خبراء لـ"العين الإخبارية": جامعات الإمارات مناطق اقتصادية لخلق جيل مبدع
"العين الإخبارية" تستطلع في التقرير التالي آراء عدد من الخبراء الأكاديميين حول انعكاسات النظام الجديد على مهارات الطلبة
عهد جديد تشهده الجامعات الإماراتية بتحويلها إلى مناطق حرة اقتصادية وإبداعية، انطلاقا من البند السادس بوثيقة الخمسين التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي تسهم في تخريج جيل قادر على مواجهة متطلبات سوق العمل بمهارات عالية، فيما يسمى بالجيل الرابع، والتي تتجه بخطى ثابتة نحو بناء اقتصاد المعرفة.
"العين الإخبارية" تستطلع في التقرير التالي آراء عدد من الخبراء الأكاديميين حول أهمية تطبيقه في الجامعات الإماراتية، وانعكاساته على مهارات الطلبة وتأهيلهم لسوق العمل.
خطوة سباقة نحو بناء اقتصاد المعرفة
جعل الجامعات الوطنية مناطق اقتصادية وإبداعية حرة تتيح للطالب القيام بنشاط اقتصادي تعد خطوة سباقة من نوعها، إذ تصب في بناء اقتصاد المعرفة، هذا ما أكده الدكتور أحمد مراد عميد كلية العلوم في جامعة الإمارات، مشيرا إلى أن ذلك يكون من خلال ترجمة النتاج البحثي إلى مشروع اقتصادي قائم على البحث والتطوير.
وأشار مراد، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن هذه المبادرة تساعد في تعزيز الابتكار وجعله ممارسة عملية في جامعاتنا الوطنية، مشيرا إلى أن ذلك يساعد في بناء شخصية الطالب، وتنمية مهارات التفكير الناقد والتحليل المبني على الدراسات والبحث العلمي، الذي يسهم في استشراف مستقبل علمي وبناء استراتيجيات متوازنة تحقق التنمية.
ونوه مراد بأن تطبيق هذا البند من وثيقة الخمسين سيلعب دورا رئيسيا في تحقيق نتائج عالية في المؤشرات الوطنية المتصلة بالبحث والتطوير والابتكار، وستساعد وستعزز من مهارات التعلم الذاتي لدى الطالب، وهي مهارة ذاتية ضرورية لبناء المستقبل في ظل التغير المتسارع في أدوات التكنولوجيا والتعليم.
تخلق جيلا قادرا على الإبداع
وأشاد الدكتور محمد بن هويدن، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات، بالفكرة التي وصفها بالرائدة في المنطقة، مشيرا إلى أنها تشجع على خلق جيل قادر على الإبداع والعمل من خلال ربط النظرية بالتجربة.
وشدد هويدن، خلال تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، على أن التعلم بالتطبيق أقدر على النجاح من الاكتفاء بالجانب النظري بالنسبة للطالب، لافتا إلى أنه بناء على الوثيقة فإن الجامعات في دبي ستكون معامل لتخريج المبدعين، الذين يقومون بالتسويق لإبداعهم بشكل عملي من مجرد تسويقهم لشهاداتهم الأكاديمية.
وأكد هويدن أن اقتصاد إمارة دبي سيزداد ازدهارا إذا تم تبني إبداعات الطلاب ليكونوا أصحاب مشاريع رائدة في المستقبل، وهذا من شأنه أن يساعد في خلق فرص عمل لهم، إضافة إلى استثمار مهاراتهم.
استعداد لمرحلة ما بعد النفط
يمثل البند السادس من وثيقة الخمسين منصة مهمة نحو الانطلاق لآفاق مستقبلية أرحب، قوامها تعزيز ثقافة الإبداع والابتكار والاستعداد لمرحلة ما بعد النفط، هكذا بدأ الدكتور عماد عبدالرحيم الدحيات، رئيس قسم القانون الخاص في جامعة الإمارات، حديثه لـ"العين الإخبارية".
وأكد الدحيات أن الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة تبنت هذا التوجه الجديد، من خلال ربط برامجها بمتطلبات سوق العمل في العصر الحالي، والابتعاد على الوسائل النظرية التقليدية والاعتماد على الطرق التجريبية العملية، سعيا للاستثمار في رأس المال البشري وإثراء الجوانب التطبيقية.
وأضاف الدحيات أنه مع توفير البنية التحتية اللازمة والرؤية الحكومية الثاقبة نحو تعزيز التنافسية والخروج من الإطار التقليدي للتعليم العالي، داعيا الجامعات لأن تبذل مزيدا من الجهود لتحديث برامجها وتأهيل طلابها لمواكبة هذا التطور، إضافة إلى زيادة التنسيق بين القطاعين العام والخاص في الدولة.
تأهيل الطلبة لقيادة العمل الاقتصادي
وأكد راشد الشامسي، مدير الشؤون المهنية للطلبة والخريجين بجامعة زايد لـ"العين الإخبارية"، أن الجامعة تمتلك حاضنات للأعمال بفرعيها بدبي وأبوظبي، إذ تعمل على دعم وتشجيع رواد الأعمال من الطلبة والخريجين، واصفا هذه الحاضنات بحلقة الوصل التي تربط بين الخريجين وشركات القطاع الخاص، وتأهيلهم لقيادة العمل الاقتصادي في دولة الإمارات.
وأوضح الشامسي أن جامعة زايد تقوم بدور اقتصادي من خلال دعم مشاريع رواد الأعمال من الطلبة والخريجين كما ينص بند الجامعات بوثيقة الخمسين، من خلال إقامة معارض لمشروعاتهم، إضافة إلى وضعهم على أول الطريق المهني باستثمار مهاراتهم وتأهيلهم لسوق العمل، إلى جانب دعم الأفكار المبتكرة بتوفير فرص تمويلية لتنفيذها، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية والشركات الداعمة لريادة الأعمال، في مقدمتهم صندوق خليفة ومؤسسة الإمارات.