الرئيس ترامب عدل في صيغة الاتفاق النووي وأغلق الثغرات الكبيرة التي تركها سلفه أوباما لفائدة النظام الإيراني
قبل أيام كنت في نقاش إعلامي على تلفزيون البحرين، وقلت من خلال قراءتي للإعلام الأمريكي، في تعليق على الأنباء المتعلقة باحتمال رفض الرئيس الأمريكي المصادقة على التزام النظام الإيراني بالاتفاق النووي، إن المشهد الذي ينتظرنا على الأغلب قد يتلخص فيما يأتي:
أولا: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير دفاعه جيمس ماتيس يريدان إدراج ملف الصواريخ الباليستية في الاتفاق النووي مع طهران، لكون الاتفاق الأولي أو اتفاق الإطار لم يشمل هذا الملف، الذي يشكل تهديدا واضحا لدول المنطقة، ولأن النظام الإيراني صعد من تجاربه على استخدام هذه الصواريخ بعد إبرامه اتفاق الإطار مع دول (5+1). ولذلك فإن التعديل المطلوب سوف يضع برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ضمن الاتفاق النووي.
دونالد ترامب ووزير دفاعه جيمس ماتيس يريدان إدراج ملف الصواريخ الباليستية في الاتفاق النووي مع طهران، لكون الاتفاق الأولي أو اتفاق الإطار لم يشمل هذا الملف الذي يشكل تهديدًا واضحًا لدول المنطقة، ولأن النظام الإيراني صعّد من تجاربه على استخدام هذه الصواريخ بعد إبرامه اتفاق الإطار مع دول (5+1)
ثانيا: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد أيضا التعامل مع ملف دعم النظام الإيراني للإرهاب وتمويله، خصوصا أن النظام الإيراني استفاد من خلال تسييل أمواله المجمدة، وحصل على 150 مليون دولار من إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما، وقام بتوظيفها في دعم مليشياته وأذرعه الإرهابية، دون أن يكون للاتفاق النووي أي سيطرة أو اشتراطات تتعلق بمنع توظيف هذه الأموال في دعم مليشيات وأذرع عسكرية وإرهابية، ولذلك فإنه من المتوقع -حسب ما قلنا- أن يشمل الاتفاق النووي المطلوب تعديله هذه المسألة.
ثالثا: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف يترك للكونجرس الأمريكي مسألة إعادة فرض عقوبات على النظام الإيراني، إلا أنه سوف لن يصادق على التزام النظام الإيراني بالاتفاق النووي.
وبالنظر إلى ما تم إعلانه رسميا من قبل وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون، مساء أمس، نجد أن النقاط التي ذكرناها أعلاه قد حدثت بالفعل، لكن أضيفت إليها مسألتان؛ الأولى نية الرئيس ترامب تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية (النظام الإيراني سارع إلى اعتبار ذلك إعلان حرب)، والثانية منح وزارة الخزانة الأمريكية صلاحيات واسعة لفرض عقوبات اقتصادية على الحرس الثوري الإيراني.
بذلك.. يكون الرئيس ترامب قد عدل من صيغة الاتفاق النووي، وأغلق الثغرات الكبيرة التي تركها سلفه أوباما لفائدة النظام الإيراني.
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة