جنائز على «روح» الأنهار الجليدية.. أحزان تطول الغذاء والطاقة والسياحة

تتأثر الحياة الاجتماعية بفقدان الأنهار الجليدية؛ حتى إنّ بعض المجتمعات تُقيم جنائز عند فقدان الأنهار الجليدية التي نشأت على ضفافها.
وفي ظل سياسات المناخ الحالية وارتفاع درجات الحرارة المستمر؛ يزداد الخطر المحدق بالأجسام الجليدية على سطح الأرض، وهو أمر قد يقود إلى عواقب وخيمة؛ إذ يلعب الجليد الأرضي دورًا محوريًا في الحفاظ على توازن الحياة على سطح الأرض، وضبط النظام المناخي للكوكب بأكمله بصورة خاصة.
وهذا ما أشارت إليه العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي أجراها الباحثون في الجامعات المرموقة في جميع أنحاء العالم.
لكن، يبدو أنّ علماء الأنثروبولوجيا لديهم رأي في هذا الصدد؛ إذ عزم باحثان في الأنثروبولوجيا من جامعة رايس بالولايات المتحدة الأمريكية على دراسة تأثير فقدان الأنهار الجليدية على الحياة الاجتماعية؛ وهذا تزامنًا مع بحث جديد يُشير إلى فقدان ثلاثة أرباع كتلة الأنهار الجليدية بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين في ظل السياسات المناخية الحالية، ونشروا تعليقهم في دورية "ساينس" (Science) في 29 مايو/أيار 2025.
عواقب!
يتسبب ذوبان الأنهار الجليدية في الكثير من العواقب؛ خاصة في قطاع السياحة، بالإضافة إلى الضرر الواقع على التراث الثقافي، كما يمثل ذلك ضغطًا على السلاسل الغذائية ومصائد الأسماك وإمدادات المياه؛ إذ تُوفر الأنهار الجليدية مياه لنحو مليار شخص.
من جانب آخر، يتسبب فقدان الأنهار الجليدية في تهديد توافر المياه اللازمة لتوليد الطاقة الكهرومائية، وهي أحد مصادر الطاقة المتجددة، والتي تراها العديد من المجتمعات أملًا في الانتقال نحو الطاقة المتجددة للتخفيف من وطأة الاحتباس الحراري، وهذا هدف يصبو إليه العالم اليوم. وهذا يؤكد العواقب الاقتصادية لفقدان الأنهار الجليدية، ما يؤثر بالتبعية على الحياة الاجتماعية؛ خاصة للمجتمعات المحلية.
جنازات للأنهار
يُذكر أنه في عام 2019، أُقيمت أول جنازة في العالم لفقدان نهر جليدي في أيسلندا، يُسمى نهر "أوك"، وبعده بوقت قصير جنازة نهر "بيزول" في سويسرا، ثم جنازة نهر أيولوكو الجليدي في المكسيك.
وكما هو معروف، عادةً تُقام الجنائز من أجل حالات الموت البشرية، لكن إقامتها من أجل أنهار؛ فهذا يُوحي بالروابط الاجتماعية بين البشر والأنهار الجليدية التي تفقدها المجتمعات يومًا بعد يوم متأثرين بزوالها.
حددت الأطراف الموقعة على اتفاق باريس هدفًا، وهو عدم تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة، لكن في ظل تسارع التغيرات المناخية التي يمر بها العالم اليوم، بالإضافة السياسات المناخية غير الفعالة، قد نشهد العديد من جنائز الأنهار الجليدية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEzIA==
جزيرة ام اند امز