كيف تؤثر صفقة استحواذ أنجلو جولد وسينتامين على مستقبل الذهب في مصر؟
أعلنت شركة أنجلو جولد أشانتي عن موافقتها على الاستحواذ على شركة سينتامين في صفقة تقدر قيمتها بحوالي 1.9 مليار جنيه استرليني (2.5 مليار دولار)، وذلك في ظل ارتفاع أسعار الذهب الذي يدفع الشركات المنتجة إلى التوسع.
تتيح الصفقة لشركة أنجلو جولد السيطرة على منجم السكري في مصر، الذي يُعتبر أحد أكبر مناجم الذهب في العالم خارج ملكية كبرى الشركات العالمية، فهل سيكون له تأثير على أسعار الذهب في مصر أو على الاقتصاد المصري؟
يقول الخبراء إن الاقتصاد المصري من الممكن أن يستفيد من الصفقة في حال توسعت الشركة خاصة في ظل وجود خطط للبحث والاستكشاف في مناطق جديدة.
وأوضح الخبراء أن سوق الذهب في مصر والعالم يترقب اجتماعات الفيدرالي الأمريكي، مؤكدين أن الصفقة من شأنها منح سوق الذهب ثقة في الصعود.
صفقة سينتامين هي أحدث مؤشر على أن كبرى الشركات المنتجة للذهب تسعى إلى الاستحواذ على منافسين أصغر في ظل ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية.
الشهر الماضي، وافقت شركة جولد فيلدز على شراء شركة أوسيسكو ماينينج الكندية في صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار.
ستشكل إضافة منجم السكري إلى أصول أنجلو جولد، التي تمتد من أستراليا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، حوالي 450 ألف أونصة من الإنتاج السنوي، مما سيرفع إنتاجها الإجمالي إلى أكثر من 3 ملايين أونصة.
وقال أمير رزق خبير صناعة وتجارة الذهب والمجوهرات إن صفقة استحواذ أنجلو جولد أشانتي على شركة سنتامين المالكة لمنجم السكري في مصر لن يكون لها تأثير على أسعار الذهب في السوق المصرية، غير أنها قد تؤدي إلى زيادة الاحتياطيات النقدية لدى البنك المركزي المصري.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن حصيلة مصر من ذهب السكري تحول إلى البنك المركزي المصري وتضاف إلى احتياطي مصر من الذهب، موضحا أن السوق العالمية للذهب في اتجاه صاعد الفترة المقبلة والصفقة تعد دليلا على استمرار الاتجاه الصعودي، في ظل استحواذ الشركات العملاقة على الشركات الأصغر.
وتابع أن الصفقة تأثيرها على المدى الطويل في صالح الاقتصاد المصري.
- تفاصيل صفقة أنجلو جولد وسينتامين.. ماذا تعني لمستقبل ذهب منجم السكري؟
- ما حقيقة عودة خطة تخفيف أحمال الكهرباء في مصر؟
وكانت شركة سنتامين للتعدين أعلنت أن منجم السكري في مصر يتجه لإنتاج نحو 500 ألف أوقية من الذهب سنويا في الأمد الطويل مع انتهاء برنامج لإعادة الاستثمار العام الجاري.
أكد الخبير الاقتصادي، بلال شعيب، أن الاستحواذ سيدفع شركة أنجلو جولد أشانتي إلى ضخ استثمارات جديدة في منجم السكري خلال الفترة القادمة، والذي سينعكس بالتبعية على حجم إنتاجه من الذهب.
وأوضح بلال شعيب أن زيادة إنتاج الذهب من منجم السكري، سيؤدي إلى زيادة أرصدة المعدن النفيس لدى البنك المركزي، لا سيما أن الذهب هو أحد مكونات الاحتياطيات الدولية بالبنك المركزي، وهذا يعني أنه كلما ازداد الاحتياطي سواء من خلال توريد المناجم التابعة للهيئة العامة للثروة المعدنية، أو التعاقدات الخارجية، فإن ذلك يعني زيادة الاحتياطي النقدي في مصر.
وفي الخميس الماضي، كشف البنك المركزي المصري عن وصول أرصدة الذهب في احتياطي النقد الأجنبي إلى 10.262 مليار دولار بنهاية أغسطس/آب 2024، مقارنة بنحو 9.833 دولار بنهاية يوليو/تموز الماضي بمقدار زيادة 379 مليون دولار، فيما سجل بنهاية يونيو 9.485 مليار دولار.
وأشار إلى أن رصيد حقوق السحب الخاصة سجل 20 مليون دولار مقابل 302 مليون دولار بنهاية يوليو/تموز، وارتفعت أرصدة العملات الأجنبية إلى 36.317 مليار دولار، مقابل 36.306 مليار دولار بنهاية يوليو/تموز.