مبادرة الحوثي بمأرب.. مناورة سياسية لإخفاء هزيمة عسكرية
هزائم متلاحقة للحوثي على جبهات محافظة مأرب اليمنية، دفعت عدداً من القيادات الانقلابية للإعلان عن مبادرة "هشة" أثارت سخرية اليمينيين.
المبادرة التي أعلنها ناطق الانقلابيين الحوثيين، محمد عبدالسلام، عبر "تويتر" لم تخلُ من استعلاء المليشيات، ونزعتها في إبراز "عضلات الاستقواء"، رغم فشلها العسكري الذريع ميدانيا في مأرب.
تندر وسخرية
بنود المبادرة الحوثية أضحت مثار تندر عند اليمنيين، بينما اعتبرها محللون سياسيون استمرارًا لوهم الاستقواء، ونظرة مليشيات الحوثيين الدونية تجاه اليمنيين، وكأنها وصية عليهم.
وتضمنت المبادرة الحوثية "تشكيل إدارة محلية وقوات أمنية مشتركة من أبناء محافظة مأرب لتسيير شؤونها"، وإخلاء المحافظة من "عناصر داعش والقاعدة".
بالإضافة إلى "الالتزام بحصص المحافظات الأخرى من الغاز والنفط، و"إصلاح أنبوب صافر - رأس عيسى واستئناف ضخ النفط"، و"إصلاح كهرباء مأرب الغازية".
لكن أبرز بنود مبادرة الحوثيين، وأصبح مثارا للسخرية والتندر من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، مطالبتهم "بإيداع إيرادات النفط والغاز في حساب خاص لصرف الرواتب".
ومثار التندر هو أن المليشيات تطالب بما رفضته منذ ثلاثة أعوام في صنعاء والحديدة، ومصادرة إيرادات الدولة للمجهود الحربي، وعدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ خمس سنوات.
كما طالبت المليشيات بإتاحة حرية التنقل وعدم ممارسة الاختطافات والاعتقالات، بينما معتقلاتها تعج بالمدنيين والصحفيين المختطفين من نقاط الحوثيين الأمنية، ومنع المسافرين الراغبين بالتنقل بين المحافظات.
اعتراف بالهزيمة
سياسيون يمنيون اعتبروا المبادرة الحوثية "هزيمة واضحة بالنسبة للمليشيات"، وفشل ذريع لسياستها التوسعية، بحسب وصف وكيل وزارة الإدارة المحلية، عبداللطيف الفجير.
وأضاف المسؤول اليمني أن المليشيات أحرقت جميع أوراقها في معركة مأرب الأخيرة، وقال: "كما عهدنا هذه المليشيات عند فشلها في كل معاركها العبثية تلجأ للاستفادة من عامل الوقت بتقديم ما يسمى مبادرات".
ووصف الفجير المبادرة الحوثية بأنها "تعجيزية"، وأشار لـ"العين الإخبارية" إلى أن الحوثيين يدركون مسبقًا أنهم لم ولن ينفذوا من هذه المبادرات بندًا واحدًا.
ولفت إلى أن اتفاق ستوكهولم (ديسمبر 2018) يعتبر أكبر دليل على هذا التهرب الحوثي من كافة التفاهمات، وغيره من المبادرات والاتفاقات، بالإضافة إلى عهود الصلح مع القبائل التي نقضتها المليشيات.
وأكد وكيل وزارة الإدارة المحلية على أن مأرب "كسرت خشوم الحوثيين، وأفشلت خططهم لإسقاطها، رغم الخطة الزمنية التي وضعها المدعو حسن إيرلو (المندوب الإيراني لدى الحوثي)؛ والتي سعت لدخول مأرب والاستيلاء على مواردها.
وعبّر المسؤول عن ثقته بأن اليمنيين قادرين على إفشال كل مخططات الانقلابيين العبثية، كما أن مأرب بقبائلها ورجالها وكافة أبناء اليمن الشرفاء لم يعودوا يؤمنوا بالمشروع الحوثي، الذي هو في الأساس مشروع إيراني دموي عصبوي وطائفي.
واستدل الفجير بتوافد النازحين من مناطق سيطرة المليشيات الحوثية إلى مأرب باعتباره تأكيدا على بحث اليمنيين عن الحرية والعيش بأمان، وإيمانًا منهم بالمشروع الوطني والحفاظ على الهوية اليمنية.
واختتم عبداللطيف الفجير تصريحه لـ"العين الإخبارية" بقوله: "إن هذه المبادرة هي آخر أوراق المليشيات للمغالطات واللعب على المجتمع الدولي بذريعة كاذبة ومفضوحة، ولن ينفذ منها شيء ولا يمكن أن يقبل بها أبناء مأرب وكل شرفاء اليمن".
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA== جزيرة ام اند امز