المواجهة الراهنة بين إيران والولايات المتحدة بدأت بوضع استراتيجية جديدة من قبل الرئيس الأمريكي تجاه إيران سوف تتفاقم
بينما حاول الرئيس الإيراني حسن روحاني التقليل من النتائج السلبية للنظام الإيراني التي ستتبع تصريحات ترامب وإعلان الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه طهران، واصل المتشددون هجومهم على الاتفاقية النووية والرئيس الإيراني الذي وقع عليها ووضعَ النظام الإيراني برمته بين مطرقة ترامب وسندان الديمقراطيين، حسب رأي المعارضين للاتفاقية النووية في داخل النظام الإيراني.
وقد ظهر روحاني على شاشة التلفزيون الإيراني لحظات من بعد ختام خطاب الرئيس الأمريكي والذي بيّن من خلاله موقفه من الاتفاقية النووية وترسيم استراتيجيته الجديدة، حيث علّق روحاني مؤكدا "لا شيء جديد فيها".
وقال روحاني مسخرا أقوال الرئيس الأمريكي السابقة خلال حملته الانتخابية وتصريحاته الأخيرة قبل إعلان استراتيجيته الجديدة حول الاتفاقية النووية: "نحن لسنا متفاجئين والاتفاقية النووية أقوى مما كان يزعم ترامب في حملاته الانتخابية".
وأضاف الرئيس الإيراني في كلمة متلفزة يبدو أنها كانت مهيّأة مسبقا "نحن سنحترم الاتفاقية طالما تصب في مصلحتنا وفي غير ذلك، ردّنا سيكون حاسما دون أي تردد".
وفسّر الرئيس الإيراني موقف الإدارة الأمريكية الجديد تجاه طهران في ظل التوازنات الدولية بأنه "موقف معزول عن العالم وأمريكا بهذه التصريحات أصبحت وحيدة في مواجهة إيران".
المواجهة الراهنة بين إيران والولايات المتحدة بدأت بوضع استراتيجية جديدة من قبل الرئيس الأمريكي تجاه إيران سوف تتفاقم من خلال مناقشات الكونجرس في الأسابيع القادمة والردود الإيرانية عليها ومن المنتظر أنها ستحرج الشارع الإيراني وستضعه في خيبة أمل جديدة سيفقد من خلالها الثقة بتحسن الأوضاع
وعلى الرغم من أن هذه التصريحات من قبل روحاني تأتي لإرضاء خصومه ومنتقديه في الداخل الإيراني، ولكن مثلما كان متوقعا، واصل المتشددون هجومهم ضد الاتفاقية النووية، وهذه المرة بنبرة مرتفعة ضد "تخاذل الرئيس الإيراني" تجاه الولايات المتحدة، حيث وصفت جريدة كيهان المقربة من المرشد علي خامنئي الاتفاقية النووية بـ"عقد من جانب واحد" ووصفت المسؤولين الإيرانيين الموقعين على الاتفاقية بـ "الخونة" الذين يجب مطاردتهم.
وبينما حاولت الصحافة الموالية لروحاني إعلان انتصارها بعدم قدرة ترامب على إلغاء الاتفاقية النووية والفصل بين إعلان الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ونتائجها التي ستأتي متعاقبة بعد مناقشات الكونجرس الأمريكي، ركز المتشددون على النتائج التي ستحصل بعد مناقشات الكونجرس وتداعياتها الكارثية على إيران، حيث ستضيف بنود جديدة تقوض نشاط إيران النووي أكثر مما كان عليه في السابق، من حيث تقييد نشاطات إيران الصاروخية وفرض رقابة صارمة على مراكزها النووية دون تحديد جدول زمني لانتهائها.
وقد أثرت تصريحات ترامب السابقة عشية إعلانه بعدم المصادقة على التزام إيران بتفعيل روح الاتفاقية النووية على الوضع الاقتصادي وسعر الدولار مقابل الريال الإيراني بشكل كارثي، حيث سجل الدولار أرقاما قياسية جديدة قفزت من على حاجز الأربعين ألف ريال إيراني مقابل الدولار الواحد، وهذه التداعيات بدورها تفزع المواطن الإيراني البسيط الذي عانى كثيرا من العقوبات النووية السابقة لعشرات السنين وقد كان يأمل أن الاتفاقية النووية ستفتح أبوابا جديدة عليه وستحسن من وضعه الاقتصادي.
لكن المواجهة الراهنة بين إيران والولايات المتحدة التي بدأت بوضع استراتيجية جديدة من قبل الرئيس الأمريكي تجاه إيران سوف تتفاقم من خلال مناقشات الكونجرس في الأسابيع القادمة والردود الإيرانية عليها، ومن المنتظر أنها ستحرج الشارع الإيراني وستضعه في خيبة أمل، سيفقد من خلالها الثقة بتحسن الأوضاع وسيبحث عن مخرج جديد، ربما يصل إلى تغيير النظام السياسي الحاكم في البلاد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة