الاختبار والتتبع والاحتواء.. هكذا تصدت كوريا الجنوبية لفيروس كورونا
كوريا الجنوبية توفر مواقع للمواطنين تمكنهم من معرفة عدد المصابين بكورونا في المنطقة التي يوجدون بها، وأين وجدوا؟ ومع من تعاملوا
رغم دخول معظم أنحاء أوروبا والعالم فيما يمكن وصفه بمرحلة "غيبوبة صناعية" نتيجة تفشي وباء كورونا المستجد، لكن الأوضاع في كوريا الجنوبية مختلفة تماما، إذ لا تزال الحياة مستمرة بصورة شبه طبيعية اقتصاديا ومجتمعيا.
ووفقا لتقرير مطول نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فلن يشعر الموجود في كوريا الجنوبية بحالة الطوارئ التي فرضها فيروس كورونا المستجد في معظم دول العالم.
كيف واجهت كوريا الجنوبية الفيروس المميت؟
استعرض كاتب التقرير دانيال تودور تفاصيل مواجهة كوريا الجنوبية لوباء كورونا المستجد، أثناء وجوده هناك، موصيا بضرورة أن تكون التجربة الكورية الجنوبية الأكثر أولوية في عقول الحكومات؛ مؤكدا أن "كوريا الجنوبية أظهرت أنها كانت على أتم الاستعداد لمواجهة الفيروس على عكس الغرب المترنح"، حسب وصفه.
بداية كانت الدولة مستعدة جدا لوباء كورونا لتعرضها من قبل لتفشي فيروسي سارس والميرس، وكانت الخطوة الأساسية التي اتخذتها آنذاك هو التوسع الهائل في القدرة على إجراء الفحوصات، من خلال تأسيس شبكة واسعة تشمل أكثر من 600 منشأة و43 مركزا متنقلا.
وبمجرد ظهور كورونا المستجد انطلقت كوريا الجنوبية في خطتها التي تعتمد على 3 أسس، هي "الاختبار والتتبع والاحتواء"، وبحلول منتصف مارس/آذار الماضي، خضع أكثر من 270 ألف شخص للفحص، ما ساعد الحكومة على وقف انتشار الوباء في وقت مبكر.
وعلى عكس ما حدث في المملكة المتحدة ودول أخرى، لم تعانِ كوريا الجنوبية من نقص المعدات الوقائية الشخصية، لامتلاكها قاعدة تصنيع قوية، والأمر ذاته ينطبق على الخدمات الصحية في كوريا الجنوبية التي تعتمد على التأمين واللامركزية والمرونة العالية والفعالية الهائلة.
هذا بالإضافة إلى إحساس التضامن السائد بين الشعب الكوري الجنوبي، فإذا شعر أحدهم بالتعب يخضع كل من حوله بإرادته للفحص وعزل نفسه.
كما أن الشعب الكوري الجنوبي يعتبر تخزين المواد الغذائية والوقائية "أنانية سخيفة"، فضلا عن أخلاقيات العمل التي تعد قوية جدا وتساعد في خلق مناخ من الكفاءة.
وقال تودور إن معظم الأشخاص في كوريا الجنوبية يعملون من منازلهم ولا تزال الكنائس والمدارس والجامعات مغلقة، لكن لا تزال المكاتب والمحلات والمقاهي والفنادق والمطاعم مفتوحة.
وأضاف: "كثير من المباني هناك تحتوي على كاميرات استشعار حرارة عند المداخل، وإذا كانت حرارتك مرتفعة يتم اصطحابك إلى إجراء فحص كوفيد-19".
ولفت إلى أن هذه الخطوات أصبحت رويتينة الآن في كوريا الجنوبية، مشيرا إلى أنه يمكن أن يخضع الشخص لقياس حرارته لما يصل إلى 10 مرات خلال اليوم.
وتابع: "معقم اليدين متوفر مجانا في كل مكان تذهب إليه، بداية من المكاتب وحتى الحافلات، ويضع الجميع تقريبا أقنعة الوجه الطبية خارج المنازل، ليس لكونها حاجزا ضد عدوى كوفيد-19 ولكن لوقف نقل التلوث إلى الآخرين".
وتستخدم السلطات في كوريا الجنوبية حاليا تقنية جوالة متطورة وبيانات شخصية لرصد تتبع شركات النقل التي أثبتت النتائج إيجابية بعض العاملين فيها، لتتبع الأشخاص الذين ثبتت إيجابياتهم بالفيروس وتعقب جهات اتصالاتهم ومراقبة حالات العدوى وإصدار تحذيرات شديدة إلى العامة.
وعلى مدار الأشهر الأخيرة، يتلقى معظم المواطنين رسائل نصية تتضمن معلومات عن حالات الفيروس المحلية، وتتوفر هذه المعلومات أيضا عبر الإنترنت بما في ذلك المواقع الحكومية الرسمية والمواقع الخاصة التي دشنها أفراد مساعدة للمجتمع.
على موقع coronaita.com، على سبيل المثال، يمكنك إدخال مكانك لمعرفة كم عدد المصابين بكورونا المستجد في منطقته وأين وجدوا مؤخرا؟ ومن الأشخاص الذين تعاملوا معهم؟
وعلى الرغم من أن عدد السكان كبير في كوريا الجنوبية (52 مليون نسمة) لكن الإصابات بكورونا المستجد بلغت 10.728 فقط و242 حالة وفاة.
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg جزيرة ام اند امز