"وثيقة الخمسين" عكس اسمُها مرور 50 عاماً على تولي الشيخ محمد بن راشد أولى مسؤولياته القيادية، 5 عقود من النجاح والإنجاز وعبقرية القيادة
"علمني زايد أن الإنسان أهم من العمران.. وأن الإنجازات أهم من المناصب.. وأن الوطن أهم من الأشخاص".. هكذا تحدث الشيخ محمد بن راشد عما تعلمه من الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".
عبقرية قيادة محمد بن راشد تجلت في "وثيقة الخمسين"، وفي جعل الإنسان مركز الإنجاز وهدفه، كما صنعت وحفرت إطاراً مؤسسياً على شكل تعهد من قيادة دبي الرشيدة لأهل الإمارة التي أصبحت بؤرة نور ونموذجا للنجاح، ليس في العالم العربي فقط بل في المعمورة
وعكست "وثيقة الخمسين" التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد عبقرية القيادة، وتضمنت الوثيقة تسعة بنود توضح رؤيته لمدينة دبي المستقبل والحياة، لتكون بمثابة عهد ووعد لما ستقوم به القيادة الرشيدة والحكيمة في دبي خلال 2019.
عبقرية قيادة محمد بن راشد تجلت في "وثيقة الخمسين"، وفي جعل الإنسان مركز الإنجاز وهدفه، كما صنعت وحفرت إطاراً مؤسسياً على شكل تعهد من قيادة دبي الرشيدة لأهل الإمارة التي أصبحت بؤرة نور ونموذجا للنجاح، ليس في العالم العربي فقط بل في المعمورة.
"وثيقة الخمسين" عكس اسمُها مرور 50 عاماً على تولي الشيخ محمد بن راشد أولى مسؤولياته القيادية، خمسة عقود من النجاح والإنجاز والتعمير وعبقرية القيادة.
هذه الوثيقة التي خرجت للنور تحمل عدة رسائل يجب الوقوف عندها؛ للتعلم وفهم عبقرية قيادة محمد بن راشد، لعل أبرزها:
أولاً: أن خدمة الشعب هي أساس الحكم، حيث إن قاعدة الحكم في الإمارات هي خدمة الشعب، فالقيادة الرشيدة ترى هدفاً وحيداً للحكم، وهو خدمة أبناء الإمارات وتحقيق الرفاهية والأمن والاستقرار لأبناء الوطن. ولا يخفى على أحد أن الكثير من أبناء الشعوب في العالم العربي والمعمورة يغبطون أبناء الإمارات على قيادتهم التي تضع الإمكانيات كافة، وتعمل ليل نهار من أجل الإنجاز لصالح المواطن، ولا تضيع ثروة البلاد في زرع الفتن أو المكايدات السياسية، فهي قيادة تتميز بعبقرية رؤية الهدف الرئيسي للحكم الرشيد وهو خدمة الإنسان.
ثانياً: المدينة الفاضلة.. فعندما تحدث توماس مور قبل أكثر من ٥٠٠ عام عن المدينة الفاضلة كان يحلم بمدينة يحكمها القانون ويسودها التسامح والرحمة والمحبة وتتميز بالرخاء وسهولة الحياة، وعبر خمسة قرون كانت البشرية تتعامل مع حلم توماس مور أنه ضرب من الخيال، ولكن عبقرية القيادة في دبي نجحت في أن تقود العالم لرؤية هذا الحلم على أرض الواقع، وكان الشيخ محمد بن راشد محقّا عندما قال: إن الوثيقة تجيء "تفاؤلاً بخمسين عاماً مقبلة نستطيع فيها تحقيق مدينة فاضلة كاملة".
ثالثاً: الإنجاز من أجل الإنسان.. فقد تضمنت الوثيقة مشروعات عملاقة قاعدتها الرئيسة الإنجاز من أجل الإنسان مثل خط دبي للحرير، لتصبح دبي محطة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وهو الخط الذي يهدف إلى بناء منطقة حضارة وتجارة، بالإضافة إلى وضع خارطة اقتصادية جغرافية لدبي وتحويلها لمناطق اقتصادية متخصصة، يقوم كل قطاع اقتصادي فيها عبر تعيين محافظ لكل قطاع بتحقيق أهداف محددة أصلها الإنسان ورفاهيته، إلى جانب إنشاء أول منطقة تجارية افتراضية في المنطقة.
رابعاً: بناء الإنسان أهم من العمران.. فقد تحدث الشيخ محمد بن راشد عن أهمية بناء الإنسان عبر تطوير ملف تعليمي مركزي إلكتروني للمواطن منذ ولادته، يستمر معه طوال حياته لتوثيق جميع الشهادات التي يحصل عليها، والدروس التي يتلقاها والدورات والمؤتمرات التي يحضرها، ووضع خطط تعليمية تتناسب مع حالة كل مواطن الصحية والجسدية ومهاراته الشخصية وطبيعة الوظيفة المستهدفة له، وهذا النوع من التعليم هدفه كشف مواهب كل إنسان وتطويرها.
وإلى جانب التعليم في بناء الإنسان، فإن الوثيقة تضمنت توفير الاستشارات الطبية للمواطنين على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع، من قبل مئات الآلاف من الأطباء والأخصائيين والمستشارين المتخصصين من جميع بلدان العالم.
خامساً: الاستخدام الأمثل للميزة التنافسية.. فدبي ملكة التجارة المتوجة في العالم ستستهدف عبر "وثيقة الخمسين" خلال العام المقبل، إعلان جامعاتها الوطنية والخاصة مناطق حرة تسمح للطلاب بممارسة النشاط الاقتصادي والإبداعي، وجعله ضمن منظومة التعلُّم والتخرُّج، إلى جانب تحقيق اكتفاء ذاتي من الغذاء والطاقة والمياه في عُشر منازل المواطنين.
ولعل ختام "وثيقة الخمسين" هو أفضل ختام لهذا المقال الذي يسعى فقط إلى أن ينهل من عبقرية قيادة الشيخ محمد بن راشد، وهو البحث عن الإنسان في العالم وليس فقط مواطنينا وشركائنا على أرض الوطن.. ولهذا كان ختام الوثيقة هو "حفظ الله بلادنا بعمل الخير وبالعطاء للغير، ولا ينبغي أن تشغلنا أعمالنا الكثيرة ومشاريعنا المتعددة عن العطاء والبذل من أجل كل محتاج".
حفظ الله بلادنا وقيادتنا الرشيدة وشعب الإمارات
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة