نصيحة من بيلوسي للديمقراطيين قبل خطاب حالة الاتحاد

لا تزال الديمقراطية المخضرمة نانسي بيلوسي تحتفظ بالمشهد الأكثر إثارة في خطاب حالة الاتحاد خلال رئاسة دونالد ترامب الأولى.
كانت بيلوسي حينها رئيسة مجلس النواب في آخر خطاب لترامب، الذي رفض مصافحتها في بداية الجلسة، فعاقبته فور انتهاء كلمته بتمزيق خطابه.
لكن بعد 5 سنوات، تختار بيلوسي نهجًا آخر للتعامل مع خطاب ترامب، وهذه المرة ستعدّل موقعها من منصة رئاسة النواب إلى عضوة بين الديمقراطيين الذين تلقوا صدمة الهزيمة المدوّية في الانتخابات الأخيرة.
وعن الجلسة الشهيرة، قالت بيلوسي: "عندما رأيت أن كل صفحة كانت كذبة، اضطررت إلى تمزيقها"، وفقًا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ولا تزال بيلوسي تحتفظ بنفوذ كبير داخل الكتلة الديمقراطية، ويواصل المشرعون الأصغر سنًا طلب مشورتها، في حين بعثت برسالة للديمقراطيين حثّتهم خلالها على الوحدة.
وتضمنت المناقشات الأخيرة بين الديمقراطيين تحذيرات من بيلوسي بعدم تحويل أنفسهم إلى جزء من القصة خلال خطاب ترامب، كما طالبتهم بتضييق رسالة الحزب في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
ودعت بيلوسي إلى تجنّب أي مظاهر للخلاف، سواء كانت بصرية أو أي شيء آخر، حتى لا يكون الديمقراطيون مادة للحديث.
وعلى مدار الأسابيع الأولى من ولاية ترامب الثانية، كافح الديمقراطيون لتوحيد صفوفهم لدحض أفعال الرئيس الجمهوري المثيرة للجدل.
وتريد بيلوسي من الديمقراطيين التركيز على التصويت الأخير الذي وضع مخططًا للميزانية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تخفيضات حادّة في حقوق الرعاية الصحية، والذي أيّده 217 من 218 جمهوريًا في مجلس النواب، ولم يؤيّده أي ديمقراطي، وفي مجلس الشيوخ، لا يزال عدد قليل من الجمهوريين متشككين في دعم بعض المقترحات الأكثر تطرّفًا في مجلس النواب.
وعن خطاب ترامب المرتقب، قالت بيلوسي: "سأذهب لسماع ما سيقوله ترامب عن الرعاية الصحية، وعن حرمان المزيد من الأطفال وكبار السن من ذوي الدخل المتوسط الذين يحتاجون إلى رعاية صحية طويلة الأجل، وكذلك الأشخاص ذوي الإعاقة".
وبعد 20 عامًا من قيادة الكتلة الديمقراطية، تنازلت بيلوسي إلى حدّ كبير عن الأضواء لصالح زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز وفريقه الأصغر سنًا.
وترى بيلوسي أوجه تشابه اليوم مع آخر مرتين تم فيها إقصاء الديمقراطيين تمامًا عن السلطة، الأولى في عام 2005 بعد إعادة انتخاب جورج دبليو بوش، تزامنًا مع انتصارات الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ، والثانية في عام 2017 بعد فوز ترامب الأول.
وتعكس التحركات المبكرة التي قام بها جيفريز مؤخرًا ما فعله الديمقراطيون سابقًا، من خلال التمسك بالبرامج الاجتماعية والتركيز على عدد قليل من القضايا الرئيسية.
وفي هذه اللحظة الحالية، ومع اقتراب ترامب من روسيا وجهود إيلون ماسك لتخفيض العمالة في الوكالات الفيدرالية، يريد جزء كبير من القاعدة الديمقراطية نهجًا أكثر قوة وعنفًا لمحاربة ترامب.
ونصيحة بيلوسي حاليًا هي إفساح المجال للديمقراطيين من المناطق الآمنة بشكل خاص لإطلاق تلك المناشدات الغاضبة بعيدًا عن واشنطن. وقالت: "الشيء الأكثر أهمية في كل هذا هو تحديد الأولويات.. وحكيم، لديه ذلك".
وتأمل بيلوسي أن يتمكن الديمقراطيون من الامتناع عن التدخل يوم الثلاثاء، على عكس ما فعله الجمهوريون في مجلس النواب خلال آخر خطابين للرئيس السابق جو بايدن في قاعة مجلس النواب.