معركة كورسك.. 3 اختلافات جعلتها «الأهم» في مسار حرب أوكرانيا
لم تكن روسيا تتوقع أن تقلب أوكرانيا طاولة التوغلات وتباغتها من خاصرتها في كورسك.
وفي السادس من الشهر الجاري، شنّت القوات الأوكرانية اجتياحا مباغتا غير مسبوق على مقاطعة كورسك الروسية الحدودية، وسيطرت حتى اليوم على عشرات القرى والبلدات، في هجوم وُصف بأنه الأكبر من قبل جيش أجنبي ضد الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.
ويرى مراقبون أن الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية، مثل الهجوم الجاري حاليا في مقاطعة كورسك، تقدم فرصة لإنهاء الحرب بشكل أسرع كجزء من استراتيجية أوسع لتسلسل التحديات الجيوسياسية التي تواجه الولايات المتحدة.
وتقول مجلة "فورين بوليسي" إنه من خلال منح الأوكرانيين الأدوات التي يحتاجون إليها لتعزيز مكاسبهم الأخيرة وربما البناء عليها، فإن واشنطن لديها فرصة لمساعدة كييف في إجبار موسكو على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وكسب الوقت للغرب لإعادة التسلح، والسماح للولايات المتحدة بتحويل الانتباه إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
لكن ما الذي يميز هجوم كورسك عن التوغلات الأوكرانية الأخرى منذ اندلاع الحرب في 2022، حتى يكتسب هذه الأهمية؟
التحليل الذي طالعته "العين الإخبارية" في مجلة "فورين بوليسي"، استعرض مجموعة من الاختلافات وهي:
أولا:
الهجوم يجري على نطاق أكبر بكثير، حيث يشمل عناصر من خمسة ألوية على الأقل، بما في ذلك بعض أفضل الوحدات الأوكرانية المدربة في الغرب، فضلا عن الدبابات والمدفعية والطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة.
ثانيا:
ذهب التوغل إلى عمق أكبر بكثير من التوغلات السابقة.
فعلى الرغم من عدم تأكيد التفاصيل، يبدو أن الأوكرانيين يسيطرون على أكثر من 70 قرية على الجانب الروسي من الحدود، وخطوط السكك الحديدية، ومركز رئيسي لنقل الغاز، وما يزيد على 1000 كيلومتر مربع (386 ميلاً مربعاً).
ثالثا:
بدلاً من المغادرة بعد غارة ناجحة، يبدو أن الأوكرانيين يجلبون قوات ومعدات إضافية، ويتحصنون أيضا.
ورغم هذا التقدم، تشير "فورين بوليسي" إلى أنه لا يزال هناك الكثير من الأمور قد تسوء.
أولا: قد يؤدي الهجوم إلى سحب القوات الأوكرانية بعيدا عن الجبهات الأخرى حيث تهاجم القوات الروسية.
ولكن على الرغم من تباطؤ موسكو في إرسال قوات جديدة إلى كورسك، فإن الروس ما زالوا يملكون احتياطيات أكبر يمكنهم الاستعانة بها.
وفي آخر مستجدات القتال، أعلنت كييف الأح، أنها دمرت جسرا استراتيجيا ثانيا في منطقة كورسك .
فيما يؤكد الجيش الروسي مواصلة تقدمه في الشرق الأوكراني باتجاه مدينة بوكروفسك.
وفي الأيام الأخيرة، أعلن الجيش الأوكراني تعزيز مواقعه في المنطقة الروسية محققا تقدما تدريجيا.
من جهتها جددت موسكو الأحد التأكيد على "صد" هجمات أوكرانية بفضل تعزيزات أرسلت للمنطقة وتكبيد العدو خسائر فادحة.