القرصنة.. إرهاب حوثي ـ إيراني جديد بالبحر الأحمر
التحالف العربي كشف عن عملية إرهابية حوثية غير مسبوقة، تمثلت بخطف وسطو مسلح لقاطرة بحرية جنوب البحر الأحمر.
وسعت مليشيا الحوثي الانقلابية من عملياتها الإرهابية التي تستهدف خطوط الملاحة في البحر الأحمر، فبعد سلسلة من الهجمات الصاروخية على السفن، باتت "القرصنة" آخر صراعات الإرهاب الحوثي ـ الإيراني الذي يهدد ممرات التجارة العالمية، قرب مضيق باب المندب.
وكشف التحالف العربي، الإثنين، عن عملية إرهابية حوثية غير مسبوقة، تمثلت بعملية خطف وسطو مسلح لقاطرة بحرية جنوب البحر الأحمر، كما اعترفت المليشيا الانقلابية بالعملية على وسائلها الرسمية وتصريحات لقيادات بارزة في الصف الأول.
ووفقا لمتحدث التحالف العربي، تركي المالكي، فقد تمت العملية الإرهابية الحوثية، مساء الأحد، وذلك أثناء إبحار قاطرة بحرية تدعى "رابغ 3" بجنوب البحر الأحمر، حيث تعرضت لقرصنة مسلحة من قبل زورقين على متنها عناصر إرهابية حوثية.
ولم يكن للقاطرة المختطفة أي أنشطة عسكرية في مياه البحر الأحمر، بل كانت تقوم بقطر "حفار بحري" تملكه إحدى الشركات الكورية الجنوبية، كما تحمل طاقما متعدد الجنسيات.
وخشية من ردع دولي، بدأت المليشيا الحوثية بالمراوغة، وزعمت على لسان القيادي، محمد علي الحوثي، أنه تم احتجاز السفينة للتأكد من هويتها، وسيتم إطلاقها في حال كانت كورية جنوبية.
إرهاب يهدد بنسف فرص السلام
تزامنت العملية الإرهابية الحوثية مع تحركات دولية مكثفة لإحلال السلام الشامل في اليمن، وذلك كخطوة تالية للمصالحة التي رعتها المملكة العربية السعودية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
كما جاءت العملية، بعد تقدم طفيف في اتفاق ستوكهولم الذي ترعاه الأمم المتحدة في الحديدة، والذي شهد، الأيام الماضية، نشر 5 فرق لتثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار.
وقال مصدر عسكري يمني، لـ"العين الإخبارية"، إن تجدد الإرهاب الحوثي على خطوط الملاحة في البحر الأحمر كان أمرا متوقعا، وخصوصا بعد التراخي الذي شهدته جبهة الحديدة، والاسترخاء الذي تعيشه المليشيا منذ اتفاق ستوكهولم.
وكشف المصدر عن عمليات تحشيد مستمرة للانقلابيين في الحديدة، وزراعة الألغام البحرية، بالإضافة إلى عملية تهريب الأسلحة عبر زوارق صغيرة وقوارب صيد من القرن الأفريقي إلى ميناء الحديدة.
واعتبر خبراء أن العملية الإرهابية تحمل بصمات إيران كونها تمت عبر زوارق سريعة لم تكن تتوفر لدى مليشيا الحوثي التي تقتصر مهامها على تنفيذ المهام العدائية المطلوبة منها فقط.
وقال الناشط السياسي اليمني، عبدالرقيب الحيدري، إن إيران لن تقبل بأي عملية سلام في اليمن، وستواصل استخدام الحوثيين كأدوات إرهابية لتهديد الملاحة وابتزاز المجتمع الدولي.
وأضاف الحيدري لـ"العين الإخبارية": "اتفاق ستوكهولم تحول إلى مجرد غطاء لتنفيذ العمليات الإرهابية الحوثية بالبحر الأحمر، ولو أن ميناء الحديدة قد تحرر لم نكن سنشهد مثل هذه القرصنة وعمليات الخطف غير المسبوقة للسفن الدولية".
سجل إرهابي أسود
منذ سيطرتها على مدينة الحديدة أواخر 2014، نفذت مليشيا الحوثي عددا من العمليات الإرهابية على السفن التجارية وخطوط الملاحة في البحر ومضيق باب المندب.
وفيما أحبطت قوات التحالف العربي عددا من الهجمات الإرهابية التي كانت المليشيا تنوي تنفيذها بزوارق مفخخة، تعرض عدد من الناقلات لهجمات إرهابية في عرض البحر الأحمر.
ودشنت المليشيا عملياتها الإرهابية بهجوم على سفينة إماراتية مدنية، تلاه هجومان على البارجة الأمريكية "يو إس ماسون"، في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
وفي 30 يناير/كانون الثاني من عام 2017، تعرضت فرقاطة سعودية لهجوم إرهابي حوثي عبر 3 زوارق مفخخة، فيما تعرض ميناء المخا على البحر الأحمر، لهجوم بزورق مفخخ أواخر يوليو/تموز من ذات العام.
وتسعى إيران لتخفيف العقوبات والضغوط الدولية عليها باستهداف ممرات الملاحة في مضيق باب المندب، واستخدامه كبند للمساومة مع المجتمع الدولي.
ويمر نحو 10% من إنتاج النفط العالمي عبر مضيق باب المندب، وسبق أن تعرضت خطوط الملاحة لتوقف خلال العامين الماضيين لعدة أيام جراء الإرهاب الحوثي.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjI0IA== جزيرة ام اند امز