كيف يرى المستثمرون القرار الأمريكي البريطاني لحظر الأجهزة الإلكترونية؟
أكدوا أن أغلبهم في حاجة لإنجاز أعمالهم خلال الرحلات الجوية الطويلة، ما يدفع بعضهم للتوجه لخطوط الطيران الأمريكية والبريطانية
أكد مستثمرون ومديرو استثمار أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بحظر حمْل المسافرين لأغلب الأجهزة الإلكترونية على متن الرحلات الجوية المتجهة من عدد من دول الشرق الأوسط إلى الدولتين، سوف تؤثر سلبًا على أصحاب الأعمال الذين يتابعون أعمالهم خلال رحلات السفر، وقد تتجه فئة منهم لاستخدام خطوط جوية لا يسري عليها الحظر.
وقد أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء الماضي قيودًا على 10 مطارات وخطوط جوية بـ8 دول بالشرق الأوسط، وطبقت القيود على أي جهاز أكبر من الهاتف المحمول وفقا لمسؤولين أمريكيين مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة (اللابتوب) والكمبيوتر اللوحي (التابلت) وأجهزة تشغيل أقراص الفيديو الرقمية (دي.في.دي) وكاميرات التصوير، ثم أعقبت بريطانيا بقرار مماثل شمل 6 دول بالمنطقة.
من جانبه، قال أيمن أبو هند رئيس قطاع الاستثمار المباشر بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشركة كارتل كابيتال الأمريكية، التي تمتلك مكتبًا إقليميًا بمصر، إن حظر الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية وآلات التصوير وغيرها من الأجهزة جاء بهدف استثماري أكثر من إجراءات أمنية.
وأوضح أبوهند لبوابة "العين" الإخبارية أن شركات الطيران الأمريكية أبدت أكثر من مرة امتعاضها من تلقي شركات الطيران بالشرق الأوسط وتركيا دعمًا حكوميًا ما يرفع قدراتها التنافسية أمام نظيرتها الأمريكية، لذلك يرى محللون أن هذا القرار يستهدف تدعيم كفة شركات الطيران الأمريكية في جذب المسافرين من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن هناك فئة من رجال الأعمال مثل رؤساء الشركات أو المستشاريين الماليين والقانونيين ومديري الصفقات يحتاجون إلى متابعة أعمالهم خلال الرحلات الطويلة التي تمتد إلى 20 ساعة لأمريكا، وهي الفئة التي قد تتجه لاستخدام خطوط الطيران الأمريكية لإنجاز مصالحهم خلال رحلات السفر.
وقالت مجلة "فوربس" الأمريكية إن قرار ترامب بالحظر جاء بعد أيام من ضغوطات مارستها صناعة الطيران الأمريكية لتعديل اتفاقية السماء المفتوحة، والتي تسمح لخطوط الطيران الدولية بتوجيه رحلات طيران مباشرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في ظل تلقي شركات بالشرق الأوسط دعمًا حكوميًا يعزز مركزها التنافسي.
ونقلت عن الخبير في شؤون الطيران، برايان كيلي، أن رؤساء كبرى الشركات الأمريكية اجتمعوا مع الرئيس ترامب، وربما يكون قرار الحظر أحد نتائج هذا الاجتماع.
وتنص اتفاقية السماء المفتوحة، التي بدأ العمل بها منذ عام 1992، على أن سماء الولايات المتحدة مفتوحة أمام الدول الأخرى، لتحرير سوق الطيران وحماية التجارة الحرة. ومنذ ذلك الحين صار للولايات المتحدة 120 شريكًا أجنبيًا يسيّر رحلات إليها.
وتساءلت "فوربس" عن استهداف مطارات بالشرق الأوسط تطبق أحدث التنقيات الأمنية في العالم، إذ قال كيلي " إن دبي وأبوظبي لديهما أجهزة المسح المتقدمة في المطارات حول العالم، لذا من العجب أن هذه المطارات شملها القرار في الوقت الذي استثني مطار لاجوس في نيجيريا".
فيما أكد عمرو علوبة الأمين العام لجمعية رجال الأعمال المصريين، في تصريح مقتضب لبوابة "العين" الإخبارية، أن قرار حظر الأجهزة الإلكترونية الرئيسية سوف يشكل صعوبات لرجال الأعمال لبعض الوقت لحين وضوح الرؤية بشأن إلغاء هذا القرار أو البحث عن بدائل أخرى لمتابعة أعمالهم.
وأشار إلى أن هناك أسبابا استثمارية وقد تكون هناك دواعٍ أمنية لاتخاذ القرار، ولكن في النهاية فإنه لا يصب في صالح تدفق حركة الاستثمارات بين دول العالم.
من جانبه، قال محمد خليفة رئيس الاستثمار بمجموعة متخصصة في صناعة الملابس، تمتلك شركة ببريطانيا، إن قرار بريطانيا وأمريكا بحظر حمل المسافرين للأجهزة التكنولوجية الأساسية على متن الطائرات، يعد كارثيًا لرجال الأعمال الذين يسافرون باستمرار لهاتين الدولتين.
وأضاف طلعت المسئول عن المهام الاستثمارية والتوسعات للمجموعة بالخارج، أن رجال الأعمال لا يستغنون عن هذه الأجهزة التكنولوجية خلال رحلاتهم للخارج، خاصة خلال الرحلات الطويلة التي تتطلب إنجاز بعض الأعمال خلالها.
وأشار إلى أن بعض رجال الأعمال سيبحثون بالطبع عن بدائل أخرى حتى يتمكنوا من إنجاز الأعمال الملحّة.
وأكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الأهم الآن أمام رجال الأعمال هو متابعة أعمالهم، لذلك قد يغيرون وجهتهم من شركات الطيران المحظور بها حمل الأجهزة المعلن عنها، إلى شركات طيران أخرى مثل الأمريكية أو البريطانية أو غيرها خلال السفر إلى أمريكا ولندن.