مقابلات العمل.. هل يضيع الإفراط بالحديث فرصتك؟

في ظل اشتداد المنافسة على الوظائف، يلجأ كثير من المرشحين لحيلة يظنون أنها حاسمة في تحديد مصيرهم.
خلال المقابلات الشخصية، يحاولون إقحام كل مهارة وإنجاز وخبرة يمتلكونها على أمل كسب أفضلية على غيرهم. ورغم أن ذلك قد يبدو منطقياً للوهلة الأولى، إلا أن هذه الاستراتيجية غالباً ما تأتي بنتائج عكسية.
ونقل تقرير نشره موقع "فاست كومباني" عن مارك سينيوديلا، المدير التنفيذي لمنصة "Ladders" للتوظيف، تسميته هذه الظاهرة بـ"تضخم الإجابات". ويوضح أن الأمر لا يتعلق بالخبرة بقدر ما يتعلق بكيفية التعبير عنها. فبدلاً من إعطاء إجابات دقيقة ومباشرة، يقع بعض المتقدمين في فخ سرد مطول لسيرهم الذاتية، مصحوباً بقصص طويلة ومتشعبة تطمس القيمة الحقيقية التي يمكن أن يضيفوها.
وضرب سينيوديلا مثالا بسؤال "حدثني عن نفسك"؛ وهو السؤال الذي تُفتتح به معظم المقابلات. قد يبدو بسيطاً، لكنه في الواقع اختبار دقيق لقدرتك على تقديم نفسك باحتراف. ويوضح سينيوديلا أن هذا السؤال ليس مجرد وسيلة لكسر الجليد، بل هو فرصة لقياس قدرتك على التفكير تحت الضغط، وتنظيم أفكارك، وتقديم محتوى هادف دون تشتيت.
ويضيف: "كثير من المرشحين يظنون أن المطلوب هو الحديث العام أو سرد قصة حياتهم. لكن الحقيقة أن الإجابات المطولة والمليئة بالتفاصيل غير المرتبطة بالوظيفة غالباً ما تفقد اهتمام مدير التوظيف في منتصف الطريق". فبدلاً من أن توحي بالاحترافية، قد تعكس هذه الإجابات عجزاً عن تحديد الأولويات أو فهم متطلبات الوظيفة.
الخطأ الشائع
والخطأ الشائع الآخر هو الاعتقاد بأن كثرة المعلومات تعني زيادة الفرص. لكن العكس هو الصحيح. وقال سينيوديلا إن المحترفين أصحاب الخبرة يميلون إلى الاعتقاد بأن تاريخهم المهني الطويل يستدعي تفسيرات طويلة، فيسردون إنجازاتهم السابقة بشكل متواصل كما لو أنهم يقرأون سيرهم الذاتية بصوت عالٍ.
أما الحل، كما يقترح، فهو يكمن في الاختصار والتركيز على الإنجازات القابلة للقياس. وشدد على أن كل إجابة ينبغي أن تصب في هدف واحد: إقناع المدير بأنك الشخص القادر على حل المشكلة التي يواجهها حالياً. ويُنصح بالتركيز على مثالين أو ثلاثة من الإنجازات القوية التي يمكن دعمها بأرقام واضحة.
ولنفترض أنك تتقدم لوظيفة مدير مشاريع. بدلاً من الحديث المطول عن عدد سنوات الخبرة، يمكنك أن تقول ببساطة: "في وظيفتي السابقة، ورثت مشروعاً متأخراً عن الجدول الزمني بثلاثة أشهر، ونجحت في إعادته إلى المسار خلال ستة أسابيع بفضل تحسين قنوات الاتصال وإجراء اجتماعات منتظمة مع الفريق". إجابة كهذه توضح الإنجاز دون مبالغة أو تفاصيل غير ضرورية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز