كيف تؤثر الروبوتات على العنصر البشري في الصناعة؟.. إجابة خارج توقعاتك
%60 من الشركات تؤكد أنها توظف التكنولوجيا في أعمالها لدعم القوى العاملة وتحسين ظروف عملها
أكد اثنان من كبار الخبراء في القطاع الصناعي أنه على الرغم من أن التطور الكبير في الروبوتات وفي تقنية الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييرا كبيرا في عمليات الشركات الصناعية، فإنها لن تغني عن الدور الحاسم للعنصر البشري فيها، على الأقل في المستقبل المنظور.
وشدد الخبيران، خلال مشاركتهما في جلسة النقاش الخامسة ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع 2020، على ضرورة توجه الشركات الصناعية لتوظيف التكنولوجيا بهدف تعزيز الأنشطة البشرية وجعلها أكثر أمانا، خاصة وأن الفترة الأخيرة شهدت اهتماما متزايدا بأتمتة العمليات وتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في القطاع الصناعي.
- إيريكا بطلة فيلم "b".. روبوت ياباني يحول خيال هوليوود لواقع
- بمشاركة إماراتية.. روبوتات تغوص للبحث عن آثار مصر الغارقة
وعقدت الجلسة الافتراضية، التي أدارتها الصحفية سوزان شون، تحت عنوان "ابتكارات القطاع الصناعي: الروبوتات المدعمة ببرامج الذكاء الاصطناعي"، وتعتبر جلسة النقاش الخامسة ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية التي تقام بشكل أسبوعي تمهيدا لانطلاق المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع يومي 4 و5 سبتمبر/ أيلول 2020.
وقال بول ويلينر، نائب رئيس شركة ديلويت: "لم نشهد التوقعات بتحول كافة العمليات الصناعية إلى عمليات مؤتمتة في الفترة الأخيرة فحسب، بل إن العديد من الخبراء قد توقعوا ذلك منذ أكثر من 100 عام تقريبا، ومع ذلك، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن بعض الخدمات والعمليات في القطاع الصناعي لن يتم استبدال العامل البشري فيها مطلقا بالروبوتات، بل سيتم تطويرها وتحسينها من خلال توظيف الأتمتة".
ويرى ويلينر أن وباء " كورونا " المستجد سيساهم في تسريع التحول نحو أتمتة بعض المهام، مثل الأعمال المتكررة، ومعالجة المواد، والأنشطة الخطرة، وغيرها من الأعمال، إلا أن هذا التحول سيساهم في تعزيز الأنشطة البشرية وبالتالي زيادة الإنتاجية والكفاءة والسلامة.
من جانبه، أوضح ماتياس شاندلر، رئيس قسم ابتكارات الذكاء الاصطناعي في مجموعة "بي أم دبليو"، أن توظيف التكنولوجيا يجب أن يكون لخدمة القوى العاملة وليس لاستبدالها.
وقال: " نبذل جهودنا لرفع إنتاجية عملياتنا الصناعية، وهذا يدفعنا لتوظيف الروبوتات للقيام بالمهام المتكررة وتلك التي تتطلب مجهودا جسديا شاقا، ومع أن الأتمتة عامل هام في رفع مستوى الإنتاجية، إلا أن العمالة البشرية تتميز بقدرتها على رؤية ودراسة منتجاتنا من خلال فهم متطلبات عملائنا، لذا فنحن نؤمن بأهمية العنصر البشري ودوره في تحسين جودة منتجاتنا".
وكانت شركة ديلويت قد أصدرت مؤخرا تقريرها السنوي عن أبرز التوجهات في دعم رأس المال البشري، والذي درست من خلاله التطورات في العلاقة بين القوى العاملة والآلات والحاجة إلى الدمج بين الآلة والعامل البشري لتمكين القوى العاملة في المستقبل.
وأشارت 12% من الشركات الصناعية المشاركة في التقرير إلى أنها تستخدم الأتمتة والذكاء الاصطناعي بهدف استبدال العمالة، فيما أكدت 60% من الشركات أنها توظف التكنولوجيا في أعمالها لدعم القوى العاملة وتحسين ظروف عملها.