طهران تتأزم أمام مرشحي الرئاسة الإيرانية
ترشح أحمدي نجاد ضد رغبة المرشد الإيراني، وأيضا مهدي خزعلي الذي يريد نسف "أصنام" إيران، يكشف أزمة محتملة في طهران.
مع وصول عدد المتقدمين للترشح لانتخابات الرئاسة الإيرانية إلى 230 شخصا في ثاني أيام التقديم، الأربعاء، لفت بعض المرشحين النظر أكثر من غيرهم حيث يسلطون الضوء على أزمات حقيقة داخل أوساط طهران.
وأعلنت لجنة انتخابات الرئاسة الإيرانية أن 230 شخصا سجلوا أسماءهم، حتى ظهر الأربعاء، للترشح لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في 19 مايو/أيار المقبل.
صمت روحاني
ولم يعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد ترشحه لولاية ثانية، وذلك وسط توقعات بالإطاحة به من الانتخابات القادمة بعد انتقادات لاذعة وعلنية وجهها المرشد الإيراني علي خامنئي مؤخرا للسياسة الاقتصادية التي تتبعها حكومة روحاني.
وبعد رفع العقوبات الدولية عن إيران بموجب الاتفاق النووي الذي وقع في جنيف منتصف 2015، ظهر تناقض حاد في النهج الاقتصادي بين روحاني وخامنئي، حيث يسعى الأول إلى تعزيز التجارة الدولية الحرة في بلاده، بينما يريد الأخير تقوية "اقتصاد المقاومة" حتى وصول إيران إلى الاكتفاء الذاتي.
والاثنين الماضي، خرج روحاني للدفاع عن سياساته الاقتصادية دون إعلان ترشحه لولاية ثانية على عكس المتوقع، وذلك في وجه 4 انتقادات وجهها له خامنئي خلال فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين.
نجاد يتحدى
لكن على النقيض، أعلن الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد ترشحه للرئاسة مرة أخرى، متحديا المرشد الإيراني حيث تعهد سابقا لخامنئي بأنه لن يترشح مرة أخرى، استجابة لتوصية الأخير بعدم خوضها.
وأشار خبراء في الشأن الإيراني إلى أن خامنئي يتمتع بسلطة حصرية لاختيار المرشحين في الانتخابات الرئاسية، ما يشير بدوره إلى أزمة محتملة في أوساط طهران بعد ترشح نجاد ضد رغبة مرشد إيران.
وحذر خامنئي في سبتمبر/أيلول الماضي من أن ترشح نجاد -الذي كان على خلاف مع خامنئي في فترة ولايته الثانية- قد يحدث انقساما في البلاد ويضر بالأمة.
وتقدم كذلك للانتخابات الإيرانية، حميد رضا بقائي مساعد الرئيس السابق نجاد، حيث سجلا سويا أسماءهما للترشح في الانتخابات، صباح الأربعاء، ما يثير علامات استفهام حول ترشحهما للرئاسة.
وتولى بقائي عدة مناصب ومسؤوليات في عهد رئاسة نجاد التي استمرت من 2005 حتى 2013، من ضمنها مساعد الرئيس للشؤون التنفيذية.
ويشعر المحافظون بالقلق من أن يقسم وجود أحمدي نجاد أو بقائي أصواتهم، كما يشعر أنصار روحاني كذلك بالقلق من شعبية المرشحين الشعبويين الذين يرفعون شعارات قومية.
واعتقل بقائي (48 عاما) في 2015 لمدة 7 أشهر في اتهامات غير معلنه، لكن الكثيرين يعتقدون إنها كانت تتعلق بفساد، وقال متحدث باسم الهيئة القضائية الإيرانية في مارس/آذار الماضي إن قضيته ما زالت مفتوحة.
مرشح خامنئي: رئيسي
أما المرشح الأبرز على الإطلاق حتى اللحظة هو رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي الموالي لخامنئي، الذي أعلن ترشحه للرئاسة في مطلع الأسبوع الجاري، لكنه أيضا متهم في إعدام 4 آلاف إيراني.
ففي نهاية 2016، ظهر فيديو مسجل يرجع إلى 1988 ظهر فيه حسين علي منتظري، نائب المرشد الإيراني السابق، وهو يوجه اللوم للجنة المسؤولة عن إعدام الآلاف (4 آلاف) من السجناء السياسيين تحت مسمى "أكبر جريمة في تاريخ إيران".
وأعلن رئيسي خوضه للانتخابات الرئاسية ممثلاً للتيار المحافظ، فيما يرى مراقبون أن الأخير سيعمل على توحيد المتشددين والرافضين للاتفاق النووي مع الغرب لتشكيل جبهة مناوئة لخامنئي، فيما تذهب التوقعات بأنه سيكون المرشد الجديد حال موت المرشد الحالي علي خامنئي.
ظهور المعارضة
ومن أبرز المتقدمين أيضا للترشح للرئاسة الإيرانية، مهدي خزعلي وهو كاتب وطبيب يهدف إلى هدم الأصنام والتابوهات التي صنعتها طهران على مدار 39 عاما الماضية.
وأكد خزعلي بعد إعلان ترشحه، الثلاثاء، أنه يتطلع لوقف "مغامرات جنرالات إيران في سوريا والعراق"، وإعادة العلاقات بين إيران وجيرانها العرب إلى مسارها الطبيعي.
وتوجه كذلك رئيس بلدية العاصمة طهران محمد باقر قاليباف إلى مقر لجنة الانتخابات، الأربعاء، ليسجل اسمه رسميا لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة.
وسجلت كذلك 10 نساء أسماءهن للترشح بانتخابات الرئاسة، حتى الوقت الحالي من فترة التسجيل التي بدأت الثلاثاء على أن تستمر 5 أيام.
وأشارت لجنة الانتخابات إلى أن أصغر المتقدمين سنا يبلغ 18 عاما، وأكبرهم يبلغ 82 عاما، وأن أكثر الأشخاص الذين تقدموا بطلبات الترشيح هم من الفئة العمرية 46 إلى 50 عاما.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjUg جزيرة ام اند امز