قيادات دينية لـ"العين الإخبارية": "الأخوة الإنسانية" ضربة للتطرف
قيادات أزهرية وكنسية تتحدث لـ"العين الإخبارية" عن وثيقة الإخوة الإنسانية التي وُقعت، الإثنين، في أبوظبي
رأت قيادات أزهرية وكنسية مصرية، اليوم الأربعاء، أن توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية" بأبوظبي، يشكل ضربة قاصمة لموجات التطرف في العالم، معتبرين الوثيقة بمثابة "وثيقة عالمية لنشر الاستقرار وتعزيز السلم العالمي".
والاثنين الماضي، وقع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وثيقة "الأخوة الإنسانية" في العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال فعاليات لقاء الأخوة الإنسانية، الذي احتضنه "صرح زايد المؤسس"، في حدث عالمي لفت أنظار الملايين حول العالم.
وفي أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، عبرت القيادات الدينية عن تفاؤلها بأن تفضي الوثيقة التي وصفتها بالـ"التاريخية" إلى تجفيف منابع الإرهاب، بعد أن طبقت أكبر قيادتين دينيتين في العالم ثقافة التعايش وقبول الآخر بشكل عملي من خلال وثيقة "الأخوة الإنسانية".
ضربة قاصمة للإرهاب
المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر، الأب هاني باخوم، قال إن "وثيقة الأخوة الإنسانية بمثابة ضربة قاصمة للتطرف في العالم، لأن الرسالة واضحة لأتباع الديانتين، وهي أن المحبة والسلام يجب أن يكونا سائدين دون غيرها".
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أوضح متحدث الكنيسة الكاثوليكية أن "وثيقة الأخوة الإنسانية تعد وثيقة تعامل نحو ثقافة السلام في مواجهة البغض والكراهية، وأنها خطوة فاصلة في مسيرة الحوار الديني الإسلامي المسيحي".
وتابع: "أعتقد أن هذه الوثيقة تحمل دلالاتها من اسمها، فهي كنز للأخوة الإنسانية سيجني ثماره العالم بمرور الوقت".
متفقًا معه، قال رئيس مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محي الدين عفيفي لـ"العين الإخبارية": إن "وثيقة الأخوة الإنسانية سيكون لها آثارها الإيجابية على أتباع الإسلام والمسيحية، في مواجهة موجات الإرهاب الغاشم في أنحاء العالم"، موضحًا أن "توقيع رمزين كبيرين للإسلام والمسيحية للوثيقة يحمل دلالات رمزية لهؤلاء الأتباع، وهي بيان أهمية ترسيخ معاني الأخوة والمحبة، وإرساء ثقافة التعايش وقبول الآخر التي ينبغي أن تسود بين شعوب العالم".
وأضاف عفيفي: "رسالة اللقاء التاريخي الذي جمع البابا فرنسيس والإمام الأكبر واضحة، وهي أن الأديان جاءت لسلام البشرية، ويجب أن تُفهم من مصادرها الحقيقة، وأن القيم الإنسانية العليا هي القيم المشتركة التي ينبغي إحياؤها وتفعيلها وتبنيها في مبادرات بين الرموز الدينية" .
ووصف كل من "باخوم" و"عفيفي" الوثيقة بالـ"الخطوة التاريخية" لأكبر قيادتين في العالم، حيث طبقا بشكل عملي ثقافة التعايش وقبول الآخر.
وثيقة المدينة
بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف المصرية، جابر طايع: "إن وثيقة الأخوة الإنسانية أشبه بصحيفة المدينة التي تمت كتابتها عقب هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، موضحًا أن "قداسة البابا فرنسيس والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب عندما وقعا هذه الوثيقة كانا يوقعان دستورا عالميا قوامه العمل على القواسم المشتركة بين الإنسانية جمعاء".
ولفت المسؤول الديني إلى أن "توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية جاء ليدحض أصحاب الأجندات والدعوات المتطرفة الذين يعملون على تقسيم المجتمعات المسلمة والعربية، وتقسيم العالم بأسره"، مشيرا إلى أن الوثيقة رفعت شعار "دعك من الاختلاف الأيديولوجي، ولنعمل سويًا على القواسم المشتركة بيننا، لنتعايش سويا في هذا العالم".
وخلال اليومين الماضيين، تصدرت الوثيقة التاريخية الصفحات الرئيسية لأهم وسائل الإعلام العالمية والعربية، والتي ثمّنت جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق تقارب الشعوب وتعزيز السلام العالمي وترسيخ ثقافة التسامح.
تعزيز الاستقرار والسلام العالمي
من جهته، رأى القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرذوكسية بمصر، أن "وثيقة الأخوة الإنسانية تعمل على تعزيز الاستقرار والسلام العالمي، خاصة مع نشر روابط الأخوة الإنسانية بين أتباع الأديان كافة، وهو الأمر الذي يحتاجه العالم من أجل العيش المشترك وبناء علاقات تستند على الاحترام وقبول الآخر".
واستطرد في هذا الخصوص: "هذه الوثيقة ترسيخ الحوار بين القيادات الدينية، وتجعله حوارا ممتدا ومتصلا، وهو ما يرد على دعوات الإقصاء والتشدد، فتكون بذلك حائط صد أمام التيارات المتطرفة في الشرق الأوسط والعالم".
وأمس الثلاثاء، انتهت الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الزيارة الأولى من نوعها لمنطقة الخليج العربي، التي لأول مرة تتزامن مع زيارة أخرى لرمز ديني كبير بحجم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تلبية لدعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.