فكرة طلابية تصبح علامة بملايين الدولارات.. قصة صعود HUE في عالم الأزياء

تبيع علامة الأزياء HUE تشكيلة واسعة ومتنوعة من الملابس، تشمل ملابس النوم، والسراويل الضيقة، والجوارب، والقمصان. وعلى مدى عقود، رسخت العلامة مكانتها كواحدة من أشهر الأسماء التجارية في الولايات المتحدة.
المفارقة أن هذه العلامة لم تنشأ على يد شركة بمليارات الدولارات، بل أسسها شابّان شغوفان تركا الدراسة الجامعية، مدفوعين بروح الابتكار والانفتاح على التجربة. وهنا نروي القصة الكاملة.
التأسيس والنشأة
بدأت رحلة HUE عام 1978، حينما أسستها كل من ساندرا تشيليويتش وكاثي موسكال في نيويورك. وجاءت البداية من فكرة بسيطة: قيام ساندرا بصبغ بعض النعال الصينية بألوان متعددة، كمجرد مغامرة عابرة. لكنها تحولت سريعًا إلى مشروع تجاري أحدث نقلة في صناعة الجوارب النسائية.
قاد شغف تشيليويتش بالمواد غير التقليدية إلى ابتكار حذاء RayBowl المصنوع من الشبكة والمعدن، والذي عُرض عام 1997 في متحف الفن الحديث بنيويورك، ليعكس روح الابتكار التي ميّزت العلامة.
التوسع والبيع
مع مرور الوقت، اكتشفت المؤسِّستان الفرص الواسعة التي تتيحها الأقمشة والخيوط، وقررتا إطلاق منتجات تحمل هوية مميزة لا تبلى بمرور الزمن.
وفي عام 1992، وبعد أن تجاوزت مبيعات الشركة 40 مليون دولار، باعتا HUE لشركة ليزلي فاي، التي أعادت بيعها لاحقًا لشركة كايزر-روث عام 1994. ولا تزال الأخيرة حتى اليوم المالكة الرسمية للعلامة، بحسب موقعها الإلكتروني.
دروس لرواد الأعمال
لم يكن هدف ساندرا وكاثي عند البداية إنشاء علامة تجارية عالمية، بل خوض تجربة جديدة فحسب. ومن المفارقات أن قلة خبرتهما في صناعة الجوارب شكّلت أحد أسرار النجاح. فقد قالت تشيليويتش: "أعتقد أن نجاحنا كان نتيجة لعدم معرفتنا بصناعة الجوارب."
هذا الجهل منح المؤسِّستين حرية الابتكار بعيدًا عن القيود التقليدية، وأتاح لهما إطلاق منتجات جريئة ومختلفة. وهكذا تعلّمنا أن ريادة الأعمال تقوم على الجرأة، والثقة في الذات، وعدم الخضوع للمألوف.
فالنجاح في كثير من الأحيان ليس نتاج خبرة سابقة بقدر ما هو ثمرة شغف، وتجربة، وجرأة في خوض المجهول.