كيف يمكن لترامب أن يساعد في شل النظام الإيراني؟
صناع القرار في واشنطن أجمعوا على ضرورة احتواء نظام الملالي في إيران ودحر جيشها من المليشيات التي تخوض حروبًا بالوكالة في المنطقة
أجمع صناع القرار في واشنطن على ضرورة احتواء نظام الملالي في إيران، ودحر جيشها من المليشيات، التي تخوض حروبًا بالوكالة في المنطقة، وهو ما لن يتأتى إلا باستهداف "كعب أخيل" النظام.
جاء ذلك في مقال رأي مشترك نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، لكل من رويل جريشت، الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وراي تاكيه، الزميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية.
ثمة توافق في الآراء في واشنطن العاصمة حول (المقاومة) ضد إيران، غير أنه سيكون من الأفضل أن يتعلم الديمقراطيون والجمهوريون من الحرب الباردة: لا تساوم المعركة على الأرض، خوفا من التنازل على السيطرة على الأسلحة.
يجب أن نحتوي إيران وندحر جيشها المتنامي من الميليشيات، التي تخوض حروبا بالوكالة، يجب أن نستهدف "كعب أخيل" (نقطة ضعف) النظام الديني- الاستياء الشعبي إزاء الثيوقراطية (الدولة الدينية)، يجب أن تكون حقوق الإنسان أولوية لسياسة أمريكا تجاه إيران".
الثورة الخضراء، التي اندلعت في إيران عام 2009 بعد انتخابات رئاسية متنازع عليها، ربما تكون ذكرى مبهمة بالنسبة للكثيرين في واشنطن، لكنها لا تزال تخيم على إيران، وخلافا للحكمة المقبولة من إدارة أوباما، شكلت اضطرابات ذلك الصيف تهديدا خطيرا للنظام الإسلامي.
في خطاب ألقاه عام 2013، اعترف المرشد الإيراني علي خامنئي بأن الحركة الخضراء جلبت النظام إلى "حافة الهاوية"، وبالمثل وصف الجنرال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الايراني، فترة ما بعد الانتخابات بأنها كانت "خطر كبير للنظام والثورة الإسلامية" بدرجة أكبر من الحرب بين إيران والعراق.
ثبت أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام لا يعتمد عليها، انتشر الشقاق حتى في صفوف الحرس (الثوري)، واضطر خامنئي لإقالة العديد من القادة، ولم تجرؤ النخبة الحاكمة، التي أتقنت استراتيجية تنظيم مظاهرات كبيرة مؤيدة للنظام، على حشد مؤيديها لأكثر من 6 أشهر، وأصبح كل يوم احتفال مناسبة للاحتجاج.
الحركة الخضراء غيرت العلاقة بين الدولة والمجتمع، فجمهورية إيران لم تكن أبدًا نظاما استبداديا روتينيًا، لأنها أعطت الشعب الفرصة التعبير عن رأيه من خلال انتخابات خاضعة للرقابة، وقد وفرت إمكانية الإصلاح من خلال صندوق الاقتراع صمام أمان للنخبة الحاكمة.
تشبث المثقفون والنشطاء الباحثون عن المغامرة بالأمل في التغيير السلمي الانتخابي، حتى بعد سحق النظام لجبهة الثاني من خرداد (حركة إصلاح إيرانية)، سجنوا وعذبوا ونفوا العديد من أولئك الذين جعلوا من رجل الدين الإصلاحي المرح محمد خاتمي، رئيسا في عام 1997، لكن القمع الذي أعقب انتخابات عام 2009 أسقط الشرعية المتبقية للنظام، الذي تعامل بهمجية غير قابل للإصلاح "المعارضة الموالية" - الجيل الأول والثاني من الثوريين الذين كانوا يعتزون بوعد دولة إسلامية أقل استبدادية.
