باحثان يحذران الإعلام الأمريكي: لا تكونوا شركاء في الخداع القطري
الباحثان مارثا لي وسام ويستروب كشفا أدلة جديدة لشراء الدوحة مواقف صحف ومراكز أبحاث سعيا للتأثير في صناعة القرار بواشنطن
حذر باحثان بـ"منتدى الشرق الأوسط" في مقال مشترك لهما، وسائل الإعلام الأمريكية من أن تكون شريكة في الخداع القطري، وأشارا إلى تاريخ الدوحة الحافل في دعم الإرهاب.
وقال الباحثان إنه في 4 يونيو/حزيران، نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية "قسما خاصا" لمدح قطر ومؤسساتها و"نفوذها العالمي" عبر سلسلة مقالات مع تنويه غامض عن وجود راعٍ لتلك المقالات دون الكشف عن هويته.
مقالات المدح تلك عدت تحولًا مفاجئًا في مسار الصحيفة المحافظة التي قفزت من موقع انتقاد سياسات الدوحة ودعمها للإرهاب إلى كيل عبارات الثناء للإمارة الصغيرة.
لكن الباحثين بمنتدى الشرق الأوسط مارثا لي وسام ويستروب كشفا في مقالهما المشترك بصحيفة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية عن أسباب تلك القفزة الدرامية.
- بعد عام من كشف "فضيحة المطار".. أمريكية تقر بتلقي رشوة قطرية
- وثائق: قطر استغلت ثغرات بعقوبات مجلس الأمن لتمويل الإرهاب
وأوضح الباحثان خلال مقالهما أنه في حين أن الأموال القطرية موجودة في كل مكان كان نفوذها ملموسا لدى اليسار الأمريكي خلال السنوات الماضية، على سبيل المثال، تدير شبكة الجزيرة منصة اجتماعية تسمى "إيه جي بلس/AJ+" التي عقدت شراكة مع منصات إعلامية أمريكية يسارية مثل "ذا يانج توركس".
وطبقًا للباحثين، تلقت مراكز بحثية بارزة مثل "مؤسسة بروكينجز" عشرات الملايين من الدوحة، إذ تلقت 15 مليون دولار عام 2013، و2 مليون دولار على الأقل العام الماضي وحده، وربما أكثر بكثير، موضحين أن مثل هذا السخاء ساعد المؤسسة في الحصول على مركز آخر في الدوحة.
وقالت لي وويستروب إن مؤسسات مثل "بروكينجز"، إلى جانب جامعات أمريكية عدة ليست الدمى الوحيدة لدى الدوحة، فخلال السنوات القليلة الماضية، كانت هناك محاولات قطرية واضحة للفوز بأصدقاء والتأثير على أشخاص خارج الإطار اليساري المعتاد.
ومن بين الـ25 مقالًا المنشورين خلال يونيو/حزيران، في مدح قطر كان هناك خمسة مقالات للكاتب بـ"واشنطن تايمز" تيم كونستانتين الذي يتمتع أيضًا ببعض النفوذ من عمله مقدمًا ببرنامجه الإذاعي "ذا كابيتول هيل شو".
وأوضح الباحثان أنه على مدار الأعوام القليلة الماضية، استخدم كونستانتين كلا من مقالاته في الصحيفة وبرنامجه الإذاعي لمدح قطر، وتوفير منصة لمسؤولي النظام، والهجوم على السعودية.
وقالت مارثا لي وسام ويستروب إن من أبرز المقالات المؤيدة لقطر التي كتبها كونستانتين كانت في مايو/أيار 2018، وتضمنت حديثًا عن العجائب القطرية والانتصارات الخارقة لأعمالها التجارية، فضلًا عن تزييف الحقائق عن سبب المقاطعة التي تقودها السعودية ضد الدوحة.
وأشار الباحثان إلى ما أخفاه الكاتب؛ هو لقاؤه مع لولوة الخاطر المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية وعلاقته الجيدة معها تحديدًا، لافتين إلى أنه في إطار زيارتها للعاصمة واشنطن في مارس/آذار، زارت الخاطر مكاتب "واشنطن تايمز" للقاء المراسلين والمحررين الذين أتبعوا ذلك بتقرير مجاملة عن الزيارة.
كما أوضحا أنهما عندما سألا "واشنطن تايمز" عن "القسم الخاص" المنشور بشأن قطر في 4 يونيو/حزيران، قيل لهم إن الصحيفة لا يمكنها تأكيد من هو الراعي، ثم عندما سألا كونستانتين عما إذا كان قد تلقى أموالًا من النظام القطري لكتابة مقالاته، قال لهما إنه "ليس مرتاحًا لخوض هذه المحادثة".
ورأى الباحثان أن قطر تقول إن مقاطعتها من دول في المنطقة بسبب معارضتهم لمعتقداتها التقدمية المعتدلة، في حين أن العكس تمامًا هو الصحيح؛ إذ إن لدى قطر تاريخا طويلا من تمكين الإرهاب وتمويل التطرف، وعلى وسائل الإعلام الأمريكية ألا تكون مستعدة لتكون شريكة في هذا الخداع.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA== جزيرة ام اند امز