كيف يميز جلد الإنسان بين الأصدقاء والأعداء من البكتيريا؟
حدد الباحثون في مركز تقدم العلوم الطبية والهندسية المتكاملة في معهد كارولينسكا بالسويد، مساراً رئيسياً يميّز من خلاله الجلد البشري بين البكتيريا المتعايشة غير الضارة والمسببات المرضية الضارة.
وهذا الاكتشاف، الذي نُشر مؤخرا في "بلوس باثوجينس"، يمكن أن يمهد الطريق لعلاجات مبتكرة وتدابير وقائية ضد العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.
وتسلط الدراسة الضوء على كيفية تمييز الجلد بين ميكروباته المفيدة والبكتيريا التي تشكل تهديداً، مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين.
وتقول جوليا سي لانج، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "لقد حددنا بصمة التهابية محددة عندما تعرض الجلد للمكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، والذي كان مرتبطاً بخلايا المناعة المقيمة في الأنسجة والتي تسمى خلايا لانغرهانس".
ومع تزايد مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، مما يجعل علاج العدوى البكتيرية أكثر صعوبة، فإن هذا البحث يأتي في الوقت المناسب بشكل خاص، حيث تظل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بمقاومة الميكروبات للمضادات في البلدان المتقدمة، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى استراتيجيات جديدة للوقاية والعلاج.
واستخدم الباحثون نماذج الجلد البشري في المختبر، متجاوزين نماذج الفئران التقليدية التي تفشل في تكرار بنية الجلد البشري واستجابته المناعية بدقة.
وتسلط النتائج الضوء على إمكانات كل من العلاج المناعي والبروبيوتيك في معالجة التهابات الجلد، مما يوفر أملا جديدا في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات.
وتقول الأستاذة المساعدة كيرا ميليكان، المؤلفة المشاركة بالدراسة: "نهدف إلى استكشاف مسارات الإشارات في الجلد البشري بشكل أكبر باستخدام تقنيات متقدمة مثل تسلسل الخلية الواحدة والنسخ المكاني".
ويمثل هذا البحث الرائد خطوة حاسمة نحو فهم كيفية دفاع الجلد البشري بشكل طبيعي ضد العدوى، مع إمكانية فتح طرق جديدة لتعزيز المناعة الفطرية ومكافحة مسببات الأمراض المقاومة.