يعتمد بقاء النظام في الوقت الراهن على الأجهزة الأمنية غير المستقرة، وسلطة المحسوبية، التي تتأرجح صعودا وهبوطا، مع أسعار النفط. فشلت الانتخابات المسرحية المستمرة التي تديرها إيران، والمنتخبون الحياديون، بمن فيهم الرئيس حسن روحاني، وهو الأب المؤسس لوزارة الاستخبارات المخيفة، الذي يحاكي شعارات الإصلاحيين، في الإقناع، وألهمت أقل كثيرا.
واليوم، يشبه النظام الإيراني الاتحاد السوفيتي في السبعينيات، وهو كيان مستنفد عاجز عن إصلاح نفسه بينما يغرق في الفساد، ومصمم على الإمبريالية المكلفة.
إذا كانت واشنطن جادة لكي تفعل مع إيران ما ساعدت على القيام به في الاتحاد السوفيتي، فإنها ستسعى إلى إضعاف الثيوقراطية عن طريق الضغط عليها على جميع الجبهات. ومن الضروري فرض نظام عقوبات معوق يعاقب النظام على انتهاكات حقوق الإنسان. إن مثل هذا التحرك لن يفرض عقوبات على طهران لانتهاكها المعايير الدولية فحسب، بل يرسل إشارة للشعب الإيراني بأن الولايات المتحدة تقف وراء تطلعاتهم.
وينبغي على المسؤولين الأمريكيين الإصرار على الإفراج عن جميع الذين يقبعون في السجون منذ الثورة. ويجب أن تشمل هذه القائمة زعماء تلك الحركة، وهم مير حسين موسوي ومهدي كروبي، المحتجزين قيد الإقامة الجبرية على الرغم من التقارير التي تفيد بسوء الحالة الصحية. باراك أوباما لم يتحدث ولو لمرة عن هؤلاء الرجال، ودونالد ترامب لا ينبغي أن يكرر نفس الخطأ.
يجب أن تركز إدارة ترامب أيضا منبر الفتوة (قوتها) على أولئك الذين وقعوا ضحية للحملة التي حدثت بعد التوقيع على الاتفاق النووي، أوباما تجاهل تماما هؤلاء الأشخاص أيضا، الذين سجنوا لإثبات أن الاتفاق النووي لن يؤدي إلى مزيد من الانفتاح والإصلاح.
خوفا من التدخل في الأراضي الإيرانية، على ما يبدو خجلا من الدعم الأمريكي للشاه، والتركيز فقط على الدبلوماسية النووية، رفض أوباما النظر إلى المعارضين الإيرانيين بنفس الاحترام الذي أعطته الولايات المتحدة لأولئك الذين عارضوا الاتحاد السوفييتي.
الولايات المتحدة لديها بالفعل اليد العليا ضد نظام الملالي. مواردنا تقزم مواردهم، شكوكنا الذاتية لا تقارن مع انعدام الأمن الذي يتعين على خامنئي أن يقمعه بالحرس الثوري. لقد تأخر الوقت بالنسبة لواشنطن لتأجيج البركان تحت طهران، وتحدي النظام على ضفاف إمبراطورتيه الشيعية.
وهذا سيكون مكلفا وسيتضمن استخدام المزيد من القوات الأمريكية في كل من سوريا والعراق، ولكن إذا لم نفعل ذلك، فإننا لن نرى نهاية للحرب الطائفية التي تغذي المتطرفين. سنبدأ العد التنازلي بشأن الاتفاق النووي، في انتظار أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لكي تعود إلى العمل.
كما هو الحال مع الاتحاد السوفيتي ضد رونالد ريجان، لمواجهة القرار الأمريكي، سيضطر الملالي إلى صب المال في مشاريعهم الأجنبية، وإلا يعانون من تراجع مهين، وسيتعين عليهم إبقاء عينهم على الجبهة الداخلية، وهم يتوقعون بقلق تمردا شعبيا آخر.
كثيرون في واشنطن في عام 1980 اعتقدوا أن الاتحاد السوفيتي كان بعيدا عن سلة المهملات، وسنبلي حسنا بألا نعتقد أن الملالي لديهم نظام أكثر أمنا.
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg جزيرة ام اند امز