
والجمعة الماضية، قتل مهاجران عقب فض المليشيات الانقلابية، باستخدام القوة والرصاص الحي، اعتصامًا للمهاجرين الأفارقة، بحسب وسائل إعلام يمنية.
وأشارت إلى أن الحوثيين طوقوا الاعتصام، وقاموا باقتحامه؛ مما نتج عنه مقتل شخصين، واعتقال 220 لاجئًا أثيوبيًا، و 45 صوماليًا، منهم 55 امرأة، واقتيادهم إلى جهة غير معلومة.
وكان الحوثيون قد هددوا المعتصمين بصنعاء أكثر من مرة بتفريقهم، وأمس الجمعة، قدمت عربات مصفحة وقوات مكافحة الشغب، وتم فعليا فض الاعتصام بقوة السلام.
واعتبر محامون وحقوقيون ترحيل مليشيا الحوثي للاجئين المعتصمين سلمياً بصنعاء، أنها جريمة تضاهي المحرقة التي ارتكبتها في معتقل مصلحة الهجرة والجوازات.
إدانة حكومية
ونددت الحكومة اليمنية بالترحيل القسري الذي نفذته مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بحق مئات المهاجرين الأفارقة، بينهم نساء وأطفال كانوا قد نظموا اعتصاما أمام مفوضية اللاجئين في العاصمة المختطفة صنعاء.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، إن المهاجرون كانوا يطالبون بتحقيق دولي في جريمة قتل العشرات من رفاقهم حرقا على يد المليشيات الحوثية في احد سجون الاحتجاز في 7 مارس/ آذار الماضي.
وأشار المسؤول اليمني في سلسلة تدوينات على موقع "تويتر"، إلى أن مليشيا الحوثي الإرهابية قامت بالاعتداء بشكل همجي على المشاركين في الاعتصام المطالب بمحاسبة المتورطين في محرقة المهاجرين الأفارقة.
وأدى هذه الاعتداء لمقتل عدد منهم وإصابة آخرين بكسور، واعتقلتهم ورحلتهم قسريا بشكل جماعي على متن سيارات وألقت بهم في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، طبقا للإرياني.
ودعا الوزير اليمني المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحماية اللاجئين، وعلى رأسها المنظمة الدولية للهجرة بإدانة هذه الممارسات باعتبارها جرائم مرتكبة ضد الإنسانية.
كما أنها "تعكس مدى استهتار مليشيا الحوثي الارهابية بقواعد القانون الدولي الإنساني وقوانين حماية اللاجئين والمهاجرين"، حد قوله.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن عدد اللاجئين الأفارقة الذين قامت مليشيا الحوثي بطردهم من صنعاء وترحيلهم للمناطق اليمنية المحررة بأكثر من 500 مهاجر، منهم 210 ذكور و 200 طفل وامرأة، جميعهم أثيوبيون بالإضافة الى 45 مهاجراً صوماليًا، بينهم نساء وأطفال تعرضوا لإصابات برصاص الانقلابيين وغيرهم من جنسيات مختلفة.
وفي 25 مارس الماضي، قمعت مليشيا الحوثي احتجاج سلمي للمهاجرين أمام مبنى المفوضية السامية ما دعا الجاليات الأفريقية لفرض اعتصام للمطالبة بمحاسبة المرتكبين بجريمة صنعاء.
وأسفر الحريق المروع الذي وقع في 7 مارس/ آذار الماضي عن مقتل وإصابة 400 اثيوبيا ووفقا لشهادات ناجين ومنظمات ودولية ومحلية، فقد لجأ الحوثيون لدفن الضحايا وطمس الأدلة استباقا لتشكيل أي لجان للتحقيق في الجريمة.