3 كتب تفضح تنظيمات الإرهاب والفوضى.. داعش وحزب الله والحوثيون
3 كتب حديثة الصدور عن التنظيمات الإرهابية التي استهدفت زعزعة استقرار المنطقة العربية وهي تنظيم داعش وحزب الله والحوثيون
دخلت المنطقة العربية في العقد الأخير حالة من الضبابية السياسية، زادت معها حدّة الفوضى، التي أحدثتها مجموعة من التنظيمات الإرهابية، التي تسعى منذ سنوات لأنْ تجد لها مساحة في المشهد العام، عبر نشر أفكارها ورؤاها الهدامة.
وعكف عدد من الباحثين والكتاب على إخضاع هذه الحركات الإرهابية لعملية تشريح كاملة، من أجل توضيح حقيقة نشوء هذه الحركات وأهدافها، والجهات التي تقف خلفها، ووضع خلاصتها في كتب مهمة.
ويأتي إصدار مركز المسبار للدراسات والبحوث لهذه النوعية من الكتب من باب أن "المعرفة خير علاج"، وهو ما دللت عليه كتب "أسطورة داعش.. إرهاب الخلافة ودهاليز التمويل"، و"الحوثيون: سلاح الطائفة وولاءات السياسة" و"بندقية الفقيه الولي.. حزب الله في لبنان"، والتي سلطت الضوء على 3 من أبرز المنظمات الإرهابية التي تعمل على الساحة.
أسطورة داعش
لا يعد "أسطورة داعش.. إرهاب الخلافة ودهاليز التمويل" الإصدار الأول للكاتب والإعلامي السعودي محمد العمر، فقد سبقته مجموعة من الإصدارات التي تناولت الحركات الإسلامية والتنظيمات المتطرفة، إلا أن ما يميز هذا الإصدار هو طبيعة المادة التي يحملها بين دفتيه، عبر تتبعه لظاهرة تنظيم "داعش"، والظروف التي قادت إلى تأسيسه في عام 1989، عندما كان مشروعا يحلم به زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، والذي عرف لاحقاً باسم "أبومصعب الزرقاوي"، وفق ما يطرحه الكاتب محمد العمر، والذي يتعمق أكثر بحديثه عن التحولات والصراعات التي واجهها الزرقاوي وتنظيمه في المنطقة.
ويستعرض العمر في هذا الكتاب أبرز التطورات التي شهدها تنظيم "داعش" ليس فقط من حيث بنيته، وإنما من ناحية المسميات والزعماء الذين تكالبوا على قيادته، فيما يقدم لنا مؤلفه شرحاً مفصلاً عن سيرة قادة التنظيم، ويلقي نظرة خاصة على التشكيلات التي يشهدها التنظيم مع صعود كل قائد.
المطلع على الكتاب سيشعر بالجهد الذي بذله الكاتب محمد العمر في عملية تشريحه لتنظيم "داعش" الإرهابي، وتقديمه إلى القارئ بصورة موسعة وبسيطة، حيث يسلط الضوء فيه على معظم عمليات الكر والفر التي قام بها التنظيم في العراق، والظروف التي واجه فيها القوات الأمريكية، فيما يظل اللافت في الكتاب هو تطرق الكاتب إلى مجموعة الجهات التي تولت تمويل التنظيم.
تأثير "داعش" على الساحة لم يكن مقصورا على حالة الخراب التي أحدثها، وإنما اتسع ذلك ليشمل تأسيس تنظيمات أخرى مثل جماعة "دولة الشام والعراق" التي رأت النور بالتزامن مع انطلاق الثورة السورية، وكيف تغير المسمى حتى وصل إلى مسماه الحالي "داعش"، فيما تطرق الكاتب أيضاً إلى الأساليب التي يتبعها التنظيم الإرهابي لاستقطاب الشباب.
