ليس صاروخا.. «مفاجأة» في تفاصيل اغتيال هنية
غداة إعلان الحرس الثوري الإيراني، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وحارسه الشخصي في عملية نسبت لإسرائيل، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، تفاصيل جديدة عن العملية.
فبحسب تقرير للصحيفة الأمريكية، فإن عملية الاغتيال جرى تنفيذها بواسطة عبوة ناسفة جرى تهريبها سرا وتخبئتها قبل شهرين تقريبا في دار الضيافة التي كان معروفا أن هنية يقيم بها في أثناء زيارته للعاصمة طهران.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن 5 مسؤولين من الشرق الأوسط قولهم، إن القنبلة تم تفجيرها عن بعد بمجرد التأكد من وجوده داخل غرفته، مشيرين إلى أن الانفجار أدى -أيضا- إلى مقتل حارسه.
ويدير الحرس الثوري الإيراني بيت الضيافة ويتولى تأمينه وهو جزء من مجمع كبير، يُعرف باسم «نشأت»، في حي راقٍ، شمال طهران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين مطلعين على الحادث وهما عضوان في الحرس الثوري قولهما، إن الانفجار هز المبنى، وحطم بعض النوافذ وتسبب في انهيار جزئي لجدار خارجي، مشيرين إلى أنهما «لا يعرفان كيف أو متى زرعت المتفجرات في الغرفة».
ويهدد الاغتيال بموجة جديدة من العنف في الشرق الأوسط، فضلا عن تقويض مفاوضات وقف إطلاق النار التي كان هنية جزءا منها.
وفي حين لم تعترف إسرائيل علنًا بمسؤوليتها عن الاغتيال، أطلع مسؤولو الاستخبارات الإسرائيليين الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى على تفاصيل العملية عقب وقوعها.
وفي عقب الاغتيال، ركزت التكهنات على الفور على احتمال أن تكون إسرائيل قد نفذت العملية بضربة صاروخية عن طريق مسيرة وهي نفس الطريقة التي أطلقت بها إسرائيل صاروخًا على قاعدة عسكرية بمدينة أصفهان الإيرانية في أبريل/نيسان الماضي.
وأثار هذا الاحتمال تساؤلات حول كيفية تمكن إسرائيل مجددا من التهرب من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، لتنفيذ ضربة جوية جديدة في طهران.
ثغرة جديدة
لكن اتضح، أن إسرائيل استغلت نوعا مختلفا من الثغرات في دفاعات إيران، من خلال اختراق أمن مجمع يفترض أنه محمي بإحكام.
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين إن هذا الاختراق يمثل «فشلاً كارثياً للاستخبارات والأمن بالنسبة لطهران، وإحراجاً للحرس الثوري، الذي يستخدم المجمع للاجتماعات السرية وإيواء الضيوف البارزين مثل هنية».
وحتى الآن، من غير الواضح كيف جرى إخفاء القنبلة في بيت الضيافة، في حين قال المسؤولون في الشرق الأوسط إن التخطيط للاغتيال استغرق شهوراً وتطلب مراقبة مكثفة للمجمع.
وقررت إسرائيل تنفيذ عملية الاغتيال خارج قطر التي يعيش فيها هنية وعدد من كبار قيادات حماس السياسيين، كون الدوحة تلعب دورا في الوساطة بين الحركة وإسرائيل.
دلائل ترجح الفرضية
وتظهر صور المبنى أن الانفجار أدى إلى تحطيم النوافذ وانهيار جزء من جدار المجمع لكن هذا الضرر لم يتجاوز المبنى نفسه الأمر الذي لم يكن ليحدث لو أن الهجوم جرى تنفيذه بصاروخ.
وقال المسؤولون إن الانفجار وقع في حوالي الساعة الثانية صباحًا بالتوقيت المحلي لطهران، مما دفع موظفي المبنى المذعورين للركض بحثا عن مصدر الضوضاء الهائلة، وصولا إلى الغرفة التي كان يقيم فيها هنية وحارسه.
وعلى الفور هرع فريق طبي مقيم في المجمع إلى الغرفة، لكنه أعلن على الفور وفاة هنية، فيما حاول الفريق إنعاش الحارس الشخصي لكنه كان قد توفي.
ولا تظهر صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 25 يوليو/تموز الماضي أي ضرر مرئي أو قماش أخضر على المبنى، مما يشير إلى أن الصورة التي يظهر فيها أضرار على المبنى جرى التقاطها مؤخرًا.
هل كان هنية القيادي الوحيد في المجمع؟
وقال اثنان من المسؤولين الإيرانيين، إن زعيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني زياد النخالة كان يقيم في الغرفة المجاورة، لكنها لم تتضرر بشدة، مما يدل على دقة التخطيط لاستهداف هنية.
ووفقًا للمسؤولين، فإن خليل الحية، نائب قائد حماس في قطاع غزة والذي كان أيضًا في طهران، وصل إلى مكان الحادث وشاهد جثة هنية.
وقال المسؤولون الإيرانيون إن الجنرال إسماعيل قاآني، القائد العام لفيلق القدس كان من بين الشخصيات التي جرى إبلاغها بالحادث، وأضافوا أن قاآني أبلغ بدوره المرشد الأعلى علي خامنئي.
وبعد أربع ساعات من الانفجار، أصدر الحرس الثوري بيانًا يعلن اغتيال هنية. وبحلول الساعة السابعة صباحاً، استدعى خامنئي أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لعقد اجتماع طارئ، أصدر خلاله أمراً بضرب إسرائيل.
وفي إيران، كانت طريقة الاغتيال موضوعًا للشائعات ونقلت وكالة تسنيم للأنباء، التابعة للحرس الثوري عن شهود عيان قالوا إن جسمًا يشبه الصاروخ ضرب نافذة غرفة هنية وانفجر.
لكن المسؤولين الإيرانيين، أكدوا أن الانفجار وقع داخل غرفة هنية، وقالوا إن التحقيق الأولي أظهر أن المتفجرات كانت موضوعة في الغرفة منذ وقت كما وصفوا دقة الهجوم وتعقيده بأنه مماثل لتكتيك الذكاء الاصطناعي الذي يتم التحكم فيه عن بعد والذي سبق وأن استخدمته إسرائيل لاغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في عام 2020 عبر سلاح روبوتي.
ومثل هذا النوع من عمليات الاغتيال خارج إسرائيل يقوم بتنفيذه الموساد الذي تعهد رئيسه ديفيد برنيا مطلع العام الجاري بمطاردة قادة حماس الذين يقفون وراء هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مشيرا إلى أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت مثلما حدث بعد هجوم ميونيخ الذي استهدف رياضيين إسرائيليين في أولمبياد 1972.
"عبوة ناسفة زُرعت قبل شهرين".. مسؤولون إيرانيون يكشفون مفاجآت جديدة بشأن اغتيال #إسماعيل_هنية في دار الضيافة بـ #طهران#عينك_على_العالم#إيران #إسرائيل#حماس pic.twitter.com/II4Kp7UwRA
— العين الإخبارية (@AlAinNews) August 1, 2024