أعدم 4 آلاف.. رئيسي ينافس روحاني بانتخابات الرئاسة الإيرانية
إبراهيم رئيسي بعلاقته الخاصة مع الخوميني بات أخطر المنافسين للرئيس الإيراني في الانتخابات الرئاسية المقبلة
في نهاية العام الماضي، تم الإفراج عن شريط تسجيلي يرجع إلى عام 1988 ظهر فيه حسين علي منتظري، نائب المرشد الإيراني السابق، وهو يوجه اللوم للجنة المسؤولة عن إعدام الآلاف (4 آلاف إيراني) من السجناء السياسيين تحت مسمى "أكبر جريمة في تاريخ إيران".
رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي، الذي أعلن ترشحه لخوض انتخابات الرئاسة في إيران، والمنافس الأشرس للرئيس الحالي حسن روحاني كان وقتها في منصب المدعي العام وأبرز المتهمين في هذه القضية.
وأعلن رئيسي عن خوضه للانتخابات الرئاسية ممثلاً للتيار المحافظ، فيما يرى مراقبون أن الأخير سيعمل على توحيد المتشددين والرافضين للاتفاق النووي مع الغرب، في الانتخابات التي ستجرى في 19 مايو القادم، فيما تذهب التوقعات بأنه سيكون المرشد الجديد حال موت المرشد الحالي علي خامنئي.
ولد رئيسي عام 1960 في حي نوغان في مدينة مشهد، وهي مسقط رأس المرشد الحالي علي خامنئي، ويعد صهر المرجع الشيعي علام الهدى، أحد أبرز المؤيدين والمناصرين للصقور المتشددين داخل النظام الإيراني الحاكم.
بدأ دراسته الابتدائية في الحوزة العلمية في مشهد، وتوجه في الخامسة عشرة من عمره إلى مدينة قم، وواصل دراسته الحوزية في الفقه في مدرسة حقاني، كما حصل على شهادة دكتوراه في الفقه والحقوق من جامعة شهيد مطهري.
رئيسي الذي استقال من عضوية الهيئة المركزية للإشراف على الانتخابات الرئاسية الـ12، تمهيدا لخوض السباق الرئاسي، ينتمي إلى جيل الشباب المعروفين باسم "الثوريين الخمينيين"، وعندما بلغ 19 عاما أصبح المدعي العام الإسلامي في مدينة كراج غرب طهران، حيث نال سمعة إصدار أحكام الإعدام الكثيرة ضد معارضي النظام.
وفي أوائل العشرينيات من عمره تقلد رئيسي منصب المدعي العام الإسلامي في العاصمة طهران، وأحد الرجال الخمسة الذين نالوا التصريح من الخميني لإصدار أحكام الإعدام من دون المرور عبر القنوات القانونية التقليدية.
وفي عام 1988 كان رئيسي جزءا من اللجنة التي نظمت إعدام 4 آلاف سجين سياسي في عطلة نهاية الأسبوع.
وعين رئيسي العام الماضي من قبل المرشد الحالي على خامنئي، لإدارة منظمة "آستان قدس رضوى"، وهي الجمعية الخيرية الإسلامية التي تتحكم بأصول تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، فضلاً عن أقدس ضريح بإيران في مدينة مشهد شمال شرق البلاد.
وعمل رئيسي منذ عام 2004 حتى 2014 المساعد الأول لرئيس السلطة القضائية، ومنذ عام 2014 حتى 2016 تولى منصب المدعي العام في إيران، ثم سادن الروضة الرضوية المقدسة بقرار من خامنئي، الذي قال عنه: "إن حجة الإسلام رئيسي الذي ترعرع في تلك الديار المباركة، يملك كل المؤهلات المطلوبة لتولي سدانة المرقد الرضوي".
وأعلن رئيسي ترشحه للانتخابات، الأحد، بعد توصل "الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية"، وهي الفصيل المحافظ في طهران، إلى توافق بشأن ترشيح رجل الدين البالغ من العمر 57 عاماً، آملين بذلك في تجنب تفتيت أصوات أولئك الذين يتعطشون لما يعتبرونه "إحياء" قيم "الثورة الإيرانية". وبالإضافة إلى رئيسي، أعلنت "الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية" أسماء 4 مرشحين آخرين، وهم: النائبان السابقان في البرلمان علي رضا زاكاني ومهرداد بذرباش، عمدة طهران الحالي محمد باقر قاليباف، والوزير السابق والرئيس الحالي لـ"لجنة الإمام الخميني للإغاثة" برويز فتاح. وتم الاتفاق على أن ينسحب الجميع لصالح المرشح الذي تظهر الاستطلاعات أنه الأكثر شعبية. وتعزز العلاقة المقربة التي تربط خامنئي و"الحرس الثوري" برئيسي، فرصه بأن يكون منافساً جدياً لروحاني.
ولطالما انتقد رئيسي الأداء الاقتصادي للبلاد في ظل رئاسة روحاني وسعيه للتقارب مع الغرب، واعتبر في بيان، الأحد، أن "الحل الرئيسي لمشكلاتنا هو تغيير جذري في الإدارة التنفيذية للبلاد بإرادة الشعب وتشكيل حكومة قادرة تحظى بالمعرفة وتعمل ليلاً ونهاراً لاستعادة كرامة الشعب ومحاربة الفقر والفساد".
aXA6IDMuMTYuNTEuMjM3IA==
جزيرة ام اند امز