"العلم ثروة، ونحن نبني المستقبل على أساس علمي".. مقولة خالدة أطلقها الأب المؤسس ترسخت بناء عليها نهضة الدولة العلمية في مجالات كثيرة
وشكل الاتحاد انطلاقة النهضة الحقيقية وبدء مسيرة الإنجازات لدولة الإمارات في مختلف المجالات نتيجة لجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات.
يأتي الاحتفال بعيد الاتحاد الخمسين فيما تمضي الإمارات قدما لتنفيذ "مبادئ الخمسين" الذي اعتمدها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي للبلاد، على مدار الخمسين عاما المقبلة، لتكمل بلادهم مسيرة الإنجازات التي بدأت قبل 50 عاما وصولا لتحقيق هدفها في "مئوية الإمارات 2071" بأن تكون أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
وحققت دولة الإمارات في عام الخمسين إنجازات علمية غير مسبوقة، عززت بها مكانتها كمركز عالمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء.
ومن أحدث تلك الإنجازات إعلان الإمارات في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في رحلتها الفضائية، ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028.
هبوط تاريخي سيكون الأول عربيا على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون الإمارات أول دولة عربية ورابع دولة عالمياً ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.
وبعد نحو شهر من هذا الإعلان، انطلقت يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في العاصمة الروسية موسكو، أول مهمة إماراتية لمحاكاة الحياة في الفضاء ضمن برنامج "سيريوس 21" بمشاركة رواد محاكاة من أمريكا وروسيا.
ويمثل دولة الإمارات في هذه المهمة رائد الفضاء صالح العامري، حيث سيقضي المشاركون نحو ثمانية أشهر معزولين كليا عن العالم الخارجي في المجمع التجريبي الأرضي في معهد الأبحاث الطبية والحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو, يقومون فيها بأكثر من 70 تجربة علمية.
ومشروع دولة الإمارات لمحاكاة الفضاء "المهمة رقم 1" يتلخص بدراسة آثار العُزلة على الإنسان من الناحية النفسية والفيزيولوجية وعلى ديناميكيات الفريق بهدف المساعدة في التحضير لمهام استكشاف الفضاء طويلة المدى.
وستؤدي مشاركة دولة الإمارات في مهمة سيريوس دوراً محورياً في تطوير الإمكانات الإماراتية وستُسهم في تعزيز برنامج المريخ 2117، الذي يهدف إلى إنشاء مستوطنات بشرية على المريخ بحلول عام 2117.
يأتي هذا الإنجاز في وقت يواصل فيه "مسبار الأمل" الإماراتي، أول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى مدار كوكب المريخ، مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وبالفعل قام المسبار في 30 يونيو/ حزيران الماضي ببث الصور الأولى من نوعها التي ترصد بشكل كامل وغير مسبوق ظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ في أثناء الليل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية البعيدة.
كما نشر نشر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، أكتوبر/تشرين الأول الماضي، صوراً فريدة للمريخ ترصد ملاحظات غير مسبوقة حول سلوك غازات الغلاف الجوي للكوكب الأحمر والتفاعلات التي تحدث بينها.
وتُظهر الملاحظات التي تم التقاطها بواسطة المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية لمسبار الأمل اختلافات كبيرة في وفرة كل من الأكسجين الذري وأول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي العلوي للمريخ في الجانب النهاري من الكوكب.