شركة مراقبة تستغل خدمة فيسبوك لبناء قاعدة بيانات عملاقة
شركة مراقبة سرية قامت ببناء قاعدة بيانات واسعة النطاق تضم وجوها تم الحصول عليها من موقع التواصل الاجتماعي.
كشفت مجلة "فوربس" الأمريكية عن قضية ربما "تصدم" شركة فيسبوك Facebook الأمريكية، تتمثل في قيام شركة مراقبة سرية أسسها ضابط سابق بالاستخبارات الإسرائيلية ببناء قاعدة بيانات واسعة النطاق تضم وجوها تم الحصول عليها من موقع التواصل الاجتماعي العملاق ويوتيوب وعدد لا يحصى من المواقع الإلكترونية الأخرى على مدار السنوات الخمس الماضية.
وتشكل قاعدة البيانات تلك مركز خدمة التعرف على الوجه التي يطلق عليها Face-Int، التي تمتلكها الآن شركة Verint بعد حصولها عليها من شركة المراقبة غير المعروفة جيدا Terrogence في عام 2017، وطالما كانت Verint و Terrogence من موردي أجهزة التجسس إلى وكالة الأمن القومي والبحرية الأمريكية ووكالات استخباراتية وأمنية أخرى.
ووفقا لموقع Terrogence، تحتوي قاعدة البيانات على ملفات بملامح وجه آلاف المشتبه بهم، وتم جمعها من مصادر عبر الإنترنت مثل فيسبوك ويوتيوب والمنتديات المفتوحة والمغلقة عبر أنحاء العالم. وتم استخراج تلك الوجوه من 35 ألف فيديو وصورة لمعسكرات تدريب إرهابية وهجمات إرهابية ومقاطع تحفيزية.
وعلى الرغم من أن Terrogence تركز بشكل أساسي على مساعدة الوكالات الاستخباراتية وإنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب عبر الإنترنت؛ فإن ملفات LinkedIn الخاصة بموظفين حاليين وسابقين في الشركة تشير إلى أنها ربما تتورط في عمليات سياسية أخرى.
والآن زادت المخاوف حول كيفية تمكن Terrogence من الحصول على كل هذا الكم من الوجوه عبر فيسبوك ومصادر أخرى عبر الإنترنت. وما يتضح أن هذه الشركة هي مجرد شركة أخرى تمكنت من الاستفادة من انفتاح فيسبوك، مثل كامبريدج أناليتيكا التي جمعت معلومات عن 87 مليون مستخدم في 2014 لمساعدتها في استهداف الأفراد أثناء عملها في الحملات الانتخابية الخاصة بدونالد ترامب وتيد كروز.
وحذر جاي ستانلي، كبير محللي السياسات في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية من المخاطر التي تشكلها خاصية التعرف على الوجه وعواقبها السلبية المحتملة. وأضاف: "عندما تجمع الشركات الخاصة صورا وتربطها بمعلومات شخصية من أجل إصدار أحكام على الآخرين، ما إذا كان إرهابيا أو سارقا أو أي شيء آخر، فهي تعرض الجميع إلى خطر الخطأ في تحديد الهوية.
كما قالت جينيفر لينش، المحامية في مؤسسة إلكترونيك فرونتير، إنه إذا تمت مشاركة قاعدة بيانات الوجوه مع الحكومة الأمريكية، ربما يكون ذلك تهديدا لحرية التعبير والحقوق الشخصية لمستخدمي الشبكات الاجتماعية. وتابعت: "ربما يكون لذلك أثر على السفر والحقوق المدنية لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين سيكون عليهم إثبات أنهم ليسوا إرهابيين".
من جانبه قال أحد المتحدثين باسم فيسبوك الذي يستخدم خاصية التعرف على الوجه، إن المنتج الذي تستخدمه Terrogence ينتهك سياساتها التي تشمل حظر استخدام البيانات التي تم الحصول عليها من الشبكة الاجتماعية لتوفير أدوات للمراقبة.
وأشار إلى أن فيسبوك لا يسمح بالوصول إلى المعلومات بطرق آلية، لافتا إلى أنه لم يتم العثور على أي تطبيقات مرتبطة بفيسبوك يتم تشغيلها من قبل Terrogence.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA== جزيرة ام اند امز