مناشدات إنسانية بضرورة العمل السريع لإنقاذ قرى الحيمة في محافظة تعز، والتي تتعرض لحالة من الإبادة عبر قتل ممنهج.
ناشد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بضرورة العمل السريع لإنقاذ قرى الحيمة في محافظة تعز اليمنية، والتي تتعرض لحالة من الإبادة عبر قتل ممنهج تقوم به مليشيات الانقلاب التي تطبق على القرية حصاراً شاملاً منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال إن المليشيات تقوم حالياً بعملية اعتقال واسعة للرجال والذهاب بهم إلى خطوط المواجهات، فيما تطلق على من تبقى النار بشكل مباشر ومتعمد أمام حالة مؤلمة من الصمت محلية ودولية.
وأضاف المركز وهو منظمة إقليمية حاصلة على الصفة الاستشارية في الأمم المتحدة، أن فريق الرصد الميداني بمحافظة تعز رصد في تقرير مفصل لشهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أبرز الانتهاكات التي تقوم بها مليشيات الانقلاب على قرى عزلة الحيمة بمديرية التعزية.
وورد في تقرير حالة حقوق الإنسان أن المليشيات الانقلابية تفرض منذ 19 ديسمبر/كانون الأول، حصاراً خانقاً على عزلة الحيمة، كما تقوم بقصفها بمختلف القذائف وصواريخ الكاتيوشا والدبابات من المرتفعات الجبلية المحيطة بقرى الحيمة، الأمر الذي دفع بالمدنيين إلى النزوح الجماعي خوفاً من الموت قصفاً أو قنصاً أو حتى جوعاً، بسبب تعنت المليشيا في منع دخول المواد الغذائية والمساعدات.
وجاء في التقرير المعنون بـ"تعز .. مدنيون بانتظار الموت"، أن مسلحي المليشيا اقتحموا عدداً من القرى بالحيمة كدار الجلال ودار الشرف وقرى الزواقر والحيمة العليا، كما ينتشر المسلحون في شعب المليح وجبال الخمس وغيرها، مما أدى إلى نزوح ثلاث قرى بأكملها هي دار الجلال والأكمة السفلى وشقب، بالإضافة إلى 500 مدني من قرية شعب، وقامت المليشيا الانقلابية بتفجير 3 منازل لمواطنين وتدمير نحو 9 منازل كليا، بحسب ما استطاع الفريق الميداني للمركز توثيقه وتدمير مسجدين ومدرسة.
ورصد الفريق الميداني للمركز عبر مقره في تعز مقتل 21 مدنياً وجرح 38 آخرين في الحيمة معظمهم برصاص القناصة، فيما تم تهجير ونزوح 346 أسرة بنحو 1897 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
كما قامت المليشيات بزراعة شبكات متعددة من الألغام في الطرقات والجبال ومداخل القرى وحول منازل ومزارع المواطنين، ويعد أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تفجير الحرب بالمنطقة بين الأهالي والمليشيات الانقلابية هو محاولة المليشيات فرض التجنيد الإجباري على أبناء الحيمة وزجهم مختلف الجبهات.
وتتكون مديرية التعزية الواقعة في الجزء الشمالي للمحافظة من عزلتين من أصل 22 عزلة "الحيمة السفلى والعليا" ويبلغ تعداد سكان الحيمة العليا 9456 نسمة، فيما يبلغ تعداد سكان الحيمة السفلى 8300 نسمة حسب التعداد السكاني في اليمن لعام 2004، ويعمل معظم السكان بالزراعة الموسمية التي تعتمد على الأمطار وكذا رعي المواشي.