ثمن هجمات الحوثي.. طالبو اللجوء والمرضى اليمنيون في مهب الريح
ارتبطت أغلب الأزمات والكوارث التي يكابدها المواطن اليمني بأفعال مليشيات الحوثي؛ فدائما ما يجني البسطاء نتائج مغامرات الحوثيين الطائشة.
ولم يقتصر دفع الثمن على الجوانب المعيشية أو الاقتصادية التي أحالتها المليشيات إلى كوارث مأساوية، بل تعدتها لتشمل خيارات سفر اليمنيين الفارين من جحيم الحرب إلى الخارج نحو بلدان اللجوء، أو المرضى الراغبين في العلاج.
وضاقت على اليمنيين وجهات اللجوء والعلاج، وتعقدت إجراءات سفرهم بسبب التصرفات الإرهابية للحوثيين في البحر الأحمر مؤخرا، وما قبلها من تهديدات بحق دول الجوار وأمن المنطقة والعالم، والتي جنت على اليمنيين بشكل مؤذ للغاية.
تشديد الإجراءات على اليمنيين
آخر تلك الأزمات ما قامت به كل من هولندا والهند من إعادة النظر في طلبات اللجوء والتأشيرات العلاجية لليمنيين، ووضعت شروطا تعجيزية وإجراءات أمنية تشمل تقييم المخاطر وغيرها من الإجراءات التي دفعت الجاليات اليمنية في الدولتين للتظاهر في مسعى لتحميل الحوثي وحده مسؤولية الهجمات في البحر الأحمر.
فالسلطات الهولندية بدأت بتعديل سياسة طلبات اللجوء على اليمنيين، وبموجب ذلك لن يحصل اليمنيون على تصريح إقامة في هولندا بشكل تلقائي، بل سيتم تقييم المخاطر في كل عملية لجوء، وبشكل فردي.
في حين كانت هولندا تطبق سياسة تسريع طلبات اللجوء المقدمة لكل من يثبت الجنسية اليمنية، كإجراء متبع خلال السنوات الماضية، قبل التصعيد الحوثي وممارساته الإرهابية.
من جانبها، بدأت الهند فعليا بتقييد منح التأشيرات للمرضى اليمنيين الراغبين في العلاج بمستشفياتها، عبر إجراءات مشددة، منها حضور المريض طالب التأشيرة ومرافقه شخصيا إلى السفارة الهندية في جيبوتي، كثمن لإرهاب الحوثي.
كل تلك الإجراءات والتعديلات من المؤكد أنها ستؤثر على حياة آلاف اليمنيين الفارين من جحيم الحرب وتبعاتها، وكل ذلك بما اقترفت أيادي المليشيات الحوثية.
اللجوء في هولندا
يقول اللاجئ اليمني في هولندا المهندس جميل عبدالحافظ إن إجراءات السلطات الهولندية بدأت منذ تاريخ 18 مارس/آذار الجاري، إذ تغيرت الأوضاع هناك وتحول نظام اللجوء إلى هولندا من العام إلى الخاص.
وأوضح عبدالحافظ لـ"العين الإخبارية" أن هولندا كانت تستقبل أي لاجئ من البلدان غير الآمنة والتي تعيش حروبا، بما فيها اليمن بشكل تلقائي وفوري، غير أن التغييرات ستفرض إخضاع أي طالب لجوء "لتقييم المخاطر" التي يواجهها في بلاده الأم حتى يتم قبول طلبه.
وأشار إلى أن اليمنيين الراغبين في اللجوء باتوا ملزمين بإثبات أن حياتهم معرضة للخطر حتى يتم قبول طلبات اللجوء في هولندا، وهذا ما يسمى بـ"اللجوء الخاص".
ولفت جميل الأغبري إلى أن السلطات الهولندية ستصدر في شهر أبريل/نيسان توضيحا بشأن أوضاع اللاجئين اليمنيين منذ سنوات هناك، ممن لديهم إقامة مؤقتة أو دائمة أو حتى من الحاصلين على الجنسية الهولندية.
العلاج في الهند
فيما يتعلق بإجراءات السفر للهند بالنسبة للمرضى اليمنيين، قال زايد الجرادي (يعمل وسيطا بين المرضى اليمنيين والمستشفيات الهندية في مجال استخراج دعوات وتأشيرات العلاج) إن الإجراءات الجديدة عقدت أوضاع هؤلاء المرضى.
وأضاف الجرادي لـ"العين الإخبارية" أن مئات اليمنيين الراغبين بالعلاج في الهند يتكدسون في جيبوتي للتردد على السفارة الهندية هناك لاستخراج تأشيرات السفر للعلاج، بعد أن اتخذت السلطات الهندية هذه الإجراءات الجديدة.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات حصرت استخراج التأشيرات بسفارة الهند لدى جيبوتي؛ الأمر الذي خلق ازدحاما للمرضى هناك، وبالتالي تسبب في تأخير استصدار التأشيرات، وهذا ينعكس على حالة المرضى الذين لا يقدر معظمهم على الانتظار نتيجة سوء حالتهم المرضية.