الحوثيون.. سلاح الطائفة وولاءات السياسة
لم تغب الحركة الحوثية أو حزب أنصار الله عن المشهد العام، لا سيما بعد مساهمتها في التأسيس لحالة القلق السياسي الذي يعيشه اليمن حاليا، لتصبح معه الحركة الحوثية واحدة من أكثر الحركات المتطرفة على الساحة الدولية إثارة للجدل، مثيرة للكثير من التساؤلات حول الجهة التي تقف وراءها، ولعل ذلك شكّل دعوة لمجموعة من الباحثين اليمنيين المختصين في الشأن اليمني للتفتيش في أوراق الحركة وترجمة ذلك في كتاب "الحوثيون: سلاح الطائفة وولاءات السياسة".
ويعد الكتّاب دراسة قيمة تحتوي على الكثير من المعلومات حول الحركة الحوثية، عبر تسليط الضوء على طبيعة نشاطها، وما شهدته السنوات الأخيرة، من تمدد في أنشطتها السياسية، والتي انتقلت منها إلى الأنشطة المسلحة التي أدخلتها في مواجهة مع قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية.
ويؤكد مؤلفو الكتاب أن انتقال الحركة من النشاط المحلي إلى النشاط الإقليمي كان الأكثر جدلاً على الساحة، حيث استطاع مؤلفو الكتاب كشف هالة الغموض التي تغلف هذه الحركة، لا سيما فيما يتعلق بجذورها وانتماءاتها الأصلية، وطبيعة العلاقة التي تربطها مع إيران والفكر الشيعي.
وتكمن أهمية كتاب "الحوثيون: سلاح الطائفة وولاءات السياسة" في تلخيص تاريخ الحوثيين في اليمن، حيث يشير إلى أن نشاط الحركة السياسي بدأ في الظهور قبل أكثر من عقدين تقريبا، عندما أسس جماعة من الشباب "منتدى الشباب المؤمن" بهدف إحياء الفكر الزيدي مع التجديد فيه، لكن حسين بدر الدين الحوثي ما لبث أن تولى قيادة المنتدى وعمل على تحويله إلى تنظيم، ثم نشط من خلال ذلك في نشر أفكاره السياسية، وتدريجيا توغل التنظيم في النشاط السياسي ثم العسكري، والذي أسس للصراع العسكري بين التنظيم والحكومة اليمنية في 2003.
ويستعرض الكتاب أيضا بعض الأدلة التي تبرهن على علاقة الحوثيين بإيران، من خلال رصد عدد من الملاحظات التي يستدل بها على الانتماء الحوثي إلى الدولة الإيرانية، مثل بروز بعض مفردات الفكر الشيعي في فكر وممارسات الحوثيين، ورفع الحوثيين لصور الخميني ونصر الله والسيستاني، وترديد شعارات حزب الله وشيعة العراق وإيران، وغيرها.
حزب الله في لبنان
لم يتوقف حزب الله اللبناني عن إثارة الجدل، لدرجة دعت الكثير من الدول إلى تصنيفه ضمن قوائم المنظمات الإرهابية، لتتلاشى بذلك صورته الرمزية، التي سبق أن رسمها لنفسه في المنطقة العربية أثناء مواجهته مع إسرائيل، لتنكشف بذلك حقيقة الحزب وزيف أفكاره، لا سيما بعد دخوله على خط الصراعات في سوريا، ومساهمته في الحرب.
التغير الذي شهدته البنية الاجتماعية للطائفة الشيعية في لبنان، منذ تأسيس حزب الله في 1982، وتأثير الحزب عليها، شكلت القاعدة الأساسية التي استند إليها مجموعة من الباحثين من بينهم سعود المولى ورضوان السيد ووجيه كوثراني الذين شاركوا في تأليف كتاب "بندقية الولي الفقيه.. حزب الله في لبنان".
وقدم المؤلفون عبر فصول الكتاب قراءة شاملة للحزب، تضمنت مراجعة للتغير والتطور الذي مرت به الطائفة الشيعية في لبنان.
الكتاب يتناول نشأة حزب الله ومشروعه وتركيبته التنظيمية، ويتطرق إلى مساره ومصيره ومدى مواءمته مع مشروع الوطن، ويقدم أيضاً نظرة شاملة على أيديولوجية الحزب وتوافقه مع "نظرية ولاية الفقيه"، كما يلقي الضوء في أحد فصوله على كاريزما حسن نصر الله، زعيم الحزب، على اعتبار أنه رأس التنظيم.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zMCA= جزيرة ام اند امز