"انتقائية وعنصرية".. الحوثي يرفض استقبال أسراه بصنعاء
يوما تلو الآخر تتساقط أقنعة الحوثي العنصرية لتصل لصفوف عناصرها، لا سيما الأسرى التي تحرص على انتقائهم بعد الزج بهم في معارك خاسرة.
ورغم إعلان التحالف العربي عن مبادرة إنسانية من طرف واحد لإطلاق سراح 163 أسيرًا حوثيا ممن شاركوا بالعمليات القتالية التي استهدفت الأراضي السعودية، إلا أن المليشيات رفضت استقبالهم في مطار صنعاء.
وأعلنت مليشيات الحوثي صراحة على لسان رئيس وفدها في اتفاق الأسرى المدعو عبدالقادر المرتضى، رفضها استقبال الأسرى من عناصرها بموجب مبادرة التحالف العربي بقيادة السعودية لحلحلة هذه الملف الإنساني.
وقال القيادي الحوثي إنه أبلغ لجنة الصليب الأحمر الدولي التي كان مقرر أن تنقل الأسرى إلى مطار صنعاء على متن إحدى طائراتها الخاصة، أن مليشيات الحوثي "غير معنية" بالأسرى من مقاتلي المليشيات بزعم أنهم غير معروفين.
تجاهل ومعاناة
وتحاول مليشيات الحوثي ابتزاز التحالف العربي لعرقلة المبادرة الإنسانية وفرض "صفقة انتقائية" كما هي عادتها، والتي تفضح عنصريتها ومدى تجاهلها لمعاناة مقاتليها أسراها من أبناء القبائل اليمنية التي تجندهم بالقوة في المعارك وذلك على حساب السلاليين من الأسر الهاشمية.
وتعليقا على رفض مليشيات الحوثي استقبال أسراها، رد رئيس مؤسسة بناء حياة للتنمية والحقوق والحريات أن سبب رفض الانقلابيين استقبال الأسرى لأنهم "الزنابيل وليس القناديل" وهو لفظ عنصري تستخدمه المليشيات.
وكتب على حسابه في موقع "تويتر"، أن "من تم إطلاق سراحهم من الزنابيل وليس من القناديل لهذا لا يعنوكم.. فكل ما يعنيكم هم أبناء السلالة أما اليمنيون فليذهبوا إلى الجحيم".
وأضاف "كلهم مقاتلون زنابيل لديكم تم أسرهم لكن لا يهمكم إطلاق سراحهم بل سراح.. القناديل فقط لا غير".
وفد الحكومة اليمنية في اتفاق الأسرى التي ترعاه الأمم المتحدة، أكد بدوره إصرار مليشيات الحوثي إبرام صفقات انتقائية ومساعيها الإفراج عن مقاتليها السلاليين الأسرى فقط.
وقال عضو وفد الحكومة اليمنية في اتفاق الأسرى ماجد فضائل لـ"العين الإخبارية"، إن "مليشيات الحوثي رفضت استقبال أسراها ما استدعى تنفيذ العملية عبر مطار عدن الدولي" لتسليمهم إلى عائلاتهم.
وأضاف أن "مليشيات الحوثي لا تهتم لكل يمني بأي شكل فهي تبحث وتريد نوعية محددة من الأسرى المنتمين للسلالة"، في إشارة إلى رغبة الانقلابيين في إجراء صفقات انتقائية تشمل قياداتها حتى وإن تمت من طرف واحد.
تفاصيل الصفقة
ومن المقرر أن تتم عملية نقل أسرى مليشيات الحوثي البالغ عددهم 117 بوسطة طائرة خاصة للجنة الدولية للصليب الأحمر، غدا الجمعة، من السعودية إلى مطار عدن وذلك بموجب مبادرة إنسانية من طرف واحد للتحالف العربي وتشمل 163 أسيرا حوثيا.
ومن بين الأسرى الحوثيين نحو 9 أسرى من جنسيات صومالية وإثيوبية سيتم تسليمهم إلى دولهم، فضلا عن 36 أسيرا يمنيا حالات إنسانية يتم الإفراج عنهم بإشراف الصليب الأحمر.
ووفقا للمسؤول اليمني فإن الحكومة المعترف ستعمل في استقبال أسرى مليشيات الحوثي في مطار عدن في العاصمة المؤقتة وتسليمهم إلى عائلاتهم عقب رفض الانقلابيين استقبالهم في العاصمة صنعاء المختطفة.
وقال فضائل لـ"العين الإخبارية"، إن "العملية هي مبادرة إنسانية ملكية من الأخوة الأشقاء بالإفراج عن أسرى مليشيات الحوثي من طرف واحد".
واعتبر المسؤول الحكومي تنكر مليشيات الحوثي عن استقبال الأسرى المقاتلين ممن زجت به في أتون معاركها الدموية أنه "دليل واضح على التعنت" رغبة في الافراج عن الأسرى السلاليين المنحدرين من تنظيمها الإرهابي.
وكان فضائل قال في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، أن الانقلابيين "يصرون على المطالبة بأسماء وشخصيات غير موجودة وليس لنا علم بهم" وذلك ضمن اتفاق الأسرى التي تعرقل مليشيات الحوثي تنفيذه.
طابع إنساني
ويرى خبراء ومسؤولون يمنيون أن خطوة التحالف العربي في الإفراج عن أسرى مليشيات الحوثي تحاصر عراقيل الانقلابيين في هذا الملف الإنساني الذي لطالما سعت المليشيات لاستثماره سياسيا لأهداف متعددة.
ورغم محاولة مليشيات الحوثي إفشال المبادرة الإنسانية أحادية الجانب، إلا أن إعادة الأسرى إلى عائلاتهم يفتح خلالها التحالف العربي ثغرة جديدة في جدار تعنت الانقلابيين وعراقيلهم لملف الأسرى الأكثر إنسانية.
وينظر إلى الصفقة المقرر أن تجري غدا الجمعة بآمال كبيرة، نظرا لطابعها الإنساني المتمثل في وضع حدا لمعاناة أسرى تنكرت لهم مليشيات الحوثي ووحدها قلوب أمهاتهم من تترقب بحرقة عودتهم إلى أحضانها.
وفي 28 أبريل الماضي، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية عن مبادرة إنسانية من طرف واحد، تشمل إطلاق سراح 163 أسيرًا حوثيا ممن شاركوا بالعمليات القتالية التي استهدفت الأراضي السعودية.
وتأتي مبادرة التحالف العربي بالتزامن مع حلول شهر الفطر المبارك دعما لجهود الأمم المتحدة لتثبيت الهدنة الحالية وتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية، وكذلك لتسهيل إنهاء ملف الأسرى بناء على اتفاق ستوكهولم المتعثر منذ 2018.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMzkg جزيرة ام اند امز