مفاجأة لـ"هواوي".. دولة آسيوية تتودد لأمريكا بخدمات الجيل الخامس
ألمانيا وبريطانيا تتعاملان مع "هواوي" الصينية بينما تعلن فيتنام إطلاق نسختها الخاصة من شبكة الجيل الخامس
أعلنت أكبر شركة اتصالات في فيتنام عن خططها لشهر يناير/كانون الثاني الجاري لإطلاق نسختها الخاصة من شبكة الجيل الخامس "5 جي"، الجيل التالي من الإنترنت اللاسلكي، في يونيو/حزيران 2020، في خطوة أثارت دهشة الخبراء.
- شرخ جديد في جدار ترامب.. "البنتاجون" يخشى معاقبة هواوي
- دور مقيد لـ"هواوي" في تطوير شبكات 5G ببريطانيا
ويأتي الإعلان على النقيض مما يحدث في ألمانيا وبريطانيا، حيث تفكر حكومتا البلدين في السماح لشركة "هواوي" بالتعامل مع شبكات الجيل الخامس لديهما، على الرغم من الضغط المستمر من جانب الولايات المتحدة لمقاطعة عملاقة التكنولوجيا الصينية المثيرة للجدل والاستعانة بالتكنولوجيا الأوروبية.
وتقوم الحكومات في أنحاء العالم بتقييم وعد شركة "هواوي"، بطرح الجيل الخامس سريعا، رغم تحذيرات الولايات المتحدة من إمكانية أن يتم استخدام تكنولوجيا الشركة التابعة للدولة لأغراض التجسس.
وتقول شركة الاتصالات الفيتنامية، التي تديرها وزارة الدفاع، إنها أصبحت قادرة الآن على إجراء أول مكالمة فيديو "جي 5" باستخدام معداتها الخاصة التي تم تطويرها خلال 6 أشهر. وكانت وسائل الإعلام الحكومية ألمحت في 22 من يناير/كانون الثاني الجاري إلى أن فيتنام تأمل في بيع معدات خاصة بتقنية "جي 5" إلى الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن تغطيتها لن تصل إلى جميع الفيتناميين من مستخدمي الهواتف الذكية، والبالغ عددهم 42 مليون شخص حتى عام 2021، فإن تقديم شبكة "جي 5" هذا الصيف سيجعل شركة "فيتيل" سادس شركة على مستوى العالم تقدم تلك الخدمة.
وتمت الإشادة بشبكة "جي 5"، التي يقول عنها الخبراء إنها أسرع 100 مرة من شبكة "جي 4"، بوصفها تكنولوجيا جديدة من شأنها أن تحول المجتمع، مما سيسهل كل شيء من القيادة الذاتية إلى العمليات الطبية التي يتم التحكم فيها عن بُعد.
وقال لي دانج دونج، الرئيس التنفيذي لشركة "فيتيل"، في إعلان عن أحدث تطورات الشركة، إن "جميع الدول تتسابق على نشر تقنية جي 5 لإثبات تقدمها التكنولوجي"، مضيفا أن "جي 5 هو العامل الحاسم لنجاح أي مجتمع رقمي".
وتم تفسير الإجراء الذي اتخذته شركة "فيتيل" على أنه محاولة مباشرة من جانب فيتنام لتجاوز "هواوي"، وهو النهج نفسه الذي دعت الحكومة الأمريكية دول الاتحاد الأوروبي إلى الإقدام عليه.
- الصين تحذر بريطانيا: حظر هواوي يعني قيادة الدراجة للخلف
- رئيس وزراء بريطانيا مدافعا عن "هواوي": هل لديكم بدائل؟
وأوضح دانج، في إقرار من جانبه بالمخاوف الأمنية المتعلقة بهواوي: "لن نعمل مع هواوي في الوقت الحالي".
من ناحية أخرى، ألمح المسؤولون في ألمانيا وبريطانيا مؤخرا إلى أنهم من الممكن أن يسمحوا للشركة الصينية بإدارة شبكات الجيل الخامس الخاصة بهما، حيث يقول وزراء بارزون في البلدين إن إطلاق الخدمة بدون "هواوي" سيكون أمرا صعبا.
وقد دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الحكومات الأوروبية إلى الاعتماد على شركات الاتصالات الخاصة بها، مثل "إريكسون" و"نوكيا"، وحذر مرارا من أن هواوي قد تقوم بتسليم البيانات الخاصة لجهات حكومية.
ومن جانبها، رفضت "هواوي" تلك الاتهامات، ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة.
وبينما تقول شركة الاتصالات السويدية العملاقة "إريكسون" إنها لديها القدرة على إمداد أوروبا بشبكات الجيل الخامس، فقد أثيرت شكوك حول ما إذا كانت الشركات الأوروبية لديها القدرة الكافية لذلك.
وفي الوقت نفسه، لا يبدو الجميع مقتنعين بخطط "فيتيل".
ويقول لو لونج هيب، وهو زميل في "معهد دراسات جنوب شرق آسيا" بسنغافورة: "هناك بعض الشكوك فيما يتعلق بإعلان فيتيل أنها تمكنت من تطوير معدات وبرامج جي 5 خاصة بها".
والأكثر من ذلك، هو أنه حتى لو نجحت "فيتيل" في تطوير شبكة "جي 5" عملية فإن حقيقة أنها شركة يديرها الجيش ستجعل من الصعب على الدول ذات التفكير الأمني النظر في هذا العرض.
ولكن آخرين يقولون إن فيتنام حريصة على تطوير التكنولوجيا الخاصة بها، والحفاظ على استقلالها عن الصين بأي ثمن.
وفي الوقت نفسه، يبدو التهديد في أوروبا أقل حدة. ويقول كارل تاير، أستاذ العلوم السياسية السابق في "جامعة نيو ساوث ويلز" بسيدني: "قد يكون لألمانيا والمملكة المتحدة اعتبارات أخرى، وقد لا يكون تصورهما للخطر من جانب الصين قويا بما يكفي لقول "لا" لهواوي".
من ناحية أخرى، يقول محلل الاتصالات ماثيو هاويت إن التعاون بين هواوي وبريطانيا يعود إلى أكثر من 10 سنوات، وإن الاستمرار في ذلك هو أمر منطقي بالنسبة للحكومة البريطانية.
وتتعرض بريطانيا -على وجه التحديد- لضغوط من أجل إرضاء الولايات المتحدة، في الوقت الذي تتفاوض فيه على إبرام اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة بينما تستعد للخروج من الاتحاد الأوروبي.
ويقول هاويت إنه ما زال هناك "سؤال كبير يجب أن يتم طرحه على واشنطن والأطراف الأخرى التي تطلب باستبعاد هواوي".
والسؤال هو "ما البديل الذي لا يؤثر على المنفعة الاقتصادية لـ"جي 5" أو يتسبب في سقوطنا في قبضة القيادة التكنولوجية؟".