اجتماع "أركان المليشيا".. السراج يلوح بالقوة لقمع المحتجين
خبراء يعتبرون أن اجتماع فايز السراج بالقيادات الأمنية وقيادات المليشيات بمثابة رسالة باستخدام السلاح ضد المتظاهرين
اجتمع رئيس حكومة "الوفاق"، غير الدستورية بليبيا فايز السراج، الأربعاء، بعدد من القيادات الأمنية وأركان المليشيات المسيطرة على طرابلس، فيما بدت رسالة تهديد بالقوة أمام المظاهرات الواسعة ضده.
وشارك في الاجتماع رئيس جهاز المخابرات العامة، ووكيل وزارة الداخلية، ووكيل وزارة الدفاع، وآمري المناطق العسكرية، وآخرون من قيادات المليشيات.
ورأى مراقبون للشأن الليبي أن الاجتماع بمثابة تلويح من قبل السراج باستخدام السلاح ضد المتظاهرين.

ويقول الباحث في العلاقات الدولية الدكتور أحمد عبد الله العبود، لـ"العين الإخبارية"، إن اجتماع السراج مع قادة أركان مليشياته العسكرية في هذا التوقيت تحديدا ينذر بتحرك مليشيات السراج لقمع المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم الوطنية والدستورية التي سلبتها حكومة السراج والمليشيات والمرتزقة.
وأضاف "العبود" أن السراج ينتظر الأوامر من الجهات العليا، في إشارة إلى تركيا وقطر، للتصرف وقمع المتظاهرين عبر المليشيات والمرتزقة الذين جلبتهم أنقرة خاصة بعد أن قامت بالفعل بإطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين وبشكل مباشر واعتقال عدد منهم ومداهمة منازلهم من أجل إخماد هذه المظاهرات التي سوف تقضي على تلك الحكومة الهزيلة المحتمية بالمليشيات والمرتزقة.
وشدد "العبود" على أنه على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية والمحلية توثيق جرائم المليشيات التي تتلقى الأوامر من السراج وتركيا.
ونوه بأن الاحتجاجات تطالب برحيل السراج والإخوان والمرتزقة، وبالطبع هذا ليس في صالح تركيا وجماعة الإخوان في ظل الرهان على استمراره والاستفادة من وجوده.

ويرى الناشط المدني الليبي "خالد سعيد اعتيقة" أن مواجهة المتظاهرين عسكريا سوف تكون لها عواقب وخيمة للغاية على السراج ومليشياته.
ورجح أن يستفيد السراج من هذه المظاهرات لتأجيج الرأي العام بدعوى وجود مندسين في صفوف المتظاهرين للحصول على شرعية باستخدام القوة.
ولم يستبعد الناشط الليبي في الوقت نفسه استغلال تركيا للموقف بشكل آخر عبر طرح رجلها فتحي باشا أغا بديلا للسراج.
وأشار إلى أن قوات الأمن التابعة لباشا أغا لم تتعرض للمتظاهرين في ميدان الشهداء لهذا السبب، وهو ما أكده غياب الأخير بالفعل عن اجتماع السراج اليوم.
وأضاف " اعتيقة " أنه مع فشل السراج في قمع هذه المظاهرات الشعبية لجأ إلي التحجج بانتشار وباء كورونا وفرض حظر التجول في العاصمة.
وطالب سكان العاصمة بأخذ الحيطة والحذر من خطط السراج ومليشياته ومرتزقته.
ويخرج آلاف الليبيين، منذ الأحد في مظاهرات حاشدة بالعديد من مدن غربي البلاد، ضد حكومة السراج، اعتراضا على تردي الأوضاع المعيشية تحت شعار "ثورة الفقراء" بطرابلس والزاوية ومصراتة وارتفع سقف المطالب إلى رحيل السراج بهتافات "الشعب يريد إسقاط النظام".