لا يفضل الكثيرون التطرق إلى أزمة المناخ.. لماذا؟
أضيفت أزمة المناخ خلال السنوات الأخيرة إلى قائمة الموضوعات التي لا يفضل الكثيرون التطرق إليها.. ما السبب؟
ويرى البعض أن التغير المناخي لا يؤثر بشكل واضح على حياتهم مما يفسر سبب عدم مواجهة أزمة المناخ.
وبدلا من محاولة العمل واتخاذ إجراء ما، يستمر كثير من الناس في تجاهل حقيقة أن أزمة المناخ قد أصبحت على الأبواب، وتفسر هذا التصرف عالمة النفس الألمانية لي دوم، بقولها إنه يمثل رد فعل سلوكي بشري نمطي.
وتضيف دوم التي تعمل معالجة نفسية لدى جمعية التحالف الألماني للتغير المناخي والصحة إن المرء يلجأ لاستبعاد بعض القضايا أو الموضوعات، من أجل تجنب التعرض لضغوط على الدوام، وللتركيز على الأمور المتعلقة بالحياة اليومية.
وأشار استطلاع للرأي أجراه مشروع دراسة العمل الصحي على كوكب الأرض، بمشاركة قرابة ألف شخص في أيلول/سبتمبر الماضي، إلى أن نحو الثلث منهم نادرا ما يقرأون عن أزمة المناخ، أو لا يقرأون عنها مطلقا.
- القمة العالمية للحكومات.. «صندوق النقد»: اقتصاد الإمارات تصدى بجدارة للتحديات الدولية
- القمة العالمية للحكومات.. مدير «وكالة الطاقة الذرية»: COP28 شكل نقلة نوعية بالقطاع
بينما أشار استطلاع آخر للرأي، نشرته العام الماضي وزارة البيئة الألمانية، وأجرته بالتعاون مع وكالة البيئة الفيدرالية الألمانية، إلى أن معظم السكان يبدون اهتماما بأزمة المناخ.
وصنف ما نسبته 57% من المشاركين في الاستطلاع، قضية حماية البيئة والمناخ، على أنها "مهمة للغاية"، وقال ما نسبته 85% منهم إنهم مروا بالفعل بتجارب، توضح الآثار القوية أو الشديدة للتغير المناخي، بما في ذلك انخفاض منسوب المياه في الأنهار وموجات الجفاف.
ومن ناحية أخرى تقول دوم إن معظم الناس يتحيرون إزاء ما يمكنهم فعله بشكل شخصي لوقف الاحتباس الحراري، وهي بذلك تقدم أحد أسباب استمرار كثير من الناس في تجاهل التغير المناخي على الرغم من إدراكهم البالغ لعواقبه.
وتضيف أنه من المرجح أن الناس سوف يبدون اهتماما بدرجة أكبر تجاه أزمة المناخ في حالة شعورهم بأن في إمكانهم أن يفعلوا شيئا إيجابيا إزائها.
ويعرب الباحث في مجال الاستهلاك ميشائيل بيلهارس، الذي طور حاسبة لقياس البصمة الكربونية، لصالح وكالة البيئة الألمانية، عن اعتقاده بأن تغيير سلوكياتنا الفردية، سيكون له أهمية واضحة في حماية المناخ.
وتضع الحاسبة التي طورها بيلهارس في اعتبارها، الدخل الشهري للشخص، حيث ثبت أن أصحاب الدخول المرتفعة، يكونون مسؤولين في الغالب عن انبعاثات أكثر بسبب ارتفاع مستويات الاستهلاك، وفقا لما يقوله.
ويشير إلى أن بعض الأشخاص دائما ما يقولون إن ارتفاع تكاليف المعيشة باستمرار لا يساعدهم على دفع ثمن المنتجات العضوية.
ويرد الباحث قائلا إن "مستوى متواضع من الاستهلاك، من شأنه أن يحمي البيئة بدرجة كبيرة للغاية"، ويضيف أن بالتالي اختيار السكنى في شقة أصغر حجما أو سيارة أصغر أو السفر بالقطار، كلها إجراءات تفيد المناخ وفي نفس الوقت توفر أموالك".
aXA6IDE4LjE4OC4xODMuMjEg
جزيرة ام اند امز