الحوثي يدفع اليمن إلى حافة الجوع.. توقعات صادمة
أمام أحد المطاعم بصنعاء، تصطف اليمنية أمة الصبور وسط طابور طويل على أمل الحصول على وجبة غذاء مجانية تسد بها رمق أطفالها.
بملابس بالية ولغة متحشرجة، تقول السيدة اليمنية لـ"العين الإخبارية" وهي أم لـ5 أطفال، إنها "تقف كل يوم حائرة بين خجلها وجوع أطفالها وتضطر إلى الوقوف أمام المطاعم للحصول على وجبة غذاء أو بقايا الطعام".
وأمة الصبور ليست وحدها، إذ هناك نحو 14 ألف يمني يقفون على حافة المجاعة الحاد، إثر عوامل عديدة أهمها نهب الحوثيين للمساعدات وتوقف الرواتب وفرض المليشيات جبايات قاتلة على المواد الغذائية.
جوع كارثي.. وتوقعات قاتمة
ويواجه اليمن واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم، إذ يتهدد الجوع الكارثي أكثر من 18 مليون شخص، وفقا لتقارير أممية حديثة.
وتشير أحدث تحليلات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة إلى أن نحو نصف سكان اليمن سيظلون يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى فبراير/ شباط 2026.
وبحسب التقارير فإن 1 من كل 3 أسر يمنية تعاني جوعا شديدا، بينما يعاني نصف الأطفال دون السنوات الـ5 من سوء تغذية مزمن، في وقت تُظهر البيانات أن 100 مديرية تشهد حالة طوارئ غذائية متصاعدة.

ولا تزال توقعات الأمن الغذائي في اليمن قاتمة في جميع المناطق، مع وجود تحديات كبيرة من المتوقع أن تستمر حتى فبراير/شباط 2026.
وتقول الأمم المتحدة إنه "رغم توفر الغذاء بشكل عام، فإن الأسر تكافح من أجل الحصول عليه بسبب محدودية القدرة الشرائية وسط مخاطر وتحديات متزايدة".
وأكدت أن انخفاض التمويلات الإنسانية لليمن يترك مستقبل البلاد تحت رحمة الجوع الجماعي لا سيما مع تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية على نطاق واسع.
وتضيف أن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والتهديدات الأمنية لعمال الإغاثة، وانهيار الاقتصاد والصراع المستمر، جعلت اليمن ثالث أكثر دولة في العالم تعاني من انعدام الأمن الغذائي، حيث إن 70% من الأسر لا تملك ما يكفي من الغذاء لتلبية احتياجاتها اليومية، وهو أعلى معدل تم تسجيله على الإطلاق".
اختطاف الموظفين الأمميين
وأسهم اختطاف مليشيات الحوثي لأكثر من 60 موظفا أمميا إضافة لاختطاف موظفي المنظمات الدولية في تقويض القدرات على تقديم المساعدات وتوسع بؤر الجوع في مناطق الانقلابيين شمال اليمن.
وإلى جانب اختطاف منقذي الأرواح، يقول خبراء يمنيون إن تدهور الوضع الإنساني والغذائي في البلاد يأتي بسبب استمرار الحرب الحوثية، وانقسام المؤسسات وهشاشة الاقتصاد اليمني، وتعطل الموارد اليمنية نتيجة حرب المليشيات.
وأشاروا إلى أن كثيرا من الركائز الأساسية للاقتصاد اليمني خرجت عن الجاهزية منذ اندلاع الحرب الحوثية، إضافة إلى تضرر القطاع الخاص والذي انعكس على تسريح مئات الآلاف من العاملين فيه، فضلا عن توقف الرواتب على أكثر من مليون ومائتي ألف موظف يمني في مناطق الانقلاب الحوثي.
وأسهمت كل هذه العوامل في اتساع أزمة الجوع في اليمن، وأصبحت الأرقام تتزايد يوماً بعد آخر للأشخاص الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، كما هو حال السيدة اليمنية أمة الصبور.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg جزيرة ام اند امز