صناعة الوقود الأخضر من الفحم.. سيناريو عجيب ينسف هموم تغير المناخ
يحظى الوقود الأخضر باهتمام واسع كبديل للأحفوري؛ إذ يطلق جسيمات أقل تلويثًا، ما يُخفف من الاحتباس الحراري، وفي هذا الإطار يتصاعد سيناريو عجيب مقترحا أن بالإمكان توليد هذا النوع من الوقود النظيف عبر الفحم الذي طالما كان مصدرا للطاقة الأحفورية الأكثر تلويثا.
والحديث هنا حول الهيدروجين الأخضر الذي يعتبر وسيلة جذابة لتحقيق أهداف انتقال الطاقة، حيث هناك مقترح قد يتعجب منه البعض وهو استخدام الفحم للحصول على الهيدروجين.
كيف ذلك؟
حسنًا، ببساطة، يتكون الفحم من بعض العناصر، أبرزها الكربون، لكن هناك أيضًا الهيدروجين كأحد مكونات الفحم.
وللحصول على الهيدروجين، يمكن ذلك من خلال التغويز، وهي عملية تتحول فيها المركبات التي تحتوي في تركيبها على الكربون مثل الفحم إلى أول أكسيد الكربون والهيدروجين.
تبدأ عملية إنتاج الهيدروجين من الفحم بإضافة الأكسجين إلى الفحم، فيتولد ثاني أكسيد الكربون. بعد ذلك، يتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع بقية الكربون الموجود في الفحم؛ لتكوين أول أكسيد الكربون. ثم يتفاعل أول أكسيد الكربون الموجود في تيار الغاز مع البخار؛ فيتولد الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون.
عادةً ما يُفضل الفحم البني لتصنيع الهيدروجين عن الفحم الأسود، بسبب احتواء الأول على قدر عالٍ من الأكسجين، ما يجعله أقل استقرارًا من الناحية الكيميائية؛ فيسهل فصله في أثناء تفاعل التغويز. إضافة إلى احتوائه على كمية أكبر من الهيدروجين.
تحديات
وعلى ذكر الفحم، فقد جاء في النص الختامي لمؤتمر الأطراف في دورته الثامنة والعشرين (COP28) في إكسبو دبي عام 2023، "الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري"، وخرجت معاهدة مضاعفة الطاقة المتجددة 3 مرات أيضًا في نفس المؤتمر؛ لتعزيز عملية انتقال الطاقة، ولأن الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة الواعدة، يسعى العلماء لإيجاد الطرائق الملائمة للحصول عليه.
لكن، انتقال الطاقة لن يأتِ بين عشية وضحاها، وإنما يحتاج إلى وقت، وخلال ذلك الوقت، قد تلجأ بعض الفئات لاستخراج الهيدروجين من الفحم، باعتباره أحد مصادره. خاصة وأنّ عملية بناء القدرات والتكنولوجيا اللازمة لتصنيع الهيدروجين بطرائق أكثر نظافة وأقل ضررًا، لن تنتقل إلى جميع دول الأطراف بسهولة؛ خاصة الدول الفقيرة منخفضة الدخل.
لذلك، التحدي الأكبر يكمن في السيطرة على الانبعاثات المحتملة من تلك العملية. وعلى الرغم من أنّ الفحم ليس أفضل مصدر للهيدروجين؛ إلا أنّه إذا تمت عملية إنتاج الهيدروجين من الفحم في مكان كبير متخصص، ستقل نسبة التلوث. إضافة إلى أنّ الهيدروجين يُطلق المياه كمُنتج ثانوي، ما يجعله وقودًا نظيفًا، وخاليًا من الانبعاثات عند الاستخدام.
aXA6IDE4LjE5MS44Ny4xNTcg جزيرة ام اند امز