يوم الأخوة الإنسانية.. "مبادئ الـ50" تتوج الإمارات عاصمة للإنسانية
تحتفل الإمارات باليوم العالمي للأخوة الإنسانية فيما تسارع الخطى لتنفيذ "مبادئ الخمسين" التي يأتي على رأس أهدافها ترسيخ هذه المناسبة.
الاحتفال بتلك المناسبة يأتي بعد قرار أممي صدر نهاية عام 2020 اعتمد 4 فبراير/شباط من كل عام، يوما دوليا للأخوة الإنسانية.
قرار أممي جاء تقديرا لخطوة الإمارات في احتضان توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية" التاريخية، التي وقّعها الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في مثل هذا اليوم عام 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
كذلك يأتي الاحتفال بهذه المناسبة التي تصادف غدا الجمعة، بعد نحو 4 أشهر من اعتماد الإمارات وثيقة "مبادئ الخمسين" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي تضمنت في موضعين التزام الدولة "بترسيخ الأخوة الإنسانية"، فيما تتفق مبادؤها في مجملها مع أهداف الوثيقة.
وثيقتان تاريخيتان
وثيقتان تاريخيتان تجسدان جهود الإمارات على الصعيدين المحلي والدولي، ومبادراتها لنشر مفهوم الأخوة الإنسانية وثقافة التسامح والسلام.
ويُعد الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية أحد أبرز ثمار تلك المبادرات، تخليدا لوثيقة الأخوة الإنسانية التي انطلقت من أرض الإمارات.
وطالبت الوثيقة قادة العالم وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي "بالعمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فوراً لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حالياً من حروب وصراعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي".
وأكدت الوثيقة أن "الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية، والتي تحاصر جزءاً كبيراً من البشر".
في المقابل تعكس المبادئ العشرة الواردة في وثيقة "مبادئ الخمسين"، روح اتحاد الإمارات وقيمه السامية المتمثلة في التسامح والتعايش والخير والعطاء الإنساني التي شكلت ركائز أساسية في مسيرة دولة الإمارات، كما تعبر عن تطلعاتها للمستقبل وطموحها الكبير لتحقيق الريادة العالمية، وصولا لتحقيق هدفها في "مئوية الإمارات 2071" بأن تكون أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
ومن بين المبادئ العشرة، 6 تحدّد توجهات الإمارات للخمسين سنة المقبلة، ركزت على سياستها الخارجية، عبر قيم تتوجها عاصمة للإنسانية وواحة للسلام.
كما تضمنت تلك المبادئ في موضعين، على التزام الإمارات بترسيخ الأخوة الإنسانية، أحدهما أكد أن "منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على ترسيخ الأخوّة الإنسانية"، ما يعني أن ترسيخ الأخوة الإنسانية يأتي ضمن الأسس والقواعد العامة لمنظومة القيم في مبادئ الدولة.
وفي موضع آخر، يعلن الالتزام بتطبيق هذا النهج في السياسة الخارجية، قائلا إن الإمارات "ستبقى داعمةً عبر سياستها الخارجية لكل المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوّة الإنسانية".
فيما يؤكد المبدأ الثامن أن "منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح، وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة البشرية، واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوّة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية. وستبقى الدولة داعمةً عبر سياستها الخارجية لكل المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوّة الإنسانية".
وهو أمر يؤكد أن نشر التسامح وترسيخ الأخوة الإنسانية هو قول وفعل، ونهج وسياسة.
أما المبدأ التاسع فيحدد مبادئ إنسانية راقية في سياسة الإمارات المتعلقة بالمساعدات الخارجية، حيث ينص على أن " المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً. ولا ترتبط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة والاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات".
كما يؤكد المبدأ العاشر أهمية حل الخلافات عبر الحوار، قائلا "الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية".
ترجمة على أرض الواقع
وتترجم الإمارات أهداف ومبادئ الوثيقتين الداعيتين لنشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش والسلام في سياستها الداخلية والخارجية.
وتجسد الإمارات على أرض الواقع تلك المبادئ والأهداف، باحتضانها أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان والثقافات يعيشون على أراضيها بانسجام ووئام في دار زايد، واحة الإنسانية ومنارة التسامح.
وكفلت قوانين الإمارات للجميع الاحترام والتقدير، وجرّمت الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف، كما أنها تعد شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز.
وتستضيف الإمارات عشرات الكنائس المسيحية ومعبدين هندوسيين وكنيسا يهوديا ومعبدا للسيخ وديرا بوذيا.
وخلال العام الجاري سيكتمل بيت العائلة الإبراهيمية، الذي سيجمع بيوت العبادة المسيحية واليهودية والإسلامية تحت سقف واحد.
كما تجسد دولة الإمارات روح الأخوة الإنسانية في أسمى معانيها، في سياستها الخارجية، من خلال مبادراتها وجهودها الإنسانية والإغاثية التي لا تتوقف على مدار العام، ضمن استراتيجية تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
وتأتي تلك الجهود سيرا على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، حرصا على استدامة هذه الأعمال التي كان يحرص على ديمومتها، والتزاما بنهج القيادة الرشيدة في ترسيخ قيم العطاء والتسامح وخدمة الإنسان.
الأمر الذي ترجم على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي، فيما بلغت حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيسها نحو 320 مليار درهم في 201 دولة.
وظهرت تلك الجهود جلية في مواقف كثيرة، من أحدثها جهودها الإنسانية في الأزمة الأفغانية التي حظيت بإشادات دولية، ومبادراتها المتواصلة لدعم الجهود العالمية لمكافحة كورونا.
وقامت دولة الإمارات بدور رئيسي في تسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من أفغانستان، والذين قدموا إليها عبر ناقلاتها الوطنية ومطاراتها، واستضافت مؤقتا آلاف الأفغان على أراضيها خلال أغسطس/آب الماضي.
كما أرسلت طائرات مساعدات طبية وغذائية عاجلة إلى أفغانستان، وذلك في إطار المساهمة في توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية لآلاف الأسر الأفغانية خاصة الفئات الأكثر ضعفاً كالنساء والأطفال وكبار السن.
وعلى صعيد إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والبراكين والحرائق، كانت الإمارات حاضرة دائماً لمد يد العون والمساعدة ودعم المتضررين والمنكوبين.
وضمن أحدث تلك الجهود، سيرت الإمارات عبر ذراعها الإنسانية "الهلال الأحمر" خلال أغسطس/آب الماضي جسراً جوياً لنقل مساعدات إنسانية عاجلة لتعزيز حماية المدنيين المتأثرين من الحرائق في اليونان.
وبرز العمل الإنساني للإمارات خلال أزمة "كوفيد-19" في العديد من المبادرات منذ بداية الأزمة على الصعيدين الوطني والدولي، عبر تسيير رحلات عاجلة لإجلاء رعايا الدول الصديقة من المناطق المصابة واستضافتهم والتكفل بعلاجهم وعودتهم لدولهم.
وقدمت الدولة منذ بداية تفشي الجائحة وحتى منتصف 2021، ما يزيد على 2300 طن من المستلزمات والإمدادات الطبية إلى نحو 136 دولة عبر 196 رحلة جوية.
ومن بين أحدث تلك الجهود، افتتاح مركز الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإماراتي-اللبناني الاستشفائي لعلاج مرضى كورونا في لبنان، الشهر الماضي.
محطات متتالية تؤكد ريادة الإمارات في العمل الإغاثي، وتثبت عبرها الإمارات وقيادتها الرشيدة أنها ستبقى على الدوام في مقدمة الدول في تقديم المساعدات الإنسانية لكافة شعوب العالم.
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg جزيرة ام اند امز