امرأة في البيت الأبيض؟ بيلوسي تشكك في «حلم مؤجل»
في اعتراف يعكس «خيبة أمل» متراكمة إزاء مسار تمكين النساء في قمة هرم السلطة الأمريكية، أقرت نانسي بيلوسي،
الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأمريكي، بأن انتخاب امرأة رئيسًا للولايات المتحدة قد لا يتحقق خلال حياتها.
وفي مقابلة مع صحيفة «يو إس إيه توداي»، تزامنت مع اقتراب تقاعدها بعد مسيرة امتدت أربعة عقود في الكونغرس، استخدمت بيلوسي، إحدى أبرز القيادات الديمقراطية الأمريكية، تعبيرًا رمزيًا قويًا لوصف العوائق التي لا تزال تواجه النساء في السياسة، قائلة إن المشكلة «ليست سقفًا زجاجيًا بل سقفا رخاميًا»، في إشارة إلى حواجز أكثر صلابة وتعقيدًا مما كان يُعتقد سابقًا.
جاءت تصريحات بيلوسي، البالغة 85 عامًا، في سياق استحضارها لهزيمتي هيلاري كلينتون وكامالا هاريس أمام دونالد ترامب في انتخابات عامي 2016 و2024، إضافة إلى الصعوبات المؤسسية التي واجهتها شخصيًا خلال صعودها داخل المؤسسة التشريعية الأمريكية.
وقالت إنها كانت تعتقد أن الرأي العام الأمريكي أكثر استعدادًا من الكونغرس نفسه لتقبّل فكرة امرأة في البيت الأبيض، مضيفة أنها لطالما ظنت أن الولايات المتحدة ستنتخب رئيسة قبل أن تشهد امرأة تتولى رئاسة مجلس النواب.
غير أن الواقع، بحسب بيلوسي، فرض مراجعة لهذه القناعة، فقد نقلت الصحيفة عنها قولها إن تفاؤلها بات «أكثر حذرًا»، مع إقرارها بأن انتخاب امرأة رئيسًا «قد لا يحدث في حياتها»، خصوصًا مع اقترابها من عامها السادس والثمانين.
لكنها شددت في الوقت نفسه على أن هذا الإنجاز سيحدث «على الأرجح خلال الجيل المقبل»، مؤكدة إيمانها بأن المسار لم يُغلق نهائيًا.
وتتقاطع رؤية بيلوسي مع مواقف عبّرت عنها السيدة الأولى الأمريكية السابقة ميشيل أوباما، التي شككت بدورها، في تصريحات أدلت بها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في جاهزية المجتمع الأمريكي لانتخاب امرأة رئيسة في المستقبل القريب.
ورأت أوباما أن الولايات المتحدة «ليست مستعدة بعد»، معتبرة أن قطاعات واسعة من الرجال لا تزال غير متقبلة لفكرة أن تقودهم امرأة، وهو ما ظهر بوضوح في التجارب الانتخابية الأخيرة.
ورغم هذا التشاؤم النسبي، لا تزال كامالا هاريس، نائبة الرئيس السابقة، من أبرز الأسماء المطروحة داخل الحزب الديمقراطي لانتخابات عام 2028، إذ تتقدم أو تحتل مراكز متقدمة في استطلاعات الرأي.
محاولة رئاسية جديدة؟
كما كثفت نشاطها السياسي مؤخرًا من خلال الترويج لمذكراتها الانتخابية والظهور في مناسبات حزبية، في تحركات فُسّرت على نطاق واسع على أنها تمهيد لمحاولة رئاسية جديدة.
وتُعد بيلوسي شخصية محورية في التاريخ السياسي الأمريكي الحديث، إذ انضمت إلى الكونغرس عام 1988 ممثلة عن سان فرانسيسكو، وفازت بعضوية مجلس النواب 20 مرة متتالية.
وكانت أول امرأة تتولى رئاسة مجلس النواب، وهو المنصب الذي شغلته على فترتين بين عامي 2007 و2011، ثم من 2019 إلى 2023، ما رسّخ مكانتها كأحد أكثر السياسيين نفوذًا في واشنطن.
وفي المقابلة نفسها، تطرقت بيلوسي إلى علاقتها بالرئيس جو بايدن، كاشفة أنها لم تتواصل معه منذ انسحابه من السباق لإعادة انتخابه عام 2024، وهو القرار الذي قالت إنها لعبت دورًا في إقناعه به.
وأعربت عن حزنها لهذا الفتور، مؤكدة في الوقت ذاته احترامها لخياره السياسي، ومشيرة إلى تقديرها لبيان بايدن الذي وصفها فيه بأنها «أفضل رئيسة لمجلس النواب في تاريخ الولايات المتحدة» عند إعلانها نيتها التقاعد.
وعن قرارها مغادرة الحياة التشريعية وهي في منتصف عقدها الثامن، قالت بيلوسي إن «الوقت قد حان»، مضيفة أنها كانت مستعدة لذلك منذ فترة. وختمت بنبرة ساخرة تعليقها على سؤال يتكرر كثيرًا حول ما ستفعله بعد التقاعد، قائلة: «لا يتعين عليّ أن أفعل أي شيء… أنا كبيرة في السن»، في إشارة إلى رغبتها في طي صفحة سياسية استثنائية دون البحث عن أدوار جديدة